اعلنت بريطانيا، اليوم الجمعة، إنها نقلت مساعدات لغزة عبر رصيف عائم للمرة الأولى، وذلك باستخدام الرصيف المؤقت الذي أقامته الولايات المتحدة لنقل مواد إغاثة إلى القطاع، في حين أكدت منظمة الأمم المتحدة أن الطرق البرية هي الأكثر جدوى وفعالية لإيصال المساعدات.
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك قال في بيان: “تُسلم الآن المساعدات البريطانية للناس عبر الرصيف المؤقت قبالة غزة”.
وأضاف سوناك ، “ستُرسل المزيد من المساعدات في الأسابيع المقبلة، لكننا نعلم أن الطريق البحري ليس هو الحل الوحيد. نحن بحاجة لرؤية المزيد من الطرق البرية مفتوحة”.
في السياق ذاته، قال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، إن المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة “ينبغي ألا تعتمد على رصيف عائم بعيد عن الأماكن الأكثر احتياجاً”، مؤكداً أن الطرق البرية هي “الأكثر جدوى” لإيصال المساعدات.
جاء ذلك في تصريحات لمتحدث المكتب الأممي “أوتشا”، ينس ليركه، خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، تحرك أولى شاحنات المساعدات الإنسانية عبر الرصيف العائم بالبحر المتوسط إلى داخل قطاع غزة.
وتعليقاً على ذلك، قال ليركه إن “جميع المساعدات التي تصل غزة موضع ترحيب، ولا تنتقص من حقيقة أن المساعدات عبر البر ستكون أكثر أهمية”، مضيفاً: “إيصال المساعدات إلى المحتاجين بغزة لا ينبغي أن يعتمد على رصيف عائم بعيد عن الأماكن الأشد احتياجاً”.
كما شدد ليركه على أن الطرق البرية هي “الأكثر جدوى وفعالية وكفاءة” لإيصال المساعدات، مؤكداً الحاجة إلى “فتح جميع نقاط العبور” إلى قطاع غزة.
وفي 5 أيار الجاري، أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم التجاري على الحدود مع غزة، فيما تواصل إغلاق معبر رفح على الحدود بين القطاع ومصر، بعد أن أعلنت السيطرة على الجانب الفلسطيني منه في 7 من الشهر ذاته.
وصباح الجمعة، أفادت وكالة الأناضول بأن شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي انطلقت من جنوب قطاع غزة ووصلت الميناء العائم جنوب مدينة غزة، وبدأت بنقل حمولة أول سفينة مساعدات إنسانية تصل إلى الميناء.
ويعاني الفلسطينيون من شح شديد في كافة المواد الأساسية، ما تسبب بمجاعة وظروف كارثية جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وتدعمها واشنطن عسكرياً وسياسياً ومخابراتياً.
ونقلت وكالة “أسوشييتد برس”، اليوم الجمعة، عن مسؤولين عسكريين أميركيين (لم تسمهم) توقعهم عبور نحو 150 شاحنة مساعدات يومياً عبر الرصيف العائم إلى قطاع غزة.
إلا أن عاملين في المجال الإنساني يقولون إن المساعدات القادمة عن طريق البحر لن تكون كافية للتخفيف من المعاناة الإنسانية الشديدة في غزة، وإن الطريقة الأكثر فعالية هي إيصالها من المعابر البرية.
والخميس، أعلنت “سنتكوم” في بيان، الانتهاء من بناء الرصيف البحري العائم على شواطئ قطاع غزة.
وجراء الحرب والقيود الإسرائيلية يعاني سكان غزة “مجاعة” لا سيما في محافظتي غزة والشمال، في ظل شح شديد لإمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود بسبب الحصار.
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 تشرين الأول عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.