يوم انقلبت القيم في الحضارة العربية الإسلامية إلى مثالب
المؤرخ د. حسن محمود قبيسي
في النصف الأول من القرن الأول الهجري تأسست الدولة العربية الإسلامية بقيادة قائد خلوق{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } الرسول محمد ( ’ ) ،وكانت أمتها { خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون }؛ بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق ويدعو بالإيمان الحر { لا إكراه في الدين } المحصّن بالقوة { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } لخير الإنسان وعزته و كرامته { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }، مع إمساك الأمويين والعباسين ومن انقلب عليهم وخلفهم بمقاليد الحكم في الدولة/ السلطنات / الخلافة «الإسلامية» عادت الأمور السياسية إلى الجاهلية الأولى ،مع تقدم علمي نتيجة حركة الترجمة والإبداعات التي رعاها المتسلطون عريهم وعجمهم و رومهم لإرضاء غرورهم وإسكات النخب الذين أغدقوا عليهم من مال المسلمين المنهوب، وشراء ولاءاتهم.
ولم يمنع توسع الدولة العربية الإسلامية من تفككها وزعزعة استقرارها وتدهورها . فعندما صودرت الحريات الواعية الملتزمة،و صارت محاسبة الحاكم و صاحب النفوذ جريمة عقوبتها تترواح بين الإهانة والمضايقة والتضييق في تحصيل المعيشة و السجن والموت؛ عم الفساد وبدأ مشوارالتخلف في حياتنا العربية – الإسلامية ،و توقفت إنجازاتنا الحضارية عند نقطة الجمود الفكري والجهل و التعصب والعمل ب « النقل لا العقل» ، فصار الوعي نقمة وحق أن نسميه : «الوعي القاتل».
العلم و الوعي والحرية والشجاعة الأدبية والمحاسبة … فيها الحل .