عاشت الإمارات، أمس الثلاثاء، يوما “تاريخيا”، بعد هطول أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك في العديد من المناطق، وهي الأكبر منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في العام 1949.
فقد شهدت الدولة أحوالا جوية متقلبة، شملت أمطاراً قوية ورياحاً شديدة، أطلق عليها “منخفض الهدير” بحسب حساب “مركز العاصفة لمراقبة الطقس والتغير المناخي”. وهدير هو مصطلح علمي ذو أصل عربي، يعني رفع الصوت وتكراره بشكل مميز، ويشير إلى الأصوات العالية والصاخبة. ويُستخدم هذا المصطلح لوصف العديد من الأصوات، بما في ذلك صوت الرعد وغليان السوائل في الأوعية، وحتى صوت الحمام.
وفي المناخ، الهدير هو صوت عميق وقوي يسمع خلال الطقس العاصف، وهو صفة لصوت الرعد المتكرر القوي الناتج عن مسار ضوء البرق في السماء. كما أنه يرفع درجة حرارة الهواء بشكل كبير، وعندما يصيب البرق مكاناً قريباً تصدر أصوات متنوعة بعد حدوثه مباشرة إثر التمدد والانكماش السريعين في الهواء. ووفق خدمة الطقس الأميركية يتبع الرعد البرق بفارق زمني قصير جداً. أما في حال وصول التيار الكهربائي للصاعقة للأرض فإنه يصيب مباشرة الأماكن والبشر. ويصاب سنوياً نحو 180 شخصاً بسبب الصواعق، فيما يتوفى 10% من الذين تضربهم الصاعقة كل عام، بحسب المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وكان المركز الوطني للأرصاد في الإمارات أعلن أن “الكميات القياسية للأمطار التي هطلت على الدولة خلال الـ24 ساعة الماضية وحتى الساعة التاسعة مساء من يوم الثلاثاء تعد حدثاً استثنائياً في التاريخ المناخي للدولة، منذ بداية تسجيل البيانات المناخية”. وذكر المركز أنه حتى الآن، تم تسجيل أعلى كمية أمطار في منطقة “خطم الشكلة” بالعين، حيث بلغت 254.8 ملم في أقل من 24 ساعة، بالإضافة إلى ذلك، سجلت محطات المركز الوطني للأرصاد في الدولة كميات غزيرة من الأمطار في مناطق عديدة.
ويمثل هطول الأمطار بهذه الغزارة حدثًا استثنائيًا يساهم في زيادة المتوسط السنوي للأمطار في الإمارات، وكذلك في تعزيز مخزون المياه الجوفية بالدولة بشكل عام. وفيما يتوقع أن تستمر العاصفة اليوم الأربعاء مع انحسارها تدريجيا بأوقات لاحقة، دعت السلطات الإماراتية إلى الابتعاد عن مناطق جريان الأودية وتجمعات المياه، وتفادي الخروج إلا للضرورة. وأعلنت حكومة دبي تمديد فترة العمل عن بُعد لجميع الجهات التابعة لها اليوم الأربعاء، كذلك المدارس الخاصة في الإمارة وذلك بسبب الأحوال الجوية، كما شجّعت مؤسسات القطاع الخاص على تطبيق نظام العمل عن بُعد يوم غد، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان السلامة للجميع. |