ليس هنالك إنقسام أوضح من الذي رأيناه الأسبوع الفائت حينما نزلت عائلات الأسرائيليين المحتجزين الى الشوارع لمطالبة حكومة بنيامين نتنياهو بقبول صفقة إطلاق سراح الرهائن. وفي مساء الليلة نفسها، أشارت التقارير إلى بدء الهجوم الإسرائيلي على رفح.
تواجه إسرائيل معضلة كبيرة فمن جهة تتعالى الأصوات التي تظن أن الطريقة الوحيدة لإعادة الرهائن هي إنهاء الحرب. ومن ناحية أخرى، يتردد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قبول أي نهاية للحرب، مدّعياً أن الطريقة الوحيدة لإعادة الرهائن هي من خلال الضغط العسكري بحسب تقرير لصحيفة ” ذي غارديان”.
ووفق التقرير، نشرت قناة 11 إستطلاع رأي قبل أسبوع عن غزو رفح ، حيث صوّت 47% من المشاركين لصالح وقف الحرب في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، فيما عارض 32%. أما بعد الغزو الإسرائيلي وحتى بعد وصف وسائل الإعلام الإسرئيلية لأعضاء حماس بالمنافقين صوت 41% لصالح قبول صفقة مع حماس فيما إعترض 44% من المشاركين.
واعتبرت الصحيفة، أن لهذه الأرقام أهمية كبيرة لأن دعم نهاية الحرب مع حماس ليس خياراً محتملاً أو مشروعاً في إسرائيل. فمن النادر رؤية آراء معارضة لسياسة نتنياهو من الإسرائيلين. وخلال أول أشهر الحرب لم يكن هنالك حاجة لإجراء أي استطلاع رأي لمعرفة ما اذا كان الشعب الإسرائيلي يدعم القضاء على حماس ولكن هذه السردية تغيرت الآن.
فبحسب التقرير أثّر عاملان على هذا التغير المحوري. أولاً ،أدرك الإسرائيليون أنه على الرغم من قوة الجيش الإسرائيلي ومن مقتل أكثر من 35000 فلسطينيٍ والدمار الشامل للبناء التحتية في كل غزة لم ترفع حركة حماس الراية البيضاء بعد، ولا تزال تحارب إذ استطاعت إستعادة السيطرة المدنية الفعالة على العديد من المناطق التي انسحبت منها إسرائيل.
ثانياً، أصبح ملف الرهائن أكثر أهمية. فبعد 220 يومًا من الحرب استطاعت الحكومة الإسرائيلية تحرير فقط 3 رهائن على قيد الحياة من الـ 240 المخطوفين اذ تم تحرير 140 رهينة من خلال صفقة وأطلقت حماس سراح 5 آخرين. وتغيرت الفكرة من أن الحل الوحيد لإطلاق سراح الرهائن هو الضغط العسكري، الى كلمات فارغة.
ووفق الصحيفة، قد أدى أقارب الرهائن دوراً حاسماً في تغيير الرأي العام. فبينما اتسمت المظاهرات في الأشهر الأولى من الحرب بالحزن والحداد، تحول هذا الحزن في الأشهر الأخيرة الى غضب وتفضيل واضح لاتفاق وقف إطلاق النار بدل من بذل الجهود لهزيمة حماس لا سيما أنها تبدو عديمة الجدوى.
فكان من الأسهل لعائلات المخطوفين المطالبة بما لم يستطع بعض الإسرائيليين أن يقولوه:” إن الطريقة الوحيدة لإطلاق سراح الرهائن هي من خلال التوصل إلى اتفاق مع حماس”.
وأصبحت المظاهرات التي نظمها أقارب الرهائن تشكل تحدياً لحكومة نتنياهو فيما يتعلق بإنهاء الحرب.
فبحسب التقرير، يعتقد كثيرون أن نتنياهو لا يريد إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب – لأن إنهاء الحرب يعني نهاية حكومته.