في الآونة الأخيرة اشتبكت طائرتان من طراز إف-22 رابتور (F-22 Raptors) تابعة للقوات الجوية الأميركية في معارك جوية مع طائرتين كوريتين جنوبيتين من طراز إف-35 لايتينغ (F-35A) فوق شبه الجزيرة الكورية، لاستعراض قدراتهما. فما الطائرة التي تفوقت في معركة التخفي النهائية الأخطر؟
تعد طائرة F-22 رابتور أول مقاتلة شبحية تشغيلية من الجيل الخامس، حيث سيتم استبدالها خلال الفترة القادمة في النهاية بالطائرة المقاتلة من الجيل السادس للهيمنة الجوية (NGAD).
فيما تعد الطائرات الشبح F-35 Lightning II من الطائرات المقاتلة الأكثر تقدماً في العالم. وتحلق طائرة F-22 Raptor لصالح القوات الجوية الأميركية فقط ولم يتم بيع أي نسخ منها لدول أخرى. في حين يمكن العثور على إصدارات مختلفة من طائرة إف-35 لايتنيج في 18 دولة.
وتقول مجلة “National Interest” الأميركية ان الطائرتان الشبحيتان الأميركيتيان لهما مهمات مختلفة.
فالطائرة F-22 هي طائرة مقاتلة للتفوق الجوي مصممة لتطهير المجال الجوي من طائرات العدو وفتح الطريق أمام الطائرات الصديقة الأخرى. أما الطائرة F-35 فهي طائرة مقاتلة متعددة المهام يمكنها ربط وتوجيه الوحدات الجوية والبرية والبحرية المتحالفة، بينما تقوم أيضاً بضرب أهداف في الجو وعلى الأرض.
كلتا الطائرتين قادرتان للغاية على أداء أدوارهما، ومن النادر جداً رؤيتهما تتواجهان ضد بعضهما البعض.
لكن مؤخراً، تواجهت طائرتان أميركيتان من طراز F-22 رابتور، بطائرتين كوريتين جنوبيتين من طراز F-35A Lightning II فوق الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية.
ووفقاً للقوات الجوية الكورية، قاتلت الطائرات الشبح ضد بعضها البعض في معارك جوية، وتناوبت في المناورات الهجومية والدفاعية، وكانت قدراتهما مذهلة وقريبة.
على الورق، تعتبر طائرة إف-22 مناسبة بشكل أفضل لمثل هذه الاشتباكات القريبة، وينبغي أن تتمتع بالميزة على ابنة عمها الأكثر حداثة إف-35.
تم وضع طائرات إف-22 رابتور ضمن سربي المقاتلات الاستكشافية 19 و199 التابعة للقوات الجوية الأميركية خارج قاعدة بيرل هاربر-هيكام المشتركة، بهاواي، ولكنها كانت تعمل من قاعدة كادينا الجوية باليابان خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأثناء إقامتهم في كوريا، تم وضع طائرات إف-22 في قاعدة كونسان الجوية.
تندرج القدرة على نشر الطائرات عبر مسرح العمليات بسرعة وكفاءة ضمن مفهوم Agile Combat Employment أو ما يعرف اختصاراً (ACE) أي (التوظيف القتالي الرشيق)، وهو مخطط تشغيلي استباقي وتفاعلي للمناورة الجوية يتم تنفيذه ضمن الجداول الزمنية لزيادة المرونة خلال المناورة الجوية.
يظل نشر الطائرات وتعبئة الأفراد من أجل إجراء العمليات بسرعة وبنجاح في مواقع استراتيجية مختلفة ضمن هذا المفهوم، أولوية تدريب قصوى لأنها ضرورية لتلبية متطلبات مسرح العمليات، حسبما ذكر الجناح المقاتل الثامن للقوات الجوية في قاعدة كونسان الجوية في بيان صحفي.
تم تقديم الطائرة F-22 Raptor في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وشهدت قطع خط إنتاجها لإعادة تخصيص الموارد للطائرة F-35. على هذا النحو، أنتجت شركة لوكهيد مارتن 186 طائرة من طراز F-22 رابتورز فقط، ولا يزال أقل من 100 منها قيد التشغيل حتى اليوم. (يظل العدد الدقيق سرياً) وتعتزم القوات الجوية استبدال الطائرة بمقاتلة الجيل السادس من الجيل القادم للهيمنة الجوية (NGAD)، وقد اتخذ الكونجرس الأميركي إجراءات لضمان بقاء الطائرة إف-22 في الخدمة حتى يتم تشغيل طائرات NGAD.
وتعتبر طائرة F-35 الطائرة المقاتلة الأكثر تقدماً في العالم. ومع ذلك، خلال المناورة، وعلى عكس F-22، فهي لا تركز بشكل أساسي على التفوق الجوي، ولكن يمكنها إنجاز العديد من مجموعات المهام الأخرى، مثل الهجوم الاستراتيجي؛ الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع؛ دعم جوي قريب؛ حرب إلكترونية؛ قمع الدفاعات الجوية للعدو، وتدمير الدفاع الجوي للعدو.
في النهاية٬ تعد F-22، من نواحٍ كثيرة، جسراً بين فلسفتين مختلفتين جداً في القتال الجوي. فهي تمتلك درجة عالية من القدرة على المناورة، والتي ولدت في جزء كبير منها من التحكم في قوة الدفع، جنباً إلى جنب مع نسبة الدفع إلى الوزن العالية ومدفع Raptor M61A2 20mm Gatling يجعلها مقاتلة ماهرة على قدم المساواة مع بعض مقاتلات الجيل الرابع الأكثر قدرة وتفوقاً في العالم.
كما أن إف-22 تفتخر أيضاً بأصغر مقطع رادار من أي مقاتلة من الجيل الخامس، إلى جانب درجة عالية من اندماج أجهزة الاستشعار والوعي بالظروف، مما يسمح لطياريها برصد مقاتلي العدو من خارج النطاق البصري، غالباً قبل أن يعرف الخصم أن طائرة F-22 موجودة هناك.
لذلك، في عالم يميل فيه معظم المقاتلين إلى إعطاء الأولوية للملاكمة القريبة مثل طائرة Su-35 أو القنص لمسافات طويلة مثل F-35، تقدم طائرة F-22 مزيجاً كفؤاً للغاية من الخيارين. ومن المؤكد أن هناك المزيد من المقاتلات البهلوانية في العالم، وقدرات اندماج المستشعر وإدارة البيانات في F-35 هي تحسن كبير مقارنة بطائرات F-22، ولكن لا توجد طائرة في العالم تدير كليهما إلى هذه الدرجة العالية مثل إف-22.