تغيرات مناخية في بعض دول الشرق الأوسط تثير قلق الخبراء

من يصدق أن دول الخليج تشهد حاليا وفي فصل الربيع أمطارا أقوى من أمطار فصل الشتاء.. عواصف رعدية في مصر.. فيضانات في لبنان وشمال السعودية.. وأمطار غزيرة في الإمارات. فهل هي حالة جوية استثنائية؟.

شهدت عدد من الدول عبر العالم عواصف خطرة وأعاصير وصفت بـ”المدمرة” وتساقطات مطرية غزيرة أدت إلى فيضانات وذلك في أقل أسبوع فقط.


وبينما سجلت بعض الدول قتلى وإصابات جراء تلك الفيضانات والأعاصير، سجلت دول أخرى خسائر مادية مهمة ورفعت حالة التأهب وتم اعتمد نظام الدراسة عن بعد.

وهذه بعض الدول التي عرفت حالة جوية استثنائية خلال هذا الأسبوع:

كينيا
في كينيا توفي الأربعاء، 181 شخصا جراء فيضانات وانهيارات أرضية في مناطق مختفة بالبلاد واضطر مئات الآلاف لمغادرة منازلهم.

وتسببت أمطار غزيرة وفيضانات في تدمير منازل وطرق وجسور وبنية تحتية في المنطقة.

وفي بلدة ماي ماهيو بوسط كينيا، لقي 48 شخصا على الأقل حتفهم في فيضانات الاثنين، وقال فيليكس مايو مدير الصليب الأحمر الكيني في منطقة ساوث ريفت إنه تم انتشال جثتين من تحت الأنقاض اليوم.

وجاءت أمطار العام الماضي في أعقاب أسوأ موجة جفاف تشهدها أجزاء كبيرة من شرق أفريقيا منذ عقود.
كما شهدت كل من تنزانيا وبوروندي المجاورتان مقتل العشرات.

السعودية
وفي السعودية أمرت السلطات الأربعاء، بإغلاق المدارس في عدة مناطق في المملكة بعد أن غمرت مياه السيول عددا كبيرا من الطرق، في موجة جديدة من الأمطار الغزيرة التي تضرب منطقة الخليج.

وأصدر المركز الوطني للأرصاد “الإنذار الأحمر” لمنطقة القصيم وعدد من المناطق الأخرى من بينها المنطقة الشرقية والعاصمة الرياض ومنطقة المدينة المنورة قرب البحر الأحمر في الغرب.

وحذر المركز الحكومي من “أمطار غزيرة تصاحبها رياح شديدة السرعة، وانعدام الرؤية الأفقية، وتساقط البرد، وجريان السيول، وصواعق رعدية” في هذه المناطق.

كما أعلنت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث في دولة الإمارات رفع مستوى التأهب وجاهزية المنظومة الوطنية للتعامل مع الحالة الجوية المتوقعة يومي الخميس والجمعة.

أما في البرازيل، فقد سجلت 8 وفيات و21 أصبحوا في عداد المفقودين جراء هطول أمطار غزيرة هذا الأسبوع على ولاية ريو جراندي دو سول بجنوب البلاد.

وذكرت السلطات أن أكثر من 1400 شخص نزحوا في أعقاب العواصف التي أدت إلى ارتفاع منسوب مياه الأنهار وفيضان المياه في أجزاء مختلفة من الولاية مما نجم عنه تعرض 104 بلدات لأضرار.

وكانت حكومة الولاية توقعت في تقرير عن الأحوال الجوية، الثلاثاء، حدوث فيضانات “في أنحاء الولاية بأكملها”، مع استمرار هطول “الأمطار الغزيرة” في الأيام المقبلة.
تركيا
بدورها شهدت العاصمة التركية أنقرة، فيضانات تسببت في أضرار مادية في عدد من المناطق كما ظهر في مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وغمرت الفيضانات الثلاثاء، عدد من شوارع أنقرة بسبب هطول أمطار رعدية غزيرة وسيول، وسط توقعات بهطول المزيد من الأمطار خلال الساعات المقبلة.

وقد تسببت الفيضانات في تعطيل حركة النقل في عدد من الخطوط وانقطاع التيار الكهربائي، كما توقف مؤقتا مترو أنقرة.
وحذرت هيئة الأرصاد في تركيا، الأربعاء، من هطول مزيد من الأمطار الرعدية في أنقرة مع عواصف رعدية في البحر الأسود، ودعت إلى اتخاد الحيطة والحذر من الفيضانات والبرق والرياح القوية، وكذلك التحسب إلى إمكانية توقف وسائل النقل.

أسباب تغير المناخ وآثاره

الوقود الأحفوري – الفحم والنفط والغاز – هو إلى حد بعيد أكبر مساهم في تغير المناخ العالمي، إذ يمثل أكثر من 75 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية وحوالي 90 في المائة من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

نظرًا لتواجدها في الغلاف الجوي للأرض، فإن انبعاثات غازات الدفيئة تحبس حرارة الشمس. وهذا يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ. ترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل. وبمرور الوقت، تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض.