“غير جديّة وغير مثمرة”… تفاصيلٌ عن لقاءات حماس مع فتح!

وصف محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اللقاءات بين حركتي حماس وفتح بأنها “غير جديّة وغير مثمرة”.

وقال الهباش في حديث لوكالة أنباء العالم العربي، اليوم الخميس “هناك لقاءات وأحاديث بين فتح وحماس؛ قناعتي أنها ليست جدية وليست مثمرة”، وذلك ردا على سؤال حول إمكانيّة انضمام حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال: “نحن لا نُغلق الأبواب ولكن لا توجد أي مؤشّرات من حماس ولا توجد طروحات جديّة. حماس تعقد لقاءات حوارية فقط لذرّ الرماد في العيون، ولأجل اللقاءات؛ حماس لا تريد مصالحة ولا إنهاء الانقسام”.


واتهم الهباش حركة حماس بتبني منهج “استحواذي التهامي”، قائلا إنها “تعمل على بناء كيان خاص بها في قطاع غزة، حتى لو كان هذا يضرّ القضية الفلسطينية – وهو يضرها – حتى لو كان برضا إسرائيلي أيضا”.

وأضاف “منذ 17 سنة، وهذا الموقف السلبيّ هو الذي يمنع الوحدة في الموقف الفلسطيني، وهو الذي أدخلنا في كل هذه المتاهات التي دخلنا فيها، وجلب ست حروب، ودمّر غزة ست مرّات، وأعطى ذريعة لإسرائيل من أجل التهرّب من الاستحقاقات السياسية، وهذا هو سلوك حماس”.

وحول ما إن كان الفلسطينيون سيستمرون في هذه الدائرة المغلقة من الانقسام، قال الهباش “حماس تريد دخول منظمة التحرير الفلسطينيّة من أجل الاستحواذ عليها والاستيلاء على القرار الوطني الفلسطيني”.

واوضح، “لنتذكّر أن حوارات المنظمة مع حماس بدأت قبل إنشاء السلطة الفلسطينية في عام 1988 في اليمن والجزائر، وكلما نصل إلى نقطة كانت حماس تتهرب”.

وتابع الهباش، “بعد الانقلاب أيضا، حماس تهرّبت من استحقاقات المصالحة. فأين اتفاق القاهرة أو الدوحة أو الشاطئ؟”

وحول ما إن كان هناك تفكير في استخدام القوة من قبل القيادة الفلسطينية في رام الله للسيطرة على غزة، قال الهباش “ليس في ثقافتنا إراقة دماء فلسطينية على عكس حماس”.

واستكمل، “سنظلّ نحاول ونبذل كل الجهود ونستخدم كل الوسائل الممكنة التي لا تصل لإراقة الدم الفلسطيني؛ وتعويلنا الأساسي على شعبنا الفلسطيني”.

وفيما يتعلق بإمكانيّة استعانة السلطة الفلسطينية بقوات عربية للسيطرة على غزة، قال الهباش إنّ هذا “حديث سابق لأوانه، ويمكن بحث ذلك بعد إنهاء العدوان”.

من جهة أخرى، قال الهباش: “الرئيس محمود عباس يشعر بغضب شديد من الولايات المتحدة وبإحباط من وضعها ما وصفها بالعراقيل أمام أي تقدم بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وآخرها الفيتو الأميركي ضد مشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين”.

ورفض الهباش أن يؤكد صراحة رفض عباس لقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، حيث قال إنّه “لم يكن في برنامج الرئيس أن يرى بلينكن؛ حتى لو عُرض اللقاء، لم يكن لديه الوقت الكافي لهذا اللقاء”.

واكد، ان “الرئيس لم يخطط للقاء بلينكن، ولم يطلب لقاءه، ولم يفكر في الموضوع”، نافيا علمه بما إذا كان وزير الخارجية الأميركي قد طلب لقاء الرئيس عباس في الرياض أو رام الله.

وأردف قائلا “بلينكن جاء ست مرات ولم يقدم جديدا. هل نريد لقاء لمجرد اللقاء؟”.

واعتبر الهباش أيضا أن الولايات المتحدة تضع ما أطلق عليها “العصي في دواليب الورقة العربية التي قدمتها المجموعة العربية السداسية” والتي تقوم على أساس إنهاء الاحتلال والوصول إلى الدولة الفلسطينية خلال فترة محددة.

وأشار إلى ما وصفه بالتوافق العربي حول هذه الرؤية، قائلا “نحن نرى، وكذلك الأخوة العرب هذه الورقة مرجعيّة لتحقيق أي تقدّم في الملفات المطروحة”.

وحول اليوم التالي في غزة، قال الهباش “اليوم التالي مرتبط بالحل السياسي، ويشمل الضفة وغزة والقدس”.

أضاف، “الآن، التفكير فقط في اليوم الحالي، ويتركّز العمل على وقف العدوان على شعبنا وإفشال مخطط التهجير وتثبيت الناس على أرضهم”.

واتّهم الهباش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لا يريد دولة فلسطينية ويفضّل فصل قطاع غزة عن الضفّة، قائلا إن “نتنياهو يفضل أن تبقى حماس ضعيفة وتحت جناح إسرائيل… على أن تعود السلطة لقطاع غزة وتوحّد الضفة وغزة”.

وتابع، “على مدار 17 سنة، عمل نتنياهو على هذا الأمر ودعم وجود حماس وساعد على وجودها، وكان الأمر علنيا؛ والآن، أصبح يتحدث عنه الجميع، حتى بعض الجهات التي موّلت حماس أصبحت تقول إن التمويل بطلب من إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة”.

وختم: “نحن لا نرى في اليوم التالي إلا دولة فلسطينية وفق الشرعية الدوليّة تحت أطر منظمة التحرير الفلسطينية ولا يُمكن التعاطي مع أيّ أفكار أخرى”.