الجميّل: هذه الحرب لم يقررها اللبنانيون وهي تكلف لبنان غاليًا

التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في مكتبه في بكفيا لمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا وجرى عرض لآخر التطورات في لبنان والمنطقة.

اللقاء حضره نائب رئيس الحزب الدكتور برنار جرباقة، رئيسة جهاز التشريع والسياسات العامة المحامية لارا سعادة ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب مروان عبد الله وجرت في خلال اللقاء مناقشة القرار 1701 والحرب الدائرة في جنوب لبنان كما ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وشدد حزب الكتائب على مواقفه الثابتة من هذه المواضيع.

النقاش تناول ايضاً موضوع التمديد للمجالس البلدية والاختيارية وملف السوريين في لبنان وأهمية إيجاد حل سريع وعملي ومستدام له لما بات يشكله من ضغوط تفوق طاقة لبنان على التحمّل في ظل الأزمات التي يعانيها.

 

بعد اللقاء قال الجميّل: “استقبلنا المنسقة الخاصة لأمين عام الامم المتحدة في لبنان وتحدثنا عن الهواجس اللبنانية، بدءًا من تأجيل الانتخابات البلدية الذي حصل اليوم والذي نضعه ضمن محاولة شلّ كل مؤسسات الدولة بشكل كامل إضافة الى كل الاستحقاقات التي يمكن أن تجدد حياتنا الديمقراطية وتؤكد أن لبنان دولة قائمة خاصة اننا اليوم نفتقد الى رئيس للجمهورية وفي ظل حكومة تصريف أعمال منذ أكثر من عامين، اي بعد انتهاء الانتخابات النيابية عام 2022 وهي فاقدة لكل الشرعية، بالاضافة الى شلّ مجلس النواب واليوم شلّ الانتخابات البلدية والمجالسالمحلية وقد ناقشنا باستفاضة في نتائج هذا التأجيل الذي سيترجم كارثة كبيرة ستحل على اللبنانيين في كل القرى والبلدات في لبنان، في ظل وجود جزء كبير من البلدات المنحلّة غير القادرة على تصريف اعمال بالاضافة الى مزيد من البلديات التي ستكون بحالة من الشلل التام، وهذا الامر يتحمّل مسؤوليته كل من يساهم بإبقاء البلد في حالته اليوم”.

وتابع، “الخوف اليوم أيضًا على الامتحانات الرسمية، إذ ان هناك كلامًا جديًا يتم التداول به للتعامل بالمنطق نفسه أي تأجيل الامتحانات الرسمية في كل لبنان لنفس الحجة المستعملة في موضوع البلدية”.

وفي موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، اعتبر الجميّل، ان “كل الحجج التي طرحت من أجل منع انتخاب رئيس سقطت، واولها الحجة التي تقول أن المسيحيين غير متفقين في حين أنهم اتفقوا على مرشح واحد فعطّل الفريق الآخر الجلسة، اما الحجة الثانية فتقول انه يجب الذهاب الى الحوار قبل الانتخاب في حين ان المطلوب واحد هو استسلام اللبنانيين لإرادة حزب الله، والواقع هو ان حزب الله يريد السيطرة على البلد عبر الرئاسة وكل الاستحقاقات فإما تجري كما يريد او لا تحصل”.

وأكد، انه “امام هذا الوضع ولهذا السبب كل من يدعونا للاتفاق، نقول له فقد اتفقنا، وكل من يدعونا للذهاب الى حوار نقول له اننا وافقنا شرط الذهاب متساويين خصوصًا وان الطرف الآخر يجاهر بأنه سيذهب الى الحوار بمرشح واحد وهو غير موافق على البحث بإسم آخر، وهذا الامر يمتد للوصول الى الحرب الدائرة في جنوب لبنان وهذا أخطر ما يمكن ان يحصل اليوم في البلد”

ورأى الجميّل، ان “هذه الحرب لم يقررها اللبنانيون وهي تكلف لبنان واهل الجنوب غاليًا، تحصد المزيد من الارواح والضحايا، وتشلّ الاقتصاد وهذا ما سندفع ثمنه جميعاً، وإذا كان فإن احداً لم ير تراجع حدة القتال هناك او تراجع القصف الإسرائيلي على الجنوب نتيجة فتح الجبهة مؤكداً أنه لا يمكننا البقاء رهينة بيد أحد فلدينا ازمات كبيرة للمعالجة ومنها ازمة اللاجئين السوريين وكلها مرتبطة بوجود دولة ورئيس للجمهورية فيما اعادة تكوين الدولة مخطوف من قبل حزب الله”.

وأضاف، “هناك غياب للوعي الكافي عند جزء كبير من المجتمع الدولي لما يمكن ان تولده ازمة النازحين السوريين خصوصًا بعد تردد معلومات عن تقلص المساعدات المخصصة لهم متمنياً الا تتراجع وان تعطى لأصحابها في سوريا وليس في لبنان لتشجيعهم على العودة.ولكن اذا لم يحدث هذا الامر ومع تراجع المساعدات في لبنان فستزيد نسبة الجرائم حتما، اضافة الى الضغط الامني والانزلاق الى مزيد من العنف في الداخل بين اللبنانيين والسوريين وهذا ما لا نريده”.

واستكمل الجميّل، اننا “لا نريد ان يكون نصف المقيمين في لبنان هم من اللاجئين الاجانب وهذا الامر لا يمكنه الاستمرار، فإذا كان المجتمع الدولي يريد تجنب العنف لديه وفي الداخل اللبناني عليه العمل على اعادة اللاجئين الى بلادهم، وتحديد المناطق الآمنة لعودتهم والاكيد ان لبنان لم يعد بإمكانه تحمل وزر صراع لا علاقة له فيه، وانطلاقًا من هنا نتمنى ان تفهم الدول ان بقاء وضع اللاجئين على ما هو عليه اليوم يمكن ان يؤدي الى كوارث كبيرة سيتحملون مسؤوليتها”.