أثار تزايد الصراع بين إسرائيل وإيران، والهجمات “الصاروخية” المتبادلة بينهما، تساؤلات بشأن تبعات ذلك على مسار المفاوضات بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، لوقف الحرب التي تدنو من يومها الـ 200 على التوالي.
يأتي ذلك في الوقت الذي يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي، مساء الأحد، لمناقشة تعثر المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، وسط ضغوط أميركية ودولية لسرعة إنجازها، بوساطة مصرية وقطرية وأميركية. وفي حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ، على تعثر المفاوضات بين طرفي الصراع الراهن، مؤكدًا أن التوتر الراهن بين تل أبيب وطهران لم يؤثر على مجرى التفاوض.
وأضاف أنه “بالنظر إلى التطورات الأخيرة في غزة، فإن الولايات المتحدة تركز بشكل كبير على تحقيق وقف لإطلاق النار يُمكن أن يمهد الطريق لإنهاء العنف”. وأوضح متحدث الخارجية الأميركية، أن بلاده وشركائها الدوليين قدموا مقترحاً لحماس يتضمن وقفاً فورياً للأعمال القتالية لمدة 6 أسابيع على الأقل، قابل للتمديد، وذلك في مقابل إطلاق سراح الرهائن، لكنه شدد على أن “حماس لم تقم حتى الآن بالرد الرسمي (الإيجابي) على هذا المقترح”. ووجه وربيرغ رسالة بشأن مسار المفاوضات قائلًا: “نؤكد على أهمية استجابة حماس لهذه المبادرة، لأنها ستوفر فرصة لتخفيف المعاناة الإنسانية وتسهيل وصول المساعدات، كما أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع شركائها لضمان تنفيذ هذه الاستراتيجية وتحقيق الاستقرار والأمان لجميع الأطراف المعنية”. ويأتي الحديث الأميركي بالتزامن مع ما أعلنته الدوحة من إعادة تقييم دورها كوسيط بين إسرائيل وحركة حماس، وسط اتهامات قطرية لوجود أطراف تحاول استغلال المحادثات “لتسجيل نقاط سياسية”. وسبق أن قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن مفاوضات الهدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة تشهد “بعضاً من التعثر”. ورفضت حماس أحدث اقتراح للتوصل إلى اتفاق، وقالت إن أي اتفاق جديد بخصوص الرهائن يجب أن ينهي حرب غزة ويتضمن انسحاب جميع القوات الإسرائيلية. وينص مقترح الوسطاء على إطلاق سراح 42 محتجزا في غزة مقابل إطلاق سراح 800 إلى 900 أسير فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين من شمال غزة، إلى بلداتهم، بحسب مصدر من حماس. وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن محادثات الوساطة متوقفة مرة أخرى مع عدم وجود أي إشارات أو احتمالات لاستئنافها في أي وقت قريب، كما أن انعدام الثقة يتزايد بين حماس والمفاوضين. وذكرت الصحيفة أن قيادة الحركة تفكر في مغادرة قطر إلى دولة مضيفة أخرى، حيث تواصلت الحركة مع دولتين على الأقل في المنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيين إليهما. وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية أن تحرك حماس جاء نتيجة ممارسة وسطاء من مصر وقطر ضغوطا على الحركة لتخفيف شروط التفاوض مع إسرائيل، قبل أن تنفي الحركة ذلك. ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن مسؤولين في حماس، قولهما إن الحركة تريد تعزيز العلاقات مع تركيا، بما في ذلك تلقي المساعدات منها مباشرة. |