تخطيطها وتأهيل عسكرها والإعداد للتحرير وإزالة آثار العدوان.
لم يتنصل عبد الناصر من مسؤولية لم تكن له اليد الطولى فيها. وقف يوم 9/6/ 1967 معلنًا استقالته من الرئاسة لا اعتزاله العمل النضالي .
كان إيمان الجماهير به كبيرًا وتمسكه بقيادته ، فكانت المفاجأة الأولى التي كانت حجر الأساس بعملية إزالة أثار العدوان في المرحلة الأول .
خرجت الجماهير العربية عشية 9/6/1967 ويوم 10/6/1967تطالب عبد الناصر بالبقاء قائدًا لمعركة التحرير ، ولم يكن أمامه إلا تلبية الاستغاثة .
كانت المفاجأة الثانية في الخرطوم بعد أسابيع معدودة على العدوان ،في استفتاء شعبي أجبر الحكام العرب المجتمعين في قمة طارئة على رفع لااءات ثلاثة : « لاصلح – لا تفاوض – لا اعتراف».
رهانه هذا استكمله بتثوير مصر و شعبها وشعوب الأمة العربية وحشد طاقاتها و امكانياتها في مواجهة العدو الصهيوني أيام رمضان 1973 ؛ فكانت الانتصارات العسكرية التي رفعت رأس العرب وأذهلت العالم ، وما زالت مجريات تلك الأيام المجيدة تُد رّس في معظم لكليات العسكرية العالمية ، وما كانت لولا أصرارعبد الناصر على الاستعداد والتجهيز والبناء « سنشق طريقنا إلى النصر ، فوق بحر من الدم و تحت أفق مشتعل بالنار ، ولو كان فوق كل شبر شهيد » .
بقي عبد الناصر يقود شعب مصر حتى رحيله عاملًا بسياسة « يد تبني و يد تحمل السلاح » ، ولم تنفرد مصر بحلول منفردة رفضها عبد الناصر : « القدس فبل سيناء ، الجولان قبل سيناء »، وما زال الشعب العربي متمسكًا بلااءات الخرطوم الثلاث ، وبقيت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى ، وما نشهده اليوم من إدانة شعبية عالمية للعدوان الفلسطيني وهمجيته وتسابق حكومات العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية ؛ هوتأكيد على نجاح شعوب الأمة العربية بالسير على الطريق الصحيح ، ولو بخطوات لا يعرقلها إلا استسلام المطبعين من الحكام العرب وتخاذلهم .
وما زال عبد الناصرالقائد الذي قيل فيه وعنه : « سيحكم العرب مئة سنة من قبره » ، ويبقى القائد و المعلم والرمز .