بعد هجوم الحرس الإيراني… اليكم ما حققته “تل أبيب”!

تناول خبير عسكري إسرائيلي، اليوم الأحد، المكاسب التي حققتها تل أبيب، في أعقاب هجوم الحرس الثوري الإيراني غير المسبوق، بطائرات مسيرة مفخخة وصواريخ باليستية.

وقال الخبير الإسرائيلي رون بن يشاي في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إنّ “إيران منيت بالهزيمة، ونجحت إسرائيل عسكريا وسياسيا، لكن رد الفعل يجب أن يدرس بعناية”.

وأضاف بن يشاي أن “هجوم إيران التاريخي وغير المسبوق فشل، بعدما تعاونت تل أبيب وواشنطن وحلفاء آخرين على إحباط العملية الجوية الواسعة، بل وحصلت إسرائيل على فرصة لاستعادة شرعيتها السياسية على الساحة الدولية التي تلاشت طوال حربها في غزة”.


وتابع: “الهجوم الإيراني هو المسؤول بشكل رئيسي عن الخطة الدفاعية للجيش الإسرائيلي، والتي استندت إلى معلومات استخباراتية دقيقة وقدرات غير عادية لطياري سلاح الجو وأنظمة الدفاع النشطة بجميع مكوناتها”.ولفت إلى أن إسرائيل لها مصلحة في تهديد بقاء النظام في طهران من خلال الكشف عن ضعفه، مستدركا: “هنا يأتي تأثير العامل الثاني، الذي لا يقل أهمية وربما أكثر أهمية، والمتمثل في الطلب الحازم من الولايات المتحدة، وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا، بتجنب أي رد غير متناسب ويعرض المنطقة للخطر”.

وذكر أن “مثل هذه الحرب الإقليمية من شأنها أن تخدم زعيم حماس في غزة يحيى السنوار”، معتقدا أنه “لهذا السبب فإن لإسرائيل مصلحة في الاستجابة لطلب الغرب، والعودة إلى التركيز على الحرب في غزة والجبهة الشمالية، وترك المعالجة الأساسية لإيران لفرصة أخرى”.

وأكد بن يشاي أن الرد على الهجوم الإيراني يحتاج إلى تخطيط جيد لكي يكون فعّال، حتى لو استغرقت تل أبيب وقتا أو تم رد الفعل بشكل سري، مشددا على ضرورة أن يحافظ الرد على الشرعية التي تتلقاها إسرائيل من العالم، وضرورة فتح صفحة جديدة مع الغرب.

وأردف قائلا: “الردع منتج قابل للتلف بطبيعته، لكن التحالف مع الغرب والبنية الدفاعية الإقليمية يشكلان أصولا استراتيجية مستدامة، لذلك من الأفضل الاستجابة للولايات المتحدة وتجنب رد الفعل المتهور والقوي”.

ونوه إلى أن الإنجاز الذي تحقق عقب الهجوم الإيراني ليس عسكريا فحسب، بل إنجازا سياسيا أيضا، مبينا أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وربما القوات الجوية الأردنية ساهمت في إحباط الهجوم، وشكلوا حزام كشف أمامي للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وصواريخ الكروز التي أطلقتها إيران بالمئات.

وذكر أنه نتيجة للاكتشاف المبكر، تمكنت منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية من تركيز جهودها، واعتراض الصواريخ الإيرانية قبل أن تدخل أجواءها، منوها إلى أنه “من بين الصواريخ الباليستية الـ100 التي أطلقتها طهران، يمكن عد التي عبرت الحدود على أصابع اليد الواحدة”، على حد قوله.

وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها النجاح بالتعامل مع أسراب ضمت أكثر من 100 طائرة مسيرة، وإطلاق نحو 30 صاروخ كروز، مقارنة بالهجوم الإيراني على المنشآت النفطية في السعودية عام 2019، والذي تضمن 17 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ كروز ولم يتم اعتراضها.

وتطرق بن يشاي إلى إنجاز آخر لإسرائيل، يتمثل في التعاون العلني من واشنطن ولندن وباريس وعمان، دون الخوف من تهديدات إيران.

وقال الخبير الإسرائيلي: “التعاون مع أمريكا ودول المنطقة، يحقق لإسرائيل حلم استراتيجي، وهو الهندسة الدفاعية الإقليمية ضد إيران”، مضيفا أن الجميع كان لديه مصلحة واضحة في منع نجاح الهجوم الإيراني، حتى لا ترد تل أبيب بضربة عسكرية واسعة النطاق، وتؤدي إلى “سيناريو خطير”.

وختم قائلا: “ما حدث الليلة قد يدفع حزب الله للاقتراب من التسوية الدبلوماسية للقتال الذي بدأ على الحدود الشمالية بعد الحرب على غزة”.

واستدرك بقوله: “السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت إسرائيل سترد وكيف سترد”، مشيرا إلى أن هناك اتجاهان متعارضان يؤثران على القرار المتوقع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش غالانت والوزير بمجلس الحرب بيني غانتس، واللذين فوضهم المجلس بتحديد الخطوط العريضة للرد.

وشدد على أن العامل الوحيد هو الحاجة إلى ردع إيران، وذلك بعد أن فعلت ما لم تفعله من قبل، حينما هاجمت “إسرائيل” بنية إلحاق أضرار جسيمة بها، والإضراب بالأمن الشخصي للإسرائيليين.

ورأى الخبير العسكري أنه إذا لم ترد بشكل مؤلم على الهجوم، فإن طهران وحلفائها في محور المقاومة، وكذلك دول المنطقة المستعدة للتطبيع مع تل أبيب، قد يعتبرون ذلك ضعفا.