نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن مسؤولين أن إسرائيل تبدي استعدادا لبحث الانسحاب من ممر نتساريم في قطاع غزة كـ”ثمن باهظ” لصفقة تشمل تبادلا للأسرى، بينما قال قيادي في حركة حماس إن الحركة ستقدم قريبا جدا ردها على المقترح المطروح لإبرام اتفاق.
واكدت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل ستكون مستعدة للنظر بشكل إيجابي في انسحاب كامل من ممر نتساريم الذي يقسم القطاع إلى نصفين كجزء من تنازلات تقدمها في صفقة محتملة مع حماس. وأضافت، أن منظومة الدفاع الإسرائيلية تناقش تنفيذ عملية مركزة على محور فيلادلفيا كبديل لعملية واسعة في رفح.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نقلت عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائهما في القدس المحتلة أمس أنه لن يقبل باتفاق صفقة تبادل يتضمن إنهاء الحرب على غزة. كما قال نتنياهو -بحسب المصادر الإسرائيلية والأميركية- إنه في حال عدم تخلي حركة حماس عن هذا الشرط فلن يكون هناك اتفاق وستقوم إسرائيل باجتياح رفح، مؤكدا أن عملية برية في المدينة التي تؤوي نحو 1.5 مليون نازح ليست مرهونة بأي شيء آخر. ونقلت شبكة “إن بي سي” الأميركية اليوم عن بلينكن قوله إن المقترح الحالي يثبت أن إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى صفقة تبادل، مضيفا أن هناك سبلا أخرى أمام تل أبيب للقضاء على عناصر حماس المتبقين في رفح غير العملية العسكرية. وكان الوزير الأميركي حمّل أمس حماس مسؤولية عدم التوصل لاتفاق حتى الآن، ووصف رئيس الدائرة السياسية للحركة في الخارج سامي أبو زهري تصريحات بلينكن بأنها محاولة لتبرئة الجيش الاسرائيلي. من جانبها، نقلت قناة القاهرة الإخبارية الخاصة اليوم عن مصدر مصري رفيع المستوى أن هناك تقدما إيجابيا في المفاوضات بشأن صفقة لتبادل الأسرى وهدنة في غزة. في الأثناء، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن نتنياهو اتصل الخميس الماضي بقادة الأجهزة الأمنية محاولا تقليص التفويض المسموح لهم في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس. وأضافت الصحيفة أن اتصال نتنياهو جاء من وراء العضوين في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت وبعد اجتماع لمجلس الحرب. وتابعت أن غانتس طالب الجمعة بإجراء محادثة جماعية مع نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الموساد ديفيد برنيع للتأكد من عدم الانحراف عما تم الاتفاق عليه، مشيرة إلى أن الواقعة تعكس انعدام الثقة السائد في مجلس الحرب بين نتنياهو من جهة وغانتس وآيزنكوت من جهة أخرى. وفي غضون ذلك، أغلقت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة صباح اليوم محور أيالون الحيوي الذي يربط مدن تل أبيب الكبرى، وطالبت بإبرام صفقة للإفراج عن أبنائها، واعتبرت أن اجتياح رفح يعني التخلي عن حياة الأسرى. ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي اتهامات من داخل مجلس الحرب ومن المعارضة وعائلات الأسرى بتغليب مصالحه السياسية عبر المماطلة في إبرام صفقة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة. وفي الإطار، قال رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان إن نتنياهو فشل ويعيش الأوهام بحديثه عن النصر الكامل في غزة، وأضاف أنه أوصل إسرائيل إلى أكبر كارثة منذ قيامها، داعيا للتركيز على كيفية إنهاء الحرب وإعادة من وصفهم بالمختطفين، بحسب ما نقلته عنه صحيفة يديعوت أحرونوت. وشهدت القاهرة قبل أيام محادثات جديدة سعيا لدفع المفاوضات الرامية لإبرام اتفاق يتضمن وقفا لإطلاق النار وتبادلا للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. وفي حين يصر نتنياهو على مواصلة الحرب بعد عملية التبادل المحتملة، تشترط حركة حماس أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب قوات الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة. في غضون ذلك، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القيادي في حماس سهيل الهندي أن الحركة ستُسلم ردها بشكل واضح خلال فترة قريبة جدا. وأضاف الهندي أن الحركة ما زالت تطالب بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. وتابع القيادي في حماس أن الحركة “منفتحة على أي حوارات مع الوسطاء سواء المصريون أو القطريون، ومنفتحون أيضا على كل المبادرات لجهود إنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني، لكن ضمن شروط واضحة جدا لا يمكن التخلي عنها”. من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحماس وعضو فريقها المفاوض زاهر جبارين للوكالة الفرنسية إن “الوضع حساس”، مؤكدا أنه لم يتّخذ بعد قرار نهائي. وكان وفد من حماس زار القاهرة قبل أيام ثم غادرها لإجراء مشاورات بعد أن تسلمت الحركة ردا رسميا إسرائيليا على أحدث مقترح لصفقة تبادل. وبحسب تقديرات إسرائيل، لا يزال هناك 133 أسيرا لدى حماس وفصائل أخرى في غزة، وترجح إسرائيل أن العديد من هؤلاء قتلوا. |