محفوض لِقبلان: عودوا لتعاليم الصدر وشمس الدين علّكم تستفيقون!

ردّ رئيس حزب حركة التغيير المحامي ايلي محفوض على كلام المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، قائلًا: “يندرج كلام الشيخ أحمد قبلان الموجه إلى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين في سياق متماد تنتهجه مجموعة خرجت منذ أمد عن ثقافة الجمهورية اللبنانية وما عادت تفقه لمرامي أقنوم التكاملية المسيحية الاسلامية”.

‏وأشار الى، ان “السهام والتحريض تجاه دور البطريركية المارونية حارسة العيش المشترك ولبنان الواحد الموحّد لم تتوقف منذ الإنقلاب على الدستور والدولة من قبل ميليشيا اعتادت على نهج كمّ الأفواه والرقص على قبور ضحايا الحرية في لبنان”.

‏وأردف محفوض، “يا فضيلة الشيخ مهما بالغتم وكابرتم فإنّ اللغة المذهبية والطائفية لن تتعمّم وانموذكم الشاذ لن يصبح عرفًا ولا اعتيادًا فبعدما أفرغتم الدولة من مضمون وظيفتها ها أنتم تعملون على إفراغ الأرض من أهلها لكنكم لن توفّقون لأن إيمان اللبناني بأرضه كاملة وبشعبه بالتساوي أقوى من عنترياتكم”.


‏وختم، “دعوناكم وندعوكم مجددا للعودة إلى تعاليم قادة كبار أمثال الإمام موسى الصدر وشمس الدين علّكم تستفيقون من أوهام الفوقية والسيطرة وعلى أمل صحوتكم والسلام”.

وكان قد وجه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان نداء إلى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين جاء فيه: “بكل محبة واحترام، تعلمنا من رسالة الرب أن عون المظلوم والمحروم والمعذب والضعيف دين المسيح ومحمد، وأن الأنبياء وبيوت السماء تقوم بخدمة الضعيف والمظلوم والمنكوب وتتألم لألمه وتكافح لعونه، وأنه لا يمكن لروحية المسيح ومحمد أن تكون مع ظالم أو طاغية أو تتملق المواقف التي تصب بصالح القتلة والمجرمين وأباطرة الإبادة والمذابح كما هي حال الطاغية نتنياهو”.

وأوضح، “إلا أن بعض الرؤساء الروحيين في بلدي يرون ما تقوم به طائفة الفداء الأكبر وجماعة مقاوميها إرهابا ممقوتا لا بد من ردعه ومنعه، ولا يفتأ هذا الصوت يطالب بتطبيق قرارات دولية عمليا تلزم لبنان دون إسرائيل بقرارات أممية مطبوخة بسم الظروف، وأكبر الممكن لتمنع فدائيي هذا البلد وقديسي هذا الوطن من القيام بواجب منع الفظاعات والمذابح عن المظلوم والمحروم والمنكوب والمعذب بهذه الناحية من الأرض، وقد تعلمنا من المسيح ومحمد أن صوت الحق لا يصب إلا بأهله، لا عند جنازير الدبابات الاسرائيلية”.

وأشار النداء، الى أن “المطوب بالحق لا يدعو لموقف ينتفع منه الجلاد ويقوم به المجرم القاتل، ولا يرفع شعار الحياد فوق ركام مخيف من المذابح الاسرائيلية التي تلتهم صوت الأنبياء وتبالغ بافتراس أشلاء الأطفال والنساء دون انقطاع، وهذا ما يتعارض مع صميم الحق المعمد بأنين المسيح ومحمد، ولا حياد عن حق ولا انحياز لباطل، ولا تضامن مع إرهابي مجرم، ولا دينونة لمن يدعو لنزع سلاح من تعمد بالقرابين لحماية الكنيسة والمسجد ونهض بتاريخ من العناء والأشلاء ليمنع الفظاعات الاسرائيلية بوطن المسيح ومحمد وهو نفسه من استعاد هذا الوطن المعمد بالطقوس السماوية، رغم أن هذا البلد كان يوما ضحية سهلة للجنازير الاسرائيلية، ولم يعد وطنا إلا ببحر من دماء وتضحيات يشهد لها كل مظلوم ومنصف رغم اختلاف ديانته وطائفته، ولذلك ودليلي صميم روحية الإنجيل والقرآن”.

وتابع، “تعلمنا أن الحق لا يؤخذ من باطل، ولا يتقرب إلى الرحمن بشيطان، ولا حياد لصالح طاغية، والقداسة دليلها فعلها، وصوت الكنيسة مأخوذ فيه الحق وأهله لا الباطل وأهله، ولبنان بلد الشراكة الروحية والسياسية، ونحن المسلمون نتلهف للشراكة الأهلية والروحية بخلفية تعاليم المسيح التي تحق الحق وتبطل الباطل وتقيم قداديس الإغاثة وتمنع زيف الشياطين وتأويل الفاسدين، والمقاومة بهذا المجال بيرق المظلوم وترياق المحروم وغوث المعذب وصوت الكنيسة ونجدتها في سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من بقاع الأرض، ويكفي ما قدمته في سوريا ولبنان للدفاع عن الكنيسة وأهلها يوم لم يكن للكنيسة وأهلها من ناصر إلا مناحر من قدموا أنفسهم في سبيل الرب وبيوت عبادته، وقد أغاثتهم المقاومة بوجه داعش والنصرة وكل مجاميع القتلة والمجرمين المدعومين مباشرة من واشنطن وتل أبيب وبروكسل وحلفائهم، وهو نفسه ما قامت به المقاومة في لبنان يوم استنقذت الكنيسة من رجس الاسرائيليين وداعش وطوقتها بأكرم دماء مقاومة لتبقى وصلا على المسيح ودليلا على مجد محبته وقداسته، ولا نريد ثمنا لحق ولا مدحا لقربان بل صونا لصوت السماء، وفضحا للطغاة المجرمين، ورجما فكريا للباطل ونسخته الاسرائيلية”.

ورأى، انه “ليس الحق بعالم النضال إلا كفالة مظلوم وعون محروم وإغاثة معذب واستنقاذ مضطهد وهذا دين المقاومة الذي تغذى من روح تعاليم المسيح ومحمد، وما يصلح للكنيسة من الجهة الوطنية والأخلاقية يصلح للمسجد وأهله، وليس بديننا أن المسجد عدو الكنيسة بل شريكها بوطن ووريد إغاثتها وذراع نجدتها وقربان حمايتها، وهذه غزة أشلاء ودماء ومذابح ومظالم وفظاعات تستغيث حقا وترجو قديسا وتستصرخ يدا تنقذها وقلبا يحن عليها، لا صوتا يصف من يبذل القرابين المقدسة من أجل الكنائس والمعابد في سوريا ولبنان وفلسطين بالإرهاب، ولا حق فوق حق المقاومة وقداسة تضحياتها الأخلاقية، ولا إرهاب إقليمي أكبر من إسرائيل وداعميها، ولا إثم عند الرب أكبر من اتهام محرري هذا البلد وضمانة سيادته بالإرهاب، وإذا كانت حماية الكنيسة والمسجد وتحرير هذا البلد وإغاثة مسيحيي سوريا ولبنان وفلسطين وطحن أنياب الجيش الاسرائيلي إرهابا فنحن أهل الإرهاب وأسياده، ولن نسكت بعد اليوم ولن نسمح لإسرائيل بموطئ قدم بهذا البلد على الإطلاق”.

وقال:”صاحب النيافة، إنا نحب المسيح وأهله، ونبذل أرواحنا من أجل الكنيسة وقسطاس ربها، إلا أننا لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الاسرائيلي والإجرام العالمي، وليست المقاومة إلا قربان الكنيسة بميزان الرب، وليس من شيم المقاومة الإنتقام أو التنكر للحق أو السكوت عن طاغية مجرم أو ترك مستضعف مضطهد، وهي منذ الصوت الأول للإمام موسى الصدر الإبن الروحي للمسجد والكنيسة ورأس معمودية تحرير الأرض ووريد غوث المظلوم وإسناد الضعيف المعذب، ولديها من قوة الحق وحق القوة ما تهابه تل أبيب وكل شركائها، ولسنا ممن يحمل سيفا على كنيسة أو يمقت صوتا للرب، أو يعادي على الطائفة لكننا لن نقبل بتوظيف الكنيسة في غير ما للرب فيها، ولنا فيكم خالص الثقة، فأصلحوا وامنعوا الصوت إلا بحقه، واحفظوا الكنيسة بقسطاسها، فإن الإصلاح وإحقاق الحق وغوث المظلوم وحماية المعذب دين المسيح ومحمد”.

وختم:”في خصوص انتخاب رئيس جمهورية للبنان أقول لحضرتكم الكريمة، إننا نريد رئيسا مسيحيا للمسلمين بمقدار لهفة المقاومة المسلمة وتضحياتها في سبيل كنائس المسيحيين، وهذا لا يكون إلا بالتوافق الضامن لوطن المسلمين والمسيحيين، وشكرا لكم”.