لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تيك توك).
المتداول: فيديو يظهر، وفقاً للمزاعم، “أنواعا غريبة من الأسماك التي تشبه وجوه البشر، وتم اكتشافها في بحيرة سامسارا في إقليم كارانجي الاستوائي المنعزل، الامر الذي جعل علماء أبحاث الأحياء المائية في حيرة ودهشة”.
0 seconds of 0 secondsVolume 0%
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها تلاعبا رقميا على الأرجح، عالما خياليا انشأه حساب متخصّص بالرسوم المتحركة. ولا اثر لبحيرة سامسارا في الانترنت. ولا أدلة علمية تدعم وجود أسماك تشبه وجوه البشر، ولا خبر عن اكتشافات علمية حديثة بهذا الشأن. FactCheck#
“النّهار” دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
منذ أيّام، تضج وسائل التواصل الاجتماعي بفيديو تظهر فيه #اسماك بوجوه بشرية. وقد ارفقتها حسابات بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): “في إقليم كارانجي الإستوائي المنعزل، توجد بحيرة سامسارا، إحدى بحيرات منابع النيل الإستوائية، تم حديثاً اكتشاف أنواع غريبة من الأسماك التي تشابه وجوه البشر، مما جعل علماء أبحاث الأحياء المائية في حيرة و دهشة، سبحان الله الخالق”.
@abbarrakفي إقليم كارانجي الإستوائي المنعزل ، توجد بحيرة سامسارا ، إحدى بحيرات منابع النيل الإستوائية، تم حديثاً إكتشاف أنواع غريبة من الأسماك التي تشابه وجوه البشر مما جعل علماء أبحاث الأحياء المائية في حيرة و دهشة… عن نفسي اقول ذكاء اصطناعى
– حقيقة الفيديو –
الا ان هذه المزاعم غير صحيحة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
في الواقع، حمل الفيديو توقيع bobbyboom88@، وهو حساب في تيك توك نشره (هنا) في 18 كانون الثاني 2024.
ووفقا للحساب، فإن “كل المحتوى الخاص به أصلي ومن صنعه”. والرابط الذي وضعه في التعريف به www.headtap.net يقود الى موقع مخصص لما سمي “مشروع بحث بحيرة سامسارا- الغوص في الألغاز الموجودة في بحيرة سامسورا وما حولها”.
وفي قسم “الابحاث” المزعومة، نجد الفيديو منشورا في حساب في يوتيوب تابع للموقع، Headtap Videos (هنا)، مع شرح حول الاسماك بوجوه بشرية (هنا) او ما سماه Homo Piscis of Lake Samsara.
ويكرّر الموقع والحساب القصة ذاتها: “وسط الغابات الكثيفة في منطقة كارانجي Karanji غير المستكشفة، توجد بحيرة نائية لم تمسها الحضارة الإنسانية… بحيرة سامسارا Samsara. وفي هدوئها، توصل العلماء إلى اكتشاف مذهل، ليجدوا… في أعماق البحرية أنواعا فريدة من الأسماك، تحمل تشابها غريبا مع جنسنا البشري. وقد سميت هومو بيسكيز Homo Piscis أو “السمك ذا الوجه البشري”… وقد اظهرت ذكاء متقدما جدا بالنسبة الى نوعها. فهي تتنقل في بيئتها بمستوى من الإدراك ينافس مستوى بعض الثدييات، وتظهر سلوكيات اجتماعية معقدة ومهارات في حل المشكلات…”.
الا ان هذه القصة تبقى خيالية. لماذا؟
في الواقع، يعرّف الحساب Headtap Videos في يوتيوب بنفسه انه “تجارب في الفيديو والرسوم المتحركة”، بما يؤشر الى ان الفيديوات التي ينشرها هي رسوم متحركة، اي انها غير حقيقية. وتكفي جولة فيه لنشاهد العديد منها.
الى جانب ذلك، لا يحدّد الموقع مكان كارانجي او بحيرة سامسارا في العالم. صحيح أننا نعثر على كارانجي في منطقة باربهاني بماهاراشترا في الهند (هنا، هنا، هنا)، وفي نيو ساوث ويلز بأوستراليا (هنا) وفي ايران (هنا– – تُكتب في الحالتين بالانكليزية بطريقة مختلفة Karangi وليس Karanji)، الا ان لا اثر لبحيرة سامسارا Samsara في الانترنت. وهذا دليل آخر على ان مشاهد الاسماك بوجوه بشرية خيالية.
نقطة اضافية. لا وجود في الانترنت لهومو بيسكيز Homo Piscis، التسمية التي اطلقها الموقع على تلك الاسماك. كذلك، لا أدلة في علم الاسماك Ichthyology تدعم وجود صنف من الاسماك تعرف بشبهها لوجوه البشر (هنا، هنا…).
وفوق كل هذا، نجد تفاعل حساب bobbyboom88@ مع ردود متابعيه على الفيديو مثيرا للاهتمام، لما يحمل في طياته من اعتراف ضمني بأن هذه المشاهد تلاعب رقمي. فهو يرد بوجه ضاحك عندما يشكره أحدهم “على الرسومات النابضة بالحياة الـAI”. ويشكر آخر أشاد بعمله وبـ”موهبته الفنية” (هنا، هنا).
وعندما كتب له أحدهم ان “أطفالي يقولون إن هذه المشاهد تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي” (هنا) أجاب bobbyboom88: “قد يكون كذلك”. وعندما سأله آخر: هل هذا ذكاء اصطناعي؟ أحتاج الى هذا”، اجابه: “أنا متاح للتوظيف”.
الى جانب الفيديوات الرسوم المتحركة التي ينشرها، أضاف bobbyboom88@ فيديو رقميا آخر عن كارنجي وسامسارا، وعن “اكتشاف نوع من النبات فيهما طوّر عينا بشرية” (هنا، هنا ايضا). اذاً، نحن امام عالم خيالي من صنعه… رقميا.
@bobbyboom88Ever seen a plant that can SEE? You won’t believe this!👁️🍃#WatchToTheEnd♬ original sound – BobbyBoom
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو يظهر “أنواعا غريبة من الأسماك التي تشبه وجوه البشر، وتم اكتشافها في بحيرة سامسارا في إقليم كارانجي الاستوائي المنعزل”. في الواقع، هذه المشاهد ليست حقيقية، لكونها تلاعبا رقميا على الأرجح، عالما خياليا انشأه حساب متخصّص بالرسوم المتحركة. ولا اثر لبحيرة سامسارا في الانترنت. ولا أدلة علمية تدعم وجود أسماك تشبه وجوه البشر، ولا خبر عن اكتشافات علمية حديثة بهذا الشأن.