أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن القنابل التي زودت بها الولايات المتحدة إسرائيل وتوقفت الآن عن إرسالها إليها استخدمت في قتل المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف بايدن أن القنبلة الواحدة تزن ألفي رطل أي حوالي 907 كيلوغرامات، واستهدفت المراكز السكانية، وذلك في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، أمس الأربعاء.
وهناك الكثير من القلق بشأن استخدام هذه القنبلة خصوصاً في أي عملية وشيكة في رفح. ولمعرفة الأسباب نلقي نظرة معمقة على تاريخها وأماكن استخدامها.
فقد أسقطت الولايات المتحدة قنابل تزن 2000 رطل من طائراتها منذ الحرب العالمية الثانية، والإصدارات الحالية تعود إلى حرب فيتنام.
وهذه ذخيرة يتم إسقاطها من الجو، ويمكنها حمل حمولة كبيرة لأنها لا تحتوي على محرك.
بدوره قال رايان بروبست، كبير محللي الأبحاث في مركز مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المعني بالقوة العسكرية والسياسية، إنها واحدة من أكبر الذخائر الموجودة في المخزون الأميركي.
وتحتوي القنبلة على عدة أنواع بعضها مصمم لاختراق أهداف عميقة تحت الأرض بينما ينفجر البعض الآخر فوق الأرض ويسبب أضراراً واسعة النطاق.
وما إذا تم إسقاطها في منطقة مفتوحة أو حضرية، يمكن أن يصل نصف قطر انفجارها إلى مسافة ربع ميل أو منطقة أكثر تحديداً، بحسب تقرير لوكالة “أسوشييتد برس”.
في حين هذه القنابل هي قنابل “غبية” أو غير موجهة ولكن يمكن تحويلها إلى أسلحة أكثر دقة بإضافة مجموعات ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو مجموعات JDAM التي تضيف زعنفة ذيل وملاحة.
وتتيح هذه المجموعة الإضافية توجيه الذخيرة إلى الهدف، بدلاً من مجرد إسقاطها من طائرة مقاتلة على الأرض.
كذلك تجعل هذه المعدات الأسلحة أكثر دقة، ولكن في بيئة حضرية مكتظة بالسكان، لن تُحدث مجموعة أدوات JDAM فرقاً كبيراً، فالضربة الدقيقة ستظل قادرة على قتل المارة غير المقصودين.
ويمكن للطائرات المقاتلة والقاذفات والطائرات بدون طيار الأميركية إطلاق صواريخ JDAM، وبدأت الولايات المتحدة في تقديم الذخائر إلى أوكرانيا في عام 2022، وهي نسخة معدلة قليلاً يمكن إطلاقها من الطائرات الأوكرانية.
وبعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول، قدمت الولايات المتحدة ذخائر تزن 2000 رطل إلى إسرائيل للمساعدة في دفاعها.
على عكس الأنواع الأخرى من الذخائر الموجودة في مخزون الولايات المتحدة، فإن الجيش لديه إمدادات وافرة منها، لذا فإن توفيرها لا ينطوي على نفس النوع من ضغوط المخزون التي تمارسها الولايات المتحدة مع ذخائر أخرى أكثر محدودية مثل قذائف المدفعية عيار 155 ملم.
في موازاة ذلك لم يذكر الجيش الإسرائيلي سوى القليل عن أنواع القنابل والمدفعية التي يستخدمها في غزة.
ولكن من خلال شظايا الانفجار التي تم العثور عليها في الموقع وتحليل لقطات الغارة، فإن الخبراء واثقون من أن الغالبية العظمى من القنابل التي أسقطت على القطاع المحاصر هي أميركية الصنع.
وقالوا إن القنابل التي تزن 2000 رطل قتلت المئات في المناطق المكتظة بالسكان.
من جانبه أوضح ويس براينت، خبير الأسلحة والرقيب المتقاعد في سلاح الجو الأميركي، أن التوقف عن استخدام هذه القنابل سيكون بمثابة “ضربة كبيرة” للترسانة الإسرائيلية.
وأضاف أن القنابل التي تزن 2000 و500 رطل هي بعض الذخائر الرئيسية التي استخدمتها إسرائيل في حملتها الحربية التي استمرت سبعة أشهر.
يشار إلى أن الاستخدام المحتمل لقنابل تزن 2000 رطل في رفح، حيث لجأ أكثر من مليون شخص لأنه ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه، قد أثار قلقاً كبيراً في الإدارة.
وفي جلسة الاستماع، تساءل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن عما إذا كانت هذه القنبلة هي الأداة المناسبة لعملية رفح