نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله إن ما عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن مقترح الصفقة لم يكن دقيقا، رافضا الموافقة على وقف الحرب على قطاع غزة قبل تحقيق أهدافها.
وقال نتنياهو -وفق ما نقلت عنه هيئة البث الإسرائيلية- إنه “لن يستعرض تفاصيل الصفقة، لكن ما عرضه بايدن ليس دقيقا وهناك تفاصيل لم تكشف”. وأضاف أنه “يمكننا وقف القتال 42 يوما لإعادة الرهائن، لكننا لن نتخلى عن النصر المطلق”.
كما نقلت عنه “القناة 12” قوله إن “بايدن قدم جزءا فقط من الخطوط العريضة للصفقة، ولن نوقف الحرب دون تحقيق أهدافها”، مضيفا أنه لم يتم بعد تحديد عدد المختطفين الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة. ومساء الجمعة الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن تفاصيل مقترح إسرائيلي من 3 مراحل، يشمل وقفا لإطلاق النار وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة. وفي السياق، أفادت “هيئة البث” الإسرائيلية، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن مجلس الحرب بحث إمكانية إرسال الوفد المفاوض إلى القاهرة، لمواصلة الاتصالات مع الوسطاء. وأضافت “هيئة البث” الإسرائيلية أن مجلس الحرب قرر الانتظار لحين وصول رد إيجابي من الوسطاء قبل إرسال الوفد. في الأثناء، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أجرى اتصالين منفصلين مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس. وقالت الخارجية الأميركية إن بلينكن شدد لغالانت على أن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار الذي كشف عنه الرئيس بايدن يتضمن مزيدا من التكامل لإسرائيل في المنطقة، ويعزز مصالحها الأمنية على المدى الطويل. كما استعرض بلينكن مع الوزير غانتس الفوائد الأمنية لإسرائيل إذا وافقت على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار. وذكرت الخارجية الأميركية أن بلينكن شدد لغانتس على أن حماس يجب أن تقبل مقترح وقف إطلاق النار دون تأخير. وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وزير الدفاع غالانت، أبلغ بلينكن أن أي صفقة في غزة يجب أن تتضمن تفكيك حماس كسلطة حكومية وعسكرية. وكان غالانت قد قال إن إسرائيل لن تقبل فكرة بقاء حماس كسلطة في أي مرحلة من المراحل، وإن العمل جار لإيجاد جهات بديلة تدير الحكم في قطاع غزة. وأضاف غالانت أن الدمج بين العملية العسكرية والتحضير لتشكيل حكم بديل في غزة سيحقق هدفين للحرب، وهما الإطاحة بحكم حماس وتدمير قوتها العسكرية، وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. بدوره، قال الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إنه تحدث مع وزير الخارجية الأميركي بشأن الجهود المبذولة للتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الأسرى. وأضاف غانتس أنه أبلغ بلينكن أن إعادة الأسرى أولوية قصوى، وأنه سيبذل قصارى جهده لاستنفاد كل فرصة لذلك، مؤكدا أهمية الضغط الأميركي على الوسطاء، من أجل تنفيذ الخطوط العريضة التي وضعتها إسرائيل. ونقلت صحيفة معاريف عن وزيرة العلوم الإسرائيلية قولها إن الصفقة المقترحة ليست نهاية الحرب، لكن في مراحل معينة سيتوقف إطلاق النار. وأكدت الوزيرة الإسرائيلية أن الحكومة فشلت في حماية مواطنيها وعليها “إعادة جميع المختطفين”. أما وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، فقد ذهب أبعد من ذلك، وقال إن هناك طريقا واحدا فقط للنصر هو تدمير حماس واحتلال قطاع غزة، حسب قوله. من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن على الحكومة الإسرائيلية أن ترسل وفدا إلى القاهرة اليوم، لوضع التفاصيل النهائية على اتفاق يعيد المختطفين إلى بيوتهم. وأضاف لبيد أنه يكرر عرضه بمنح نتنياهو شبكة أمان سياسية لتنفيذ صفقة التبادل. في غضون ذلك، تجمع عشرات من أبناء عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة أمام قاعة لجنة الشؤون الخارجية والأمن بالكنيست، في مدينة القدس، وتزامنت هذه المظاهرة مع اجتماع مغلق يجريه نتنياهو مع أعضاء اللجنة. وحاول المتظاهرون اعتراض أعضاء اللجنة خلال توجههم إلى الجلسة، مما أدى إلى مشادات كلامية بين المتظاهرين وأحد أعضاء الكنيست، بينما صرخت والدة أحد الأسرى، وقالت إنها لن تسمح لأي شخص بإعادة ابنها جثة. في الجانب الآخر، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، كلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإسرائيل إلى قبول المقترح الحالي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى. وقال شكري، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بمدريد “يجب على حماس وإسرائيل قبول المقترح الحالي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين”. وأضاف ننتظر رد إسرائيل على مقترح الصفقة بعد أن أعلنت حماس أنها تلقته بإيجابية، مؤكدا أن استمرار الحرب أصبح أمرا مرفوضا بسبب الآثار البالغة الخطورة الناجمة عنها. وشدد على أن مصر كانت واضحة بشأن رفضها للوجود الإسرائيلي في معبر رفح الحدودي بين شبه جزيرة سيناء المصرية وقطاع غزة، وأنه من الصعب أن يستمر معبر رفح في العمل من دون إدارة فلسطينية. وكانت قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية -بصفتهم وسطاء في المناقشات الجارية لضمان وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين- دعت كلا من حماس وإسرائيل لإبرام اتفاق يجسد المبادئ التي حددها بايدن في خطاب 31أيار 2024، وفق بيان مشترك السبت. وتلك المبادئ الذي تحدث عنها بايدن تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة، والإفراج عن المحتجزين بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ودخول المساعدات إلى القطاع، وفق ما ذكره بيان للخارجية القطرية السبت. وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة، في حين تتواصل الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 تشرين الأول 2023. وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 118 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين. |