مصر تتصدى مجدداً للإشاعات والاتهامات!

وسط توتر بين إسرائيل ومصر وتلويح الأخير قبل أيام بالانسحاب من الوساطة في المحادثات الجارية منذ أسابيع وأشهر بين الجانب الإسرايلي وحماس، رد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، مجددا على اتهام القاهرة بتلاعبها بمقترح صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة. .

وعبر رشوان ثانية عن استيائه الشديد من تقرير شبكة “سي ان ان” الذي وصفه بالـ “مليء بالادعاءات غير الصحيحة والذي يفتقد للمهنية”، مؤكداً أنه “لا ينبغي لوسائل الإعلام الكبرى أن تعتمد في تقاريرها على مصادر غير موثوقة ومجهولة، ولا يجوز نشر خبر يضم 4 أطراف دون وجود مصدر ‏واضح معروف الهوية”.

كما أضاف في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” أن الجانب الإسرائيلي لم يؤكد هذه المزاعم بشكل رسمي‎، متسائلاً: “كيف تعتمد وسائل إعلام كبرى على مصادر مجهولة في قضية تضم جهات ‏رسمية ومعلومة؟”.


كذلك أشار إلى أن الهيئة العامة للاستعلامات تابعة للرئاسة المصرية، وليست جهة مستقلة وكل ما يصدر عنها فيما يخص الإعلام الأجنبي أمر يعبر عن اتجاهات الدولة المصرية، لافتاً إلى تهديد القاهرة بالانسحاب كرد على الشكوك والإشاعات التي تهدف إلى تخريب أجواء التفاوض.

وأكد أن التشكيك والإساءة لدور وساطة مصر لن تؤدي إلا لتعقيد الوضع أكثر داخل القطاع والمنطقة برمتها.

كما كشف رشوان أن حماس وافقت على الاقتراحات المتعلقة بوقف النار في قطاع غزة، لكن إسرائيل رفضت المسودة التي تم التوصل إليها، وحاولت بعدها نشر معلومات مضللة بأن القاهرة قامت بتحريف المسودة، موضحاً أن مصر تسعى لإثبات عدم جدية تل أبيب في الحوار السلمي.

وأوضح أنه لو كان هناك التزام حقيقي لكانت الاتفاقيات قد تمت بالفعل، مؤكداً أن الجانب الإسرائيلي وافق مسبقاً على جميع بنود مسودات الاتفاق التي تمت مناقشتها ‏خلال المفاوضات التي استضافتها القاهرة والدوحة بحضور الجانب الأميركي، إلا أنها تراجعت ‏فجأة بعد إعلان حماس موافقتها على المسودة.

فيما ختم قائلاً إن معبر رفح لم يغلق أبداً من الجانب المصري، وإسرائيل هي التي تعوق إدخال المساعدات لغزة.

وكانت العلاقات بين الجانبين المصري والإسرائيلي قد شهدت خلال الفترة الماضية، لا سيما منذ التوغل البري الإسرائيلي شرقي رفح، توتراً واتهامات متبادلة بإغلاق معبر رفح الحدودي مع القطاع.

في حين أكد العديد من المسؤولين المصريين أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع هي التي عرقلت عمليات إدخال المساعدات.

كما شددوا على ضرورة أن تعيد على إسرائيل المعبر إلى الفلسطينيين قبل بدء تشغيله مجدداً.

فيما بلغ هذا التوتر ذروته، الأربعاء 22 مايو إثر تلويح مصر بالانسحاب من الوساطة، بعد اتهامات بتلاعبها بمقترح الصفقة الذي عرض على الجانب الإسرائيلي من جهة، وحماس من جهة أخرى.

يذكر أنه منذ تفجر الحرب الإسرائيلية على غزة كان لمعبر رفح دور رئيسي في إدخال الإغاثة الإنسانية وبعض الإمدادات التجارية، قبل أن تكثف إسرائيل هجومها العسكري على الجانب الفلسطيني من المعبر في السادس من مايو الفائت وتسيطر عليه، ومن ثم تتوغل شرق المدينة ونحو وسطها أيضاً.

ومنذ ذلك التاريخ، تتراكم المساعدات بشكل متزايد على الطريق في المسافة بين الجانب المصري من المعبر ومدينة العريش الواقعة على بعد نحو 45 كيلومتراً غرب رفح والتي تعتبر نقطة وصول للمساعدات الدولية.