قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الاحد، في أول لقاء له مع صحيفة إسرائيلية، إن “الدوحة عملت منذ اللحظة الأولى لوقف حرب غزة، عبر عرض وساطتها بين حماس وإسرائيل، على البحث عن كل السبل الممكنة لإنهاء القتال، وتأمين عودة الرهائن المختطفين، في هجوم 7 تشرين الأول الماضي إلى ذويهم”.
وقالت صحيفة “هآرتس” التي أجرت المقابلة مع الأنصاري، إن الأخير ناقش في حوار مطول إحباط قطر من سلوك حماس وإسرائيل، المنخرطتان في مفاوضات معقدة وطويلة منذ أشهر، أنتجت هدنة واحدة في تشرين الثاني الماضي، وفشلت في تأمين هدنة ثانية، لوقف الحرب المستمرة على غزة منذ قرابة 7 أشهر، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وجرت المقابلة، بعد أيام من إعلان قطر على لسان وزير خارجيتها الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، عن إعادة تقييم دورها في مفاوضات حرب غزة، بشكل كامل ودقيق، بعد إساءة استخدام وساطتها لخدمة أهداف سياسية ضيقة من قبل البعض، وفق تعبيره.
وتعقيباً على الهدنة الأولى، قال الأنصاري، “في الاتفاق الأول الذي صمد 7 أيام فقط، فهمنا أننا بحاجة إلى اتفاق أكثر قوة بين الجانبين يعيد جميع الرهائن إلى عائلاتهم ويساعدنا في إنقاذ الأرواح من كلا الجانبين”. وكشف الأنصاري، أن قطر أعادت تقييم وسطاتها بين حماس وإسرائيل، بعد تعاملها بإيجابية وجدية وإخلاص مع الطرفين، وتبادلها أفكارهما، وفهمها، أملاً بالوصول لذلك اليوم المنشود، لكن ذلك لم يتحقق، ما قادنا لمراجعة كل ما بدأناه منذ أشهر طويلة، وإخضاع جدية الطرفين والتزامهما للمراجعة أيضاً. وتابع قائلاً، توقفت المحادثات عند النقطة التي أبدى فيها الطرفان تمسكاً شديداً بمواقفهما، وبالتالي صار من الصعب للغاية الحصول على أي حسابات بشأن أعداد المحتجزين، أو أي أشياء أخرى متعلقة بالمفاوضات، لكن إذا عاد الطرفان وأبديا التزاماً فنحن متأكدون من قدرتنا على اجتراح اتفاق يعيد المزيد من الأشخاص إلى عائلاتهم. وتحدث الأنصاري، عن جهود قطر المبذولة منذ 2006، حين طلبت منها الولايات المتحدة فتح قناة تواصل مع حماس، بهدف تحقيق سلام مشترك مع إسرائيل، وإنهاء التوترات والحروب المتكررة. وعن تعطيل المفاوضات، قال الأنصاري، إنه ناتج عن حسابات سياسية ضيقة تتجاهل حياة الناس، الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. وأضاف، “كنا نأمل برؤية مزيد من الالتزام والجدية من كلا الجانبين، لكن ما وجدناه هو كثير من التقصير والالتزام بمجريات المفاوضات والوساطة من الطرفين، حماس وإسرائيل”. ورداً عن علاقة قطر بحماس، أكد الأنصاري، أن الدوحة “لم تدخل في علاقة مع حماس لأنها أردنا ذلك. لقد طلبت منا الولايات المتحدة أن نراجع هذا الطلب في عام 2006، وفي ذلك الوقت، كان من الواضح جداً بالنسبة لنا أن هذا الدور لا يمكن أن يقوم به أحد سوانا، في ظل عدم وجود رغبة كبيرة لدى أي شخص آخر للمبادرة”. |