واشنطن تجهض “العضوية الكاملة” لفلسطين في الأمم المتحدة

يصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم الخميس، على طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، وهو تحرك يصطدم برفض الولايات المتحدة حليفة إسرائيل، كونه يُعد اعترافاً واقعياً بوجود دولة فلسطينية.

وقال مسؤول أميركي، في تصريحات تأتي على هامش استعداد مجلس الأمن الدولي البدء في عملية التصويت، إن “الولايات المتحدة ستصوت ضد طلب فلسطيني للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة”، ما يمنع الهيئة الدولية من الاعتراف الفعلي بدولة فلسطينية.

وأضاف دبلوماسيون، أن مجلس الأمن المكون من 15 دولة عضواً من المقرر أن يجري تصويتاً على مشروع قرار يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 دولة “بمنح دولة فلسطين عضوية الأمم المتحدة”.


ولموافقة المجلس على أي قرار يلزم تأييد 9 دول على الأقل، وعدم استخدام أي من الدول دائمة العضوية، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، حق النقض (الفيتو).

ويقول دبلوماسيون، إن التحرك ربما يحظى بتأييد ما يصل إلى 13 عضواً بمجلس الأمن، وهو ما سيجبر الولايات المتحدة على استخدام الفيتو.

لكن الولايات المتحدة قالت، إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يجب أن يحدث من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس في الأمم المتحدة.

ويحظى الفلسطينيون في الوقت الحالي بصفة دولة غير عضو لها وضع مراقب، وهو اعتراف واقعي بوجود دولة فلسطينية كانت قد أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2012.

لكن طلب الحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية بحاجة إلى موافقة مجلس الأمن، ثم موافقة ما لا يقل عن ثلثي أعضاء الجمعية العامة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن، “التصعيد الحديث يجعل دعم الجهود حسنة النوايا أكثر أهمية لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة بالكامل، وتتمتع بمقومات البقاء وذات سيادة”.

وأضاف، “الفشل في إحراز تقدم صوب حل الدولتين سيزيد فحسب من التقلبات والمخاطر أمام مئات الملايين في أنحاء المنطقة، إذ سيواصلون العيش تحت تهديد مستمر بالعنف”.

وقال سفير إسرائيل بالأمم المتحدة غلعاد إردان، إن الفلسطينيين فشلوا في استيفاء معايير الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، والمعايير هي وجود سكان بشكل دائم، وأراضٍ محددة وحكومة، والقدرة على دخول علاقات مع دول أخرى.

وأضاف إردان أمام مجلس الأمن، “من الذي سيصوت المجلس (للاعتراف به) ومنحه حالة العضوية الكاملة؟ حماس في غزة؟ الجهاد الإسلامي في نابلس؟ من؟”.

وسأل زياد أبو عمرو، المبعوث الخاص للرئيس الفلسطيني محمود عباس، الولايات المتحدة “كيف يضر منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. بفرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وكيف تُضر هذه العضوية بالأمن والسلم الدوليين؟”.

وأضاف أمام مجلس الأمن، أن “الدول الأخرى التي تعارض منح دولة فلسطين العضوية الكاملة” لا تساعد في فرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفرص السلام في الشرق الأوسط بشكل عام.

وتابع أبو عمرو، أن منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ليس بديلاً عن مفاوضات سياسية جادة لتنفيذ حل الدولتين وحل المشكلات المتبقية.

لكنه قال، إن منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيمنح الشعب الفلسطيني الأمل في حياة كريمة داخل دولة مستقلة.