نزوح حوالي 100 ألف لبناني… تقريرٌ “يكشف” حجم الأضرار في البلدات الجنوبية!

كشف تقرير ميداني لِشبكة “سكاي نيوز” البريطانية، عن مدى الضرر الذي أصاب العديد من البلدات والقرى في جنوب لبنان، وذلك منذ التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، على خلفية الحرب التي يشهدها قطاع غزة منذ السابع من تشرين الاول الماضي.

وأوضح التقرير أن القصف المتبادل بين الطرفين، أدى إلى نزوح حوالي 100 ألف لبناني من منازلهم على طول الحدود، وإجبار حوالي 80 ألف مدني على مغادرة مجتمعاتهم على الجانب الإسرائيلي.

وبدأ حزب الله إطلاق النار على المواقع الإسرائيلية في المنطقة الحدودية يوم الثامن من تشرين الاول، تضامنا مع حركة حماس.


ويتبادل الطرفان إطلاق النار بشكل شبه يومي منذ ذلك الحين، فيطلق حزب الله الصواريخ والطائرات المسيرة، بينما تشن إسرائيل غارات جوية ومدفعية.

وتقع الهجمات في الغالب بالقرب من الحدود أو عندها، لكن الجانبين وسعا هجماتهما في الأسابيع القليلة الماضية.

وأسفرت الغارات الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الاول عن مقتل نحو 279 مسلحا في جنوب لبنان وشرقه، من بينهم قادة ميدانيون كبار في حزب الله، بالإضافة إلى عشرات قتلوا في الغارات الإسرائيلية على سوريا، بما يعادل بشكل عام خسائر الجماعة في حربها مع إسرائيل عام 2006.

ووفقا لتقرير للأمم المتحدة، قُتل 66 مدنيا على الأقل في لبنان حتى الثالث من أبريل، في حين أدت الهجمات من لبنان إلى مقتل 18 جنديا ومدني واحد على الجانب الإسرائيلي.

وخلال جولة لمراسلي “سكاي نيوز” في جنوب لبنان رفقة عناصر من قوة الأمم المتحدة المؤقّتة في لبنان (يونيفيل)، لاحظوا وجود بلدات وقرى فارغة تماما، وكأنها “مدن أشباح”.

ووفق التقرير، فإن العديد من المنازل والمباني في تلك القرى سُويت بالأرض، لافتا إلى أنه تمت مشاهدة حفر في الطرق، ومساحات من الأراضي الزراعية محروقة وغير صالحة للاستعمال.

وفي بلدة علما الشعب، اختار عدد قليل من الأشخاص البقاء في منازلهم، على الرغم من المخاطر التي تهدد حياتهم.

وقال نادر عيد: “البقاء هنا أمر خطير.. لكن علينا أن نفعل ذلك. علينا أن نبقى على قيد الحياة وعلينا أن نحافظ على منازلنا.. وأن نحافظ على سلامة علما الشعب”.

أما المقدم برونو فيو، من قوة “يونيفيل”، فأوضح وهو يمر بجوار المباني المدمرة التي كانت ذات يوم عامرة بالسكان، أن تبادل إطلاق النار والقصف أصبح “أمرا منتظما ومتكررا”.

وتابع: “بالتأكيد، إنه أمر متكرر يحدث كل يوم، ويمكننا أن نحصي أنواعا مختلفة من النشاط (القتالي) وبأعداد مختلفة”.

من جانبه، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، في وقت سابق من هذا الشهر، إن الغارات الجوية الإسرائيلية حوّلت جنوبي لبنان إلى منطقة “منكوبة زراعيا”، حسب الوكالة الوطنية للإعلام.

وأحرقت الغارات الإسرائيلية عشرات الآلاف من أشجار الزيتون، وأتت على أراض زراعية في جنوب لبنان، مما ألحق أضرارا بالرعاة والمزارعين الذين يعانون بالفعل من أزمة اقتصادية شديدة.

وأوضح ميقاتي أن “هناك 800 هكتار تضررت بشكل كامل، و340 ألف رأس ماشية فقدت، وحوالي 75 في المئة من المزارعين فقدوا مصدر دخلهم النهائي”.

وأضاف أن هذه المشكلة ستمتد “على السنوات المقبلة”.

وقبل ذلك دق وزير الزراعة اللبناني عباس الحاج حسن ناقوس الخطر، الشهر الماضي، حين قال إن الغارات الإسرائيلية “تمنع المزارعين في القرى والبلدات القريبة من الحدود من الوصول إلى حقولهم، مما يؤثر على ما يصل إلى 30 بالمئة من الإنتاج الزراعي في لبنان”، وفقا لوكالة رويترز.

وفي سياق متصل، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الجمعة، لميقاتي خلال استقباله في باريس، “التزام فرنسا بذل كل ما في وسعها لتجنب تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل”، حسب وكالة فرانس برس.

وأضافت الرئاسة في بيان، أن الرئيس الفرنسي الذي التقى أيضا قائد الجيش اللبناني جوزيف عون، “أكد عزمه على مواصلة تقديم الدعم الضروري للقوات المسلحة اللبنانية”.

وتابعت أن “ماكرون يواصل التحرك من أجل استقرار لبنان”، بحيث تتم حمايته من الأخطار المتصلة بتصعيد التوتّرات في الشرق الأوسط.

وذكّر ماكرون بالالتزام الفرنسي في إطار قوات (يونيفيل) وشدد على “مسؤولية الجميع حيالها لتتمكن من ممارسة مسؤوليّاتها في شكل كامل”.

وأورد البيان أيضا أن “فرنسا ستتحرك في هذا الاتجاه مع جميع من هم مستعدون للمشاركة في شكل أكبر، خصوصا شركاءها الأوروبيين، وفق ما توصّل إليه المجلس الأوروبي الطارئ” الذي عقد الأربعاء والخميس في بروكسل.

من جهة أخرى، أعربت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جوانا فيرونيكا، عن قلقها من خروج الأمور عن السيطرة في الجنوب واتساع نطاق الحرب.

ودعت فيرونيكا من خلال حديثها إلى “سكاي نيوز” إلى “ضبط النفس”، مضيفة: “خطأ واحد وحسابات خاطئة واحدة يمكن أن تحدث فرقا يضع هذه البقعة في وضع جديد تماما، ومع أخذ موقع لبنان الجيوسياسي في الاعتبار، فإن لبنان في وضع حساس للغاية”.