قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن رئيس الوزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه معضلة، مع وجود اتصالات لإقامة علاقات دبلوماسية إسرائيل والسعودية، إضافة إلى التخطيط لعملية عسكرية برية في رفح جنوبي قطاع غزة.
وفي مقاله المعنون بـ”على إسرائيل أن تختار: رفح أو الرياض؟! في صحيفة نيويورك تايمز، قال فريدمان إن نتنياهو يواجه “أحد أكثر الخيارات المصيرية التي اضطرت إسرائيل إلى اتخاذها على الإطلاق”. وشدد فريدمان، على أن قرار إسرائيل اقتحام مدينة رفح جنوبي غزة “لن يؤدي إلا إلى تفاقم عزلة إسرائيل العالمية، وسيزيد الانقسامات داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن” وفق تقديره.
وأشار فريدمان إلى أن “هذا من شأنه أن يأتي بثمن مختلف: التزام حكومتك (بنيامين نتنياهو) بالعمل نحو إقامة دولة فلسطينية مع سلطة فلسطينية يتم إصلاحها، ولكن مع ميزة دمج إسرائيل في أوسع تحالف دفاعي أميركي عربي إسرائيلي تمتعت به الدولة اليهودية إطلاقا يخلق على الأقل بعض الأمل في أن الصراع مع الفلسطينيين لن يكون حرباً للأبد”. وحذر فريدمان، من سيطرة عقلية الانتقام وتحولها إلى سياسة لدى قادة الإسرائيليين، قائلا “من الجنون المطلق أن إسرائيل قد دخلت الآن أكثر من ستة أشهر في هذه الحرب، وأن القيادة العسكرية الإسرائيلية، والطبقة السياسية بأكملها تقريبًا، سمحت لنتنياهو بمواصلة السعي لتحقيق النصر الكامل والانتقام هناك دون أي خطة خروج أو شريك عربي يصطف للتدخل بمجرد انتهاء الحرب”. وكشف الكاتب الأميركي، أنه من خلال حديثه مع كبار المسؤولين السعوديين بخصوص الحرب في غزة، فقد وجد أن سياسة الرياض تقول “كل ما تفعله إسرائيل في هذه المرحلة هو قتل المزيد والمزيد من المدنيين، وتحويل السعوديين الذين فضلوا التطبيع مع إسرائيل ضدها، وخلق المزيد من المجندين لتنظيمي القاعدة وداعش، وتمكين إيران وحلفائها، وإثارة عدم الاستقرار، وإبعاد الاستثمارات الأجنبية التي تشتد الحاجة إليها” في السعودية. وقال إن “الطريق الذي يمكن لإسرائيل أن تسلكه الآن هو الطريق الذي ترسخه إدارة بايدن والسعوديون والمصريون والأردنيون والبحرينيون والمغاربة والإماراتيون ذلك واقعي أكثر من النصر الكامل الذي يعد به نتنياهو” على حد تقديره. وأضاف “هذا أحد أكثر الخيارات المصيرية التي اضطرت إسرائيل إلى اتخاذها على الإطلاق. وما أجده مزعجا ومحبطا في نفس الوقت هو أنه لا يوجد اليوم زعيم إسرائيلي رئيسي في الائتلاف الحاكم أو المعارضة أو الجيش الذي يساعد الإسرائيليين باستمرار على فهم هذا الخيار – منبوذ عالمي أو شريك في الشرق الأوسط – أو يشرح لماذا ينبغي أن يكون ذلك. اختر الثاني. وأشار فريدمان أيضا أنه فيما لو اقتحمت إسرائيل رفح كما قامت في خان يونس وفي مدينة غزة، وستقوم بذلك بطريقه غير مقبولة على الإدارة الأميركية، وسيضطر بايدن دراسة وضع قيود على إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل. ولفت فريدمان إلى حديث وسائل إعلامية عالمية عن توتر حول قضية رفح، وحتى أنه تم اقتباس مصادر أميركية، ذكرت أن الولايات المتحدة تدرس حظر استخدام الأسلحة الأميركية في العملية. وأضاف، “الآن بات من الواضح أن ذلك غير ممكن، ولا توجد لديهم مصلحة بإطالة أمد الحرب، كل ما تفعله إسرائيل الآن يقود الى قتل المدنيين، وزيادة عدد المنخرطين في القاعدة وداعش وتقوية ايران وحلفائها- إضافة الى تغيير رأي السعوديين الذين دعموا التطبيع مع إسرائيل”. |