رغم حث العديد من الدول من الوسطاء لحماس للموافقة على “خارطة الطريق” التي أيدها الرئيس الأميركي، جو بايدن إلا أن الحركة لم ترد بعد على مقترح وقف إطلاق النار، فيما يراه البعض دليلا على رفض حماس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، ، إن حماس ما زالت تدرس ردها على المقترح، وإن جهود الوسطاء القطريين والمصريين والأميركيين “مستمرة”.
وحض الرئيس الأميركي، بايدن، و16 من أبرز قادة العالم، بعضهم من أوروبا وأميركا اللاتينية حماس، امس الخميس، على قبول المقترح المعروض بهذا الشأن، والتي تفضي إلى وقف للأعمال القتالية وانسحاب إسرائيل والإفراج عن الرهائن.
وعرض بايدن الأسبوع الماضي ما قال إنه مقترح إسرائيلي على ثلاث مراحل يفضي إلى وضع حد للحرب والإفراج عن الرهائن وإعادة إعمار القطاع من دون أي وجود لحماس في السلطة.
وتجري قطر والولايات المتحدة ومصر وساطة منذ شهور للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ودعا المتحدث باسم الخارجية القطرية، الأنصاري، إلى “عدم الالتفات إلى التقارير الإعلامية غير الدقيقة، واعتماد المصادر الرسمية الموثوق بها، خاصة في ظل حساسية وضع المفاوضات حاليا”.
وبعد أن كشف بايدن النقاب عن الخطة، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى أنها “غير مكتملة”.
وقالت حماس، اليوم الجمعة، إنها تنظر بإيجابية لمحتوى المقترح.
وأتى تصريح الأنصاري في وقت أعلن فيه القيادي في حماس، أسامة حمدان، أن مقترح بايدن مجرد “كلمات”، مشيرا إلى أن الحركة لم تحصل على أي التزامات مكتوبة تتعلق بهدنة.
وقال حمدان، المقيم في بيروت، لفرانس برس: “ليس هناك مقترح، بل هي كلمات قالها بايدن في خطاب. وحتى اللحظة لم يقدم الأميركيون شيئا موثقا أو مكتوبا يلتزمون من خلاله بما قاله بايدن في خطابه”.
وأشار إلى أن بايدن حاول “التغطية على الرفض الإسرائيلي” لاتفاق عرض سابقا، في مايو، وافقت عليه حماس.
وزاد حمدان أن حماس مستعدة للقبول بأي اتفاق يحقق مطالب الحركة الأساسية المتمثلة بوقف إطلاق النار في غزة والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
ولفت تقرير نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أن “الدلائل تتزايد على أن حماس مستعدة لرفض المقترح الإسرائيلي”، والتي تتركز في التصريحات من قادة الحركة.
وذكر مصدران أمنيان مصريان أن المحادثات التي يشارك فيها وسطاء قطريون ومصريون وأميركيون لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة مستمرة الخميس لكن لم تظهر أي إشارات على إحراز تقدم كبير، بحسب رويترز.
وقال وسطاء عرب إن زعيم حماس، يحيى السنوار، أخبرهم في رسالة، الخميس، إن “حماس لن تسلم أسلحتها أو توقع على اقتراح يطلب ذلك”، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
وأكد السنوار على أن حماس “لن تتزحزح عن مطلبها بوقف دائم لإطلاق النار” ولن توافق على نزع سلاحها.
وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، الأربعاء، إن الحركة ستطالب بوقف دائم للحرب في غزة والانسحاب الإسرائيلي في إطار خطة وقف إطلاق النار بحسب وكالة رويترز.
من جانبه انتقد سامي أبو زهري، القيادي في حماس، دعوات واشنطن والغرب للحركة لقبول اقتراح وقف إطلاق النار قائلا الثلاثاء إن هذه الدعوات تعتبر أن حماس هي التي تعيق التوصل إلى اتفاق.
وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام تابعة للحركة أن إسرائيل غير معنية بالتوصل إلى صفقة جادة في غزة ولا تزال تراوغ تحت الغطاء الأميركي الذي يسهم في التضليل، على ما أفادت رويترز.
وبدأت المحادثات، الأربعاء الماضي، حين اجتمع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، بمسؤولين كبار من قطر ومصر في الدوحة لمناقشة “المقترح الإسرائيلي” الذي أيده بايدن علنا الأسبوع الماضي.
ومنذ هدنة قصيرة استمرت أسبوعا في نوفمبر الماضي، باءت كل المحاولات لترتيب وقف لإطلاق النار بالفشل، مع إصرار حماس على مطلبها بإنهاء دائم للصراع، في مقابل قول إسرائيل إنها مستعدة لمناقشة فترات توقف مؤقتة فقط حتى تلحق الهزيمة بالجماعة المسلحة.
وبدأت الحرب بعد هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الاول، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصائيات إسرائيلية.
وتقول السلطات الصحية في القطاع إن الحملة العسكرية الإسرائيلية أودت بحياة أكثر من 36 ألف فلسطيني إضافة إلى مخاوف من أن آلاف القتلى لا يزالون مدفونين تحت الأنقاض.
ورفضت إسرائيل أي وقف للقتال خلال محادثات وقف إطلاق النار. وزادت حدة المعارك منذ أن أعلن بايدن مقترح الهدنة.
وقصفت إسرائيل، الخميس، مدرسة في غزة قائلة إنها استهدفت بذلك نحو 30 مسلحا من حركة حماس كانوا كامنين فيها، لكن مسؤولا في حماس قال إن 40 شخصا قتلوا بينهم نساء وأطفال في المدرسة التي تديرها الأمم المتحدة.
وأصدرت الولايات المتحدة بيانا مشتركا مع دول أخرى، امس الخميس، تدعو فيه الطرفين لتقديم أي تنازلات ضرورية لإبرام الاتفاق بعد ثمانية أشهر من الحرب في قطاع غزة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، الخميس، أن حوالي 30 مسلحا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي كانوا مختبئين في ثلاثة فصول دراسية في المدرسة التي استهدفتها الضربة.
وأضاف أن الغارة أسفرت عن مقتل تسعة “إرهابيين”، بعضهم “شارك في مجزرة 7 تشرين الاول”.
وأكد مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح استقبال “37 شهيدا” جراء الغارة.
دعت الولايات المتحدة، امس الخميس، إسرائيل إلى “الشفافية” بشأن ضربة استهدفت مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في غزة، بما في ذلك توضيح إن أسفرت عن مقتل أطفال.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة تدعو إسرائيل إلى التحلي بـ”شفافية كاملة”، وخصوصا عبر “إعلان أسماء الاشخاص” الذين قتلوا في الضربة.
وصرح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، بأن أنطونيو غوتيريش يعتبر ما حصل “مثالا مرعبا جديدا عن الثمن الذي يدفعه المدنيون الذين يحاولون فقط الصمود”.
وقبل الضربة الإسرائيلية، استقبل مستشفى شهداء الأقصى ما لا يقل عن 70 قتيلا وأكثر من 300 جريح منذ الثلاثاء، معظمهم من النساء والأطفال، وذلك عقب غارات إسرائيلية على وسط غزة، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
وأشار تقرير صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن مثل هذه الهجمات تزيد الضغط على بايدن لـ”إيجاد طريقة لإنهاء الحرب، التي قسمت قاعدته”، وأضافت أعباء سياسية عليه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورغم إعلان “المقترح الإسرائيلي” فهو جاء في وقت يتعرض فيه نتانياهو لضغوط سياسية متزايدة من داخل إسرائيل لتحديد مسار لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر والتفاوض على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
وهدد حزب ينتمي إلى تيار الوسط في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الطارئ بالانسحاب بحلول السبت إذا لم يتعهد بخطة لما بعد الحرب في قطاع غزة.
وتعهد أيضا أعضاء منتمون إلى اليمين المتطرف بالانسحاب إذا وافق نتانياهو على اتفاق سلام يترك حماس دون القضاء عليها.