نظم مئات الطلاب في جامعة سيدني الأسترالية، اليوم الأربعاء، احتجاجات منددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ونصبوا خياما بالحرم الجامعي، في حين اتهمت حماس واشنطن بانتهاك حقوق طلاب الجامعات المحتجين على الحرب في قطاع غزة.
ووفقا لصحيفة سيدني مورنينغ هيرالد، نظم عدد من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين احتجاجا مناهضا لإسرائيل في حرم الجامعة.
وعلى الخيام التي نصبوها في الحرم الجامعي، كتب الطلاب عبارات من مثل “من النهر إلى البحر”، و”اقطع العلاقات مع مصنعي الأسلحة”، و”فلسطين حرة”، و”الأولى كولومبيا والثانية جامعة سيدني”.
كما تم رفع لافتة كتب عليها “خيام التضامن مع غزة” في المنطقة التي شهدت الاحتجاج الطلابي في الجامعة.
وطالب المحتجون “بقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية ومصنّعي الأسلحة”، فيما شارك في الاحتجاج السيناتور الأسترالي ديفيد شوبريدج.
وقالت الطالبة ومنظمة الاحتجاج ياسمين الراوي إن الاحتجاجات بدأت للتو وستستمر، مشيرة إلى أن “إدارة الجامعة شهدت الاحتجاجات والدعم الكبير من الطلاب في جامعات كولومبيا وييل وهارفارد، وكانوا خائفين مما قد يفعله الطلاب، لذلك سمحوا لنا بتنظيم الاحتجاجات”.
من ناحية أخرى، حذرت جامعة سيدني الطلاب من اتخاذ “إجراءات تأديبية” إذا حصلت انتهاكات لسياساتها.
وذكرت رسالة بريد إلكتروني مرسلة إلى موظفي الجامعة أنه “لن يتم التسامح مع جميع أشكال العنصرية وخطاب الكراهية والتنمر والمضايقات، بما في ذلك استخدام لغة معادية للسامية أو معادية للمسلمين”.
وهزت الاحتجاجات الجماهيرية عددا من الجامعات في الولايات المتحدة، حيث بدأت في 18 أبريل/نيسان الجاري من جامعة كولومبيا، قبل أن تنتشر بسرعة إلى مؤسسات أخرى بما في ذلك جامعة نيويورك، وجامعة ييل، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وجامعة كارولينا الشمالية.
ونظم الطلاب المؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصاما في حديقة الحرم الجامعي احتجاجا على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين و”الإبادة الجماعية” في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.
حماس تنتقد تعاطي واشنطن مع الطلاب
من ناحية أخرى، اتهم القيادي في حركة حماس عزت الرشق، الأربعاء، الإدارة الأميركية بـ”انتهاك الحقوق الفردية وحق التعبير” بشأن رفضها لتظاهرات طلبة جامعيين يعارضون “الإبادة الجماعية” الإسرائيلية في قطاع غزة.
جاء ذلك وفق بيان أصدره الرشق، تعقيبا على اتهامات أميركية بـ”معاداة السامية” طالت متظاهرين متضامنين مع قطاع غزة نصبوا خياما في حرم جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك.
وقال إن “الإدارة الأميركية تنتهك الحقوق الفردية والحق في التعبير، وتعتقل طلابا جامعيين وأعضاء هيئات تدريس بسبب رفضهم الإبادة الجماعية في قطاع غزة على أيدي الصهاينة النازيين الجدد، دون أدنى شعور بالخجل من القيمة الاعتبارية التي يمثلها الطلبة وأساتذة الجامعات”.
وأضاف الرشق أن “إدارة بايدن الشريكة بالحرب الوحشية على شعبنا الفلسطيني، لا تريد الإقرار أنها أمام رأي عام أميركي اكتشف حقيقة الكيان النازي”.
وأكد أن “طلبة اليوم هم قادة المستقبل، وقمعهم اليوم يعني فاتورة انتخابية باهظة الثمن ستدفعها إدارة بايدن عاجلا أم آجلا”.
ووجهت مؤسسات أميركية وأعضاء في الكونغرس اتهامات بـ”معاداة السامية” لمشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها جامعات أميركية ضد قتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
وادعت كل من ولاية نيويورك وبلديتها وأعضاء من الكونغرس الأميركي في بيانات مؤخرا، أن المتظاهرين المتضامنين مع الفلسطينيين في الخيام التي نصبوها في ساحة حرم جامعة كولومبيا بنيويورك منذ الأسبوع الماضي، “أظهروا سلوكا معاديا للسامية”.
كما وجه 26 من أعضاء الكونغرس الأميركي بقيادة شيلي مور كابيتو وتوم كوتون، رسالة إلى وزير العدل ميريك غارلاند، دعوه فيها إلى “استعادة النظام في الجامعات التي أغلقتها فعليا العصابات المعادية للسامية التي تستهدف الطلاب اليهود”، على حد قولهم.
غالانت يدعو لوقف المظاهرات
وفي إسرائيل، دعا وزير الدفاع يوآف غالانت، الأربعاء، إلى وقف المظاهرات الداعمة لقطاع غزة في الجامعات الأميركية، فيما وجّه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بإقامة مجموعات مسلحة لحماية الجاليات اليهودية هناك.
وزعم غالانت -في منشور عبر منصة إكس- أن المظاهرات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة ليست معادية للسامية فحسب، بل هي أيضا تحريض على الإرهاب.
ودعا السلطات في الولايات المتحدة الأميركية إلى التحرك، من أجل حماية اليهود ووقف المظاهرات في الجامعات.
وبدوره، ادعى بن غفير في منشور عبر المنصة ذاتها، أن يهود الشتات يعانون حاليا من موجة شديدة من معاداة السامية في المجتمعات والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم.
وأضاف: “طلبت من قائد الشرطة (يعقوب شبتاي) صياغة خطة مساعدة، لإنشاء قوات دفاع محلية من شأنها حماية الجاليات والمؤسسات اليهودية في الخارج، من خلال الدعم المهني، بما في ذلك خطة تدريب وتقديم استجابة تكنولوجية لعمليات التأمين”.
بالمقابل، ذكر الطلاب الذين واصلوا إظهار الدعم للفلسطينيين في حرم جامعة كولومبيا، أن “طلابا” يهودا كانوا يحتجون معنا أيضا على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، وأن مسألة معاداة السامية غير واردة.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حربا على غزة خلّفت أكثر من 112 ألفا بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودمارا هائلا، حسب بيانات فلسطينية وأممية.