بعد تصريحات نتنياهو من الشمال… تمهيدٌ لـ “7 أكتوبر” لبناني!

أثارت العملية التي نفذها حزب الله، على موقع راميا العسكري التابع للجيش الإسرائيلي، والتي شهدت هجوما من مسافة عشرات الأمتار، بشكل غير مسبوق منذ المشاركة في الإسناد لعملية طوفان الأقصى كما أعلن الحزب، تساؤلات حول التطور في التصعيد ودلالاته.

وبث حزب الله لقطات أمس الثلاثاء، لهجوم أفراده على موقع راميا العسكري جنوب لبنان، والذي يضم قيادة سرية حدودية ضمن قطاع كتيبة زرعيت التابع للواء الغربي في فرقة الجليل بالجيش الإسرائيلي.

ويحتوي الموقع العسكري المحصن، على العديد من أجهزة المراقبة الفنية ووسائط الاتصالات، ويشغل الموقع سرية مركبة من قوات الهندسة 605 معززة بفصيل من المدرعات.

وأظهرت المقاطع، وصول مقاتلي حزب الله، المسلحين بقواذف مضادة للأفراد والدروع محمولة على الكتف، فضلا عن بنادق رشاشة متوسطة، إلى مسافة عشرات الأمتار من المواقع، ونفذوا هجوما ناريا باستخدام القذائف من مسافة لا تزيد على الـ 150 مترا، وهي المدى الفعال للقذائف التي يتم إطلاقها.

وجرى إسناد المقاتلين على الأرض، بقصف متكرر بقذائف الهاون، فضلا عن ضربات بواسطة صواريخ موجهة مضادة للدروع، لتأمين تغطية نارية وتدمير التجهيزات في المكان.

الأوساط الإسرائيلية، رأت في المشاهد التي جرى بثها بالأمس، مؤشرا خطيرا على مستوى التصعيد الذي قام به حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي، وردا على تهديداته بوجود خطط لتحرك بري، فضلا عن مزاعمه بأن هجماته طيلة الفترة الماضية، دفعت حزب الله للتراجع عن المنطقة، وأن عودة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة ستكون قريبة.

وقال موقع “حدشوت بزمان” الإسرائيلي، إن “مشاهد عملية استهداف موقع راميا، كان ينقصها أن يعبر حزب الله الحدود، ويغرس العلم في الموقع، ويعود إلى لبنان، مع صورة نصر”.

من جانبه وصف موقع بلدية “نيشر” في حيفا، هجوم حزب الله على موقع راميا، بأنه “تمهيد لـ 7 تشرين الأول جديدة في منطقة الشمال”.

وقال إن “حزب الله نفذ هجوما مشتركا بين صواريخ مضادة للدروع، وصواريخ آر بي جي، والهاون على قاعدة عسكرية، والرد الإسرائيلي يتآكل كل يوم، وجرأة نصر الله تثبت من هو المسؤول عن تحديد قواعد اللعبة”.

وجاء الهجوم بعد ساعات من زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إلى الجبهة الشمالية، وإطلاقه التهديدات بشأن حزب الله، فضلا عن حديثه عن الجهوزية العسكرية للقوات على امتداد الجبهة، من أجل فرض إعادة المستوطنين إلى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

وسبق ذلك زيارة نفذها نتنياهو قبل أيام إلى القيادة الشمالية، وقال إن “لدينا خططا مفصلة ومهمة وحتى مفاجئة ونحن نعمل طوال الوقت على الجبهة الشمالية، لقد قضينا حتى الآن على المئات من عناصر حزب الله، ولا تزال يدهم مثنية” وفق زعمه، لكن المفاجأة كانت من طرف حزب الله بالهجوم القريب على موقع راميا من بعد عشرات الأمتار.

وقال نتنياهو: “تلقيت مراجعة من قائد القيادة الشمالية، وتحدثت أيضا مع قادة الفرق. لدينا خطط مفصلة ومهمة وحتى مفاجئة، وهذه الخطط تهدف إلى تحقيق شيئين: إعادة الأمن إلى الشمال، وثانيا إعادة السكان سالمين إلى منازلهم. نحن مصممون على تحقيق الأمرين معا”.

وتعيد عملية راميا، الذاكرة إلى العمليات التي كان حزب الله يستهدف فيها، تحصينات الجيش الإسرائيلي، وما يعرف بجيش لبنان الجنوبي (قوات لحد)، والتي شكلها الجيش الإسرائيلي للسيطرة على مناطق جنوب لبنان، بعد إنهاء اجتياحه للبنان، وإبقاء الجنوب تحت سيطرته.

وتسببت تلك الهجمات، في خسائر كبيرة وحالة من عدم الاستقرار للجيش الإسرائيلي، وقوات لحد جنوب لبنان، واستمرت حتى الأيام الأخيرة ما قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب في أيار2000.

وكان حزب الله يقوم بالهجمات على المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي وجيش لحد، بالكيفية ذاتها، التي نفذت بها عملية راميا، لكن العملية الأخيرة اكتفى فيها الحزب بالقصف وتحقيق خسائر عن بعد، ولم يقدم على اقتحام الموقع العسكري وفقا للمشاهد التي بثها.

الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، ليران عنتافي، قال إن “المؤشرات تتصاعد على تآكل التفوق الإسرائيلي أمام حزب الله”.

ولفت إلى أن “أحد مظاهر تراجع هذا التفوق تجلى في نجاح حزب الله بإسقاط الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، بما في ذلك “زيك” و”كوخاف”، ما يدل على قدراته الدفاعية الجوية وإمكانية كبيرة للمساس بحرية الجيش الإسرائيلي في التحرك”.

وأشار إلى أن “حزب الله لديه أيضا طائرات مسيرة متطورة، يستخدمها منذ بداية الحرب لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية والهجوم”.

وأضافk “في الآونة الأخيرة، أصبحت هجمات حزب الله باستخدام الطائرات بدون طيار المتفجرة والحاملة للصواريخ مشهدا يوميا، إلى جانب إطلاق وابل من الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع، وهو مظهر آخر لتراجع تفوق إسرائيل العسكري أمام الحزب”.