العريضي: أيام صعبة وساخنة بانتظاركم!

توقّع الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي, أنه “وقبل أن يصار إلى أي هدنة أو التوصّل إلى إتفاق من خلال المفاوضات الجارية, وإن كانت ثمّة استحالة الوصول إلى هذا الخيار, بأن تشتعل الساحات والجبهات, لا سيّما وإن العمق الإسرائيلي بات عرضة للإستهدافات من كل الجهات, أكان من حزب الله أو الحوثيين, وكذلك من قبل حركة حماس”.

وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “العمليات في الداخل الفلسطيني, وفي تل أبيب تحديداً, بدأت تتنامى, ما ينذر بأيام ساخنة وصعبة, قد تكون الأخطر منذ إندلاع عملية 7 تشرين الأول المنصرم, على الرغم من كل المساعي والجهود المبذولة, وبالتالي أن حزب الله وبخلاف ما يقوله البعض, أن هناك شهداء يسقطون, فهذه المسألة طبيعية, وبالمحصّلة حزب يقرّ بشهدائه وجرحاه”.


وأضاف, “إسرائيل بدأت تحترق ووجودها بات مسألة وقت, وهذا حقاً في ظل ما يجري في العالم, من اعتراف بالدولة الفلسطينية, لأول مرّة منذ نكبة الـ 1948, وكذلك الأمر ما يحصل الجامعات, ناهيك إلى المواقف الدولية, وكبار الشخصيات الثقافية والفنية الذين يهاجمون إسرائيل, ويدعون لوقف المذابح تجاه الشعب الفلسطيني, وهذا يؤكّد بأن حزب الله سيقلب الطاولة على إسرائيل”.

وتابع, “نحن نتّجه إلى إمكانية أن تقصف إسرائيل العمق اللبناني, ولكنّها لا تستطيع القيام بأي عملية برية لا بل العكس تماماً, فإن حزب الله قادر أن يجتاح الجليل والمستوطنات, وربّما أكثر من ذلك بكثير”.

أما على خط النازحين السوريين, حيث ذلك يشغل البلد, سأل العريضي: “هل حزب الله أدخل النازحين؟ أم أن البعض قام بذلك لأسباب سياسية, وأحقاد, ومراهنات خاطئة, وبالتالي أن الموقف اللبناني الجامع مسألة إيجابية برزت في الآونة الأخيرة, بعد إقرار الجميع أنه لا مناص إلا من التحاور بين الحكومتين اللبنانية والسورية”.

ورأى أن “ما قدّمه رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان, باعتقادي هو الأبرز لأنه وخلال الإجتماع الأخير طرحت عمليات التنظيم وفق الأطر القانونية, ولأول مرة يحصل ذلك, وإعطاء مهل ومواكبة ومتابعة, وقد قدّم كنعان نموذجاً هو الأبرز لهذه المسألة, لتنظيم وجود النازحين, مما يريح كل اللبنانيين, وبالتالي ينظّم هذا الوجود خوفاً وتجنّباً لأي إنفجار إجتماعي وإقتصادي, بعيداً عن العنصرية والمزايدات, والشعبوية”.

أما عن زيارة الموفد الفرنسي, جان إيف لودريان, قال العريضي: “لفتني وهذه معلومات مستقاة من جهات دولية, بأن الأموربدأت تتجّه إلى شخصية توافقية, والأمور قد تشهد مفاجآت من العيار الثقيل, إذا نجحى مسعى لودريان, وإلا لا رئيس للجمهورية, والمجلس النيابي الجديد, وهو من سينتخب الرئيس العتيد, لأنه ومن خلال ما يسرّب ويقال في المجالس السياسية, فإن المجلس النيابي قد يمدّد لنفسه ولا انتخابات نيابية, إذا لم ينتخب الرئيس في غضون الشهرين المقبلين أو أقلّه في العام الحالي”.

وأضاف, “لذلك, فالأنظار لا زالت تتجّه نحو قائد الجيش العماد جوزاف عون, ومدير عام الأمن العام بالإنابة, اللواء عباس البيسري الذي يسجّل له حضوراً كبيراً حول قضيّة النازحين, إلى لقاءاته البارزة في بروكسيل مع جهات أمنية أوروبية, فيما أن النائب نعمة افرام ارتفعت أسهمه, والنائب فريد البستاني لجملة اعتبارات, من خلال دورهما الإقتصادي والمالي, وخبرتهما في هذا المجال, وهذا ما ينسحب على الرئيس الفخري لخريجي جامعة هارفارد في لبنان حبيب الزغبي”.

وتابع, “هذه الأسماء مرشّحة, ولكن كل المفاجآت قد تحصل في أي توقيت في هذه الظروف, إنما عود على بدء, أؤكّد بأن كل ذلك مرتبط في الميدان, لأن ما يجري من قصف إسرائيلي تدميري ممنهج, ونوايا إسرائيلية خبيثة, فذلك يبقي لبنان على كف عفريت, وقد علمت من رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر, بأن هناك أضراراً كبيرة, لكنّه أكّد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يولي شأن الجنوب العناية المطلوبة على كل الأصعدة والمستويات في هذه المرحلة الصعبة, إضافة إلى أن حزب الله لم يتخلَّ يوما عن أهله, ومستعد لإعمار الجنوب”.

وخلُص العريضي, إلى القول: “نحن في سباق محموم, بين الديبلوماسية والميدان, فيما البعض يعيش على كوكب آخر, فها هي الممكلة العربية السعودية عيّنت سفيراً جديداً في سوريا والعلاقات بين الرياض وطهران في أفضل مراحلها, ناهيك أنه ينسحب على كل دول الخليج, فيما البعض يرفض الحوار, والتلاقي, والتواصل, وتنظيراته ومواقفه بيّنت مدى غياب الرؤية والقراءة لما يجري في المنطقة وعلى الصعيد الدولي”.