صرحت الولايات المتحدة، في أحدث تقييم لها لأسلحة الدمار الشامل التي تملكها بيونغ يانغ، إن “كوريا الشمالية تقوم بالهندسة الوراثية لمكونات الأسلحة البيولوجية لإنتاج البكتيريا والفيروسات والسموم في إطار برنامج للحرب الجرثومية”.
فيما زعم تقرير حكومي أميركي رسمي أن “دولة كوريا الشمالية “المنعزلة” طوَّرت البخاخات و”أقلام السموم” كوسيلة لنشر الأمراض الفتاكة، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة “The times” البريطانية نشرته الثلاثاء 16 نيسان 2024. على الرغم من أن البرنامج النووي للرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، قد استحوذ على قدر أكبر من الاهتمام الدولي، فإن التقرير يؤكد “وجود ما يعتقد بعض الخبراء أنه خطر أكبر: “الأسلحة المصممة لنشر الجراثيم مثل الجمرة الخبيثة والجدري”.
“تقدّر الولايات المتحدة أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لديها برنامج هجومي مخصص للأسلحة البيولوجية على المستوى الوطني”، وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية، الذي يراقب امتثال الحكومات الأجنبية للحد من الأسلحة. وأضاف التقرير، “تتمتع كوريا الشمالية بالقدرة على إنتاج عوامل بيولوجية للأغراض العسكرية، والقدرة التقنية على إنتاج البكتيريا والفيروسات والسموم التي يمكن استخدامها كعوامل للأسلحة البيولوجية. وتتمتع كوريا الديمقراطية أيضاً بالقدرة على هندسة المنتجات البيولوجية وراثياً”. وذكر، انه “من المحتمل أن تكون بيونغ يانغ قادرة على تسليح عوامل الحرب البيولوجية بأنظمة غير تقليدية مثل الرشاشات وأجهزة حقن الأقلام السامة، والتي نشرتها جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية لتوصيل الأسلحة الكيميائية ويمكن استخدامها لتوصيل عوامل الأسلحة البيولوجية سراً”. حتى من دون ترسانتها الصغيرة نسبياً من الرؤوس الحربية النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات القادرة على الوصول إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، فإن الأسلحة التقليدية والكيميائية والبيولوجية التي تمتلكها كوريا الشمالية -وجيشها الضخم- من شأنها أن تجعل منها خصماً عسكرياً هائلاً، وفق ما جاء في تقرير “التايمز”. بينما لم تعترف كوريا الشمالية علناً قط بامتلاك أسلحة بيولوجية، ومن الصعب الحصول على معلومات استخباراتية موثوقة من داخل البلاد. فيما أصبحت كوريا الشمالية طرفاً في اتفاقية الأسلحة البيولوجية منذ عام 1987، لكن الأدلة المتراكمة على مر السنين تشير إلى أن لديها القدرة العلمية، فضلاً عن الإرادة، لتصنيع الأسلحة البيولوجية. في وقت مبكر من ثمانينيات القرن العشرين، لاحظ الزعيم المؤسس للبلاد، كيم إيل سونج، أن “الغازات السامة والبكتيريا يمكن استخدامها بفاعلية في الحرب”. في عام 1993، أكد رئيس وكالة المخابرات المركزية آنذاك، جيمس وولسي، الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالة المخابرات الروسية – بأن كوريا الشمالية كانت تستخدم الجامعات والمعاهد الطبية لإجراء أبحاث على الجمرة الخبيثة والكوليرا والطاعون الدبلي والجدري، واختبار الأسلحة البيولوجية على الجزر البحرية. فيما أبلغ المنشقون من كوريا الشمالية عن إجراء تجارب على سجناء سياسيين، على الرغم من أنه من المستحيل تأكيد هذه الشهادات. وعلى عكس الرؤوس الحربية النووية، يمكن تصنيع الأسلحة الجرثومية في مختبرات تقوم أيضاً بإجراء أبحاث طبية وبيولوجية غير ضارة. في عام 2015، أفادت وسائل الإعلام الحكومية بزيارة كيم لمنشأة للمبيدات الحشرية، والتي يمكن أن تكون لديها أيضاً القدرة على صنع عوامل بيولوجية. |