قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن إسرائيل تقترب من اجتياح رفح بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر ودول عربية أخرى
نفت مصر ما قالت إنه “ادعاءات” حول تداولها مع الجانب الإسرائيلي خططه للاجتياح المزمع لمدينة رفح، وذلك رداً على تصريحات تداولتها صحف أميركية نسبتها إلى “مسؤولين مصريين”، قالوا إن “القاهرة تنسق مع الولايات المتحدة ودول عربية أخرى مثل الإمارات عملية إخلاء المدنيين في آخر مدن غزة في الجنوب، التي تعج بأكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بالقطاع خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر”.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر (حكومية)، “الموقف المصري الثابت والمعلن مرات عدة من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح الذي سيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تضاف إلى ما عاناه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلي الدموي”.
وأضاف رشوان، في بيان، “تحذيرات مصر المتكررة وصلت من كل القنوات للجانب الإسرائيلي، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية في رفح، بسبب هذه الخسائر المتوقعة، فضلاً عما سيتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها”، لافتاً إلى أنه “في وقت تفكر فيه إسرائيل في هذا الاجتياح الذي تقف مصر وكل دول العالم ومؤسساته الأممية ضده، تركز الجهود المصرية المتواصلة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، إلى جانب السعي لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بالقدر الكافي، ولكل مناطقها وبخاصة الشمالية ومدينة غزة، وإخراج مزيد من الجرحى والمرضى لعلاجهم خارج القطاع الذي انتهت به تقريباً كل الخدمات الصحية”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، قد أوردت في تقرير لها، حول اقتراب “إسرائيل من اجتياح رفح مع تراجع الأزمة مع إيران”، إن الدولة العبرية، تستعد لنقل المدنيين من رفح إلى خان يونس القريبة ومناطق أخرى، إذ تخطط لإقامة ملاجئ بالخيام ومراكز توزيع الغذاء والمرافق الطبية مثل المستشفيات الميدانية، نقلاً عن مسؤولين مصريين، لم تسمهم، وقالت إنهم “مطلعون على الخطط الإسرائيلية”.
وبحسب المسؤولين المصريين، الذين نقلت عنهم الصحيفة، فإن “عملية الإخلاء ستستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع وستتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر ودول عربية أخرى مثل الإمارات، وقالوا إن إسرائيل تخطط لنقل قواتها إلى رفح تدريجاً، لاستهداف المناطق التي تعتقد إسرائيل أن قادة ومقاتلي حماس يختبئون فيها”، وأضافوا أنه “من المتوقع أن يستمر القتال ستة أسابيع في الأقل”.
وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن يكون الهجوم على رفح قريباً، مشيرة إلى أن استعدادات تجري لإجلاء النازحين الفلسطينيين الذين يحتمون هناك.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” واسعة الانتشار عن قرار للحكومة الإسرائيلية بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار مع “حماس”، أن عملية اجتياح رفح التي تأجلت لأسابيع عدة، بسبب خلافات مع واشنطن ستتم “قريباً جداً”.
ونشرت عدة وسائل إعلام إسرائيلية أخرى تقارير مماثلة. وأشار البعض إلى لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تظهر إقامة مدينة خيام لاستقبال من سيجلون من رفح.
ولم يصدر تعليق بعد عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولا مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وتعج رفح المتاخمة للحدود المصرية بأكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بقطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
ويثير مصيرهم قلق القوى الغربية، وكذلك القاهرة التي استبعدت السماح بأي تدفق للاجئين إلى سيناء المصرية. وتعهدت إسرائيل، التي تتعرض لضغوط بسبب الخسائر الإنسانية المتزايدة الناجمة عن الحرب، باتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في رفح.
وتقول حكومة نتنياهو، إن رفح بها أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لـ”حماس”، وتقول، إن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.
وتصر حكومة نتنياهو على أن النصر في حرب غزة، التي بدأت بعد هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على جنوب إسرائيل، سيكون مستحيلاً من دون السيطرة على رفح وسحق “حماس” واستعادة أي رهائن قد يكونون محتجزين هناك.
ولم تعلق “حماس” على مسألة وجود كتائب قتالية في المدينة.
وفي خطاب ألقاه، أمس الثلاثاء، تزامناً مع مرور 200 يوم على الحرب، قال أبوعبيدة متحدث الجناح العسكري لحركة “حماس”، إن إسرائيل لم تحصد سوى “الخزي والهزيمة” في الحملة التي يقول مسؤولون في وزارة الصحة في قطاع غزة إنها أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني.
وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 واحتجاز 253 في هجوم السابع من أكتوبر، ويقول الجيش الإسرائيلي إن 262 جندياً إسرائيلياً آخرين قتلوا في العمليات البرية، التي شهدت اجتياح معظم أنحاء القطاع، في المقابل، لقي أكثر من 34 ألف شخص حتفهم في غزة، فيما تجاوزت الإصابات حاجز الـ77 ألفاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.