أكد قائد حركة أنصار الله اليمينية، السيد عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، أنّ “صنعاء تحضّر لجولة جديدة من التصعيد، في حال استمر الجيش الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة”.
وشدد السيد الحوثي على أنّ “العمليات البحرية التي تنفّذها القوات المسلحة اليمنية هي معقدة ومهمة وتستند إلى قدرات متطورة”، مشيراً إلى أنّ الخسائر الاقتصادية للولايات المتحدة وبريطانيا ستتضاعف بعدما أصبحتا أمام معضلة المحيط الهندي”.
وأضاف، “واشنطن ولندن تبحثان عن طرق بديلة، وتنظران إلى هذه المعضلة كـ”مشكلة كبيرة جداً”.
وأشار أيضاً إلى أنّ “الأعداء مذهولون من التطور المهم والمؤثّر لعملياتنا في المحيط الهندي، وهم أصبحوا قلقين جداً بينما لاحقتهم الضربات بعد انكفائهم من البحر الأحمر إلى طريق الرجاء الصالح”.
في السياق نفسه، لفت قائد أنصار الله، إلى “انسحاب 10 قطع حربية أميركية، و8 أخرى أوروبية، من البحر الأحمر، مرجعاً ذلك إلى الشعور بالإخفاق في منع عمليات القوات المسلحة اليمنية أو الحدّ منها”.
وأكد السيد الحوثي أنّ واشنطن فشلت أيضاً في منع القوات المسلحة من تحقيق الإصابات في أهدافها، على الرغم من سعيها لمنع إطلاق الصواريخ والمسيّرات، وقيامها برصد واسع.
وأضاف أيضاً أنّ ثمة تأثيراً واضحاً لعمليات لعمليات جبهة الإسناد اليمنية في أم الرشراش، جنوبي فلسطين المحتلة.
قائد أنصار الله أعلن في كلمته حصيلة العمليات التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية خلال الأسبوع، وقد بلغ عددها 8 عمليات، في خليج عدن والبحر العربي، وصولاً إلى المحيط الهندي وجنوبي فلسطين المحتلة.
وفي تفاصيل هذه العمليات، أوضح السيد الحوثي أنّها نُفِّذت بـ33 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة.
وأضاف أنّ القوات المسلحة استهدفت 6 سفن مرتبطة بالجيش الإسرائيلي والولايات المتحدة وبريطانيا، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للسفن المستهدفة إلى 107، وفقاً له.
كما أشار إلى عملية إسقاط طائرة استطلاع أميركية مسلّحة، من نوع “MQ9″، في أجواء صعدة، لافتاً إلى أنّ هذه العملية هي الثالثة خلال هذه الفترة.
وبلغت العمليات المنفّذة، منذ بداية “طوفان الأقصى” في الـ7 من تشرين الأول الماضي، 156 عمليةً استهدفت البحر وأهداف إسرائيلية في جنوبي فلسطين المحتلة، بحسب قائد أنصار الله.
ونُفِّذت العمليات ضدّ السفن بـ606 صواريخ باليستية ومجنّحة وطائرات مسيّرة، بينما تم قصف أهداف إسرائيلية في الأراضي المحتلة بـ111 صاروخاً باليستياً ومجنحاً ومسيّرة.
أما الاعتداءات الأميركية – البريطانية على اليمن فبلغت 452، بين غارة جوية وقصف بحري، أسفرت عن ارتقاء 40 شهيداً وجرح 35 شخصاً، في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس”.
تطرّق السيد الحوثي في كلمته أيضاً إلى الاحتجاجات التي تشهدها عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، مؤكداً أنّ ثمة صحوةً في الضمير في الوسط الطلابي، على الرغم من أنّ واشنطن تعارض وقف إطلاق النار في غزة، وتريد استمرار الإبادة ضدّ أهلها.
وأشار السيد الحوثي إلى أنّ الكيانات والمنظمات الداعمة للجيش الإسرائيلي “جنّ جنونها” من النشاط الطلابي السلمي، الذي “فضح السلطات الأميركية، وأسقط زيف عناوينها”، بحيث لم تتحمّل هذا الحراك.
كما شبّه عمليات الاعتقال والترويع التي تقوم بها الشرطة الأميركية ضدّ الطلاب والمتظاهرين بـ”هجوم عسكري من قِبل بلطجيين”.
في المقابل، استنكر السيد الحوثي السكوت المطبق في معظم البلدان العربية، مؤكداً أنّه “معيب ولا ينسجم أبداً مع طبيعة الانتماء للإسلام والمسؤولية الإنسانية”.
وفيما يتعلق بالرصيف العائم الذي تعمل الولايات المتحدة على بنائه قبالة ساحل قطاع غزة، أوضح السيد الحوثي أنّ واشنطن تسعى لتأمين حضور عسكري لها ولبريطانيا عبره.
وأكد السيد الحوثي أنّ الولايات المتحدة تريد التحكم بالمساعدات التي يتم تقديمه للشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر الممر البحري، مضيفاً أنّ لها أطماعاً في الثروات الموجودة هناك.
وأضاف أنّ الأميركي “يعترف بأنّ وقف العدوان والحصار على غزة سيطفئ حرائق أخرى في المنطقة”، مشيراً إلى أنّ الحل الصحيح هو في إعادة الاستقرار إلى المنطقة بصورة عامة.
السيد الحوثي أكد أيضاً أنّ نجاح المفاوضات والتوصل إلى وقف إطلاق نار “لا يعني نهاية الصراع مع الجيش الإسرائيلي، بل نهاية جولة”، مشدداً على أنّ “وقوف شعبنا مع الشعب الفلسطيني سيستمر في هذه الجولة، ويتأهل للجولات القادمة بما هو أكبر وأعظم”.
كما دعا الشعب اليمني إلى الخروج الكبير الجمعة، في العاصمة صنعاء، وسائر المحافظات إلى الساحات المعتمدة، موضحاً أنّ هذا الخروج “سيحذّر الأميركي من الاستمرار في التعنّت ومواصلة العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني في غزة”.
وشدد على أنّ هذا الخروج المليوني “سيؤكّد ويعلن التحضير للجولة الرابعة من التصعيد”.