*لأنَّ الرب قد أعطاكم المدينة!*
فقالَ الربُّ ليشوع: “انظر. قد دفعت بيدكَ أريحا وملكها، جبابرة البأس”.
فقالَ يشوع للشعب: “اهتفوا، لأنَّ الرب قد أعطاكم المدينة”.
مدينة مُمتلئة بأعداء شعب الله، والرب أسقطَ ذاك السور، بعد أن هتفَ الشعب هُتافًا عظيمًا. فدخلوا وامتلكوا المدينة، وحرَّموا بحدِّ السيف، كل أعداء لشعب الله (من يشوع 6).
ما هي الرسالة اليوم؟
مدينة محجوبة عنكَ.. سور عالٍ ومنيع يُغطِّيها، ويُغطِّي كل ما بداخلها..
وأنتَ يُمكنك أن تراها، مدينة ممتلئة بأعداء لكَ.. بأعداء لمن تخدمهم.. بأعداء للجميع.
والرب اليوم يريد أن يهدم هذا السور.. لكي تمتلك المدينة، وتتعامل مع الأعداء بداخلها.
جميعنا دون استثناء، نُعاني من أمور صعبة في حياتنا، روحيًّا، نفسيًّا وجسديًّا.
رسالة كورنثوس الثانية 4:4 تقول: أنَّ إله هذا الدهر – إبليس – قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلاَّ تُضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح. لذلك رغم محاولاتنا المُتكرِّرة معهم، ورغم أنَّنا شهدنا لهم عن خلاص الرب عِدَّة مرَّات، لم يفتحوا قلوبهم للرب. لا يعلمون أنَّهم بحاجة للرب. الذهن مَعْمِي…
المطلوب الصلاة الشخصية والصلاة بعضنا لبعض، وعدم السماع لإبليس…كي لا نسقط في أفخاخه..
وماذا عن الأمور الصعبة، نفسيًّا وجسديًّا لكثيرين، ومنهم نحن؟
مخاوف كثيرة، قلق واضطراب، فشل شبه دائم، صغر نفس، شعور بالحرمان والرفض، اكتئاب، يأس، لا تستطيع أن تفرح، لا يُمكنك أن تُصدِّقْ الرب بسهولة، أمراض كثيرة ومُتكرِّرة، عِقَد نفسيَّة، وجع داخلي، سبَّبته ظروف قاسية وصعبة…
نُصلِّي كثيرًا، والأمور تبقى على حالها.. فنعتقد أنَّ الرب لا يستجيب لصلواتنا.. أو أنَّ الرب سمح بهذا أو بذاك، ولهذا السبب لا نختبر تحقيق وعوده. فنُدْخِل أنفسنا في تساؤلات صعبة، أغلبها يقودنا للشكّ في محبة الرب وصلاحه.. فنمتلئ بالعتب على الرب!!
لكن اليوم، جاء الوقت لندخل المدينة التي أعطانا إيَّاها الرب.. ونكتشف الدور الخفيّ، الذي يلعبهُ إبليس، ونُنهي كل كذب الشيطان. ونُنهي كل خداع وضلال، وخبث شيطاني.
لأنَّ الرب، يُريدك أن تفرح، أن تمتلئ بالسلام، في وسط كل الظروف. يُريدك أن تتحرَّر من كل قيودك، أن تُشفى، أن تتمتَّع بالطمأنينة، أن تُسدَّد كل احتياجاتك، أن تنتصر، أن تخدمه، وتأتي بثمر كثير، لكي يتمجَّد اسمه.. ويُفْرِح قلبهُ.
ومن يريد أن يمنع عنك كل ذلك، هوَ الشيطان، وهو يستخدم كل شيء، لكي يمنع تحقيق مشيئة الرب الصالحة المرضية الكاملة في حياتك. وهوَ بكل تأكيد، يقف وراء أغلب الأمور الصعبة التي ذكرناها.. ويستغلّ ضعفاتك ويُفاقمها بكل تأكيد.. لا سيَّما عندما لا نُقاومه.. للأسف!
والعهد الجديد يُسلِّط الضوء، على أسوار وحصون منيعة في أذهاننا.. ويقول:
“إذ أسلحة مُحاربتنا ليست جسديَّة، بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنونًا، وكل علوّ يرتفع ضد معرفة الله، ومُستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح” (كورنثوس الثانية 10: 4-5).
فنحنُ لن نبقى ضحايا عاجزين لأفكارنا. إذ يُمكنُنا أن نُوقف أفكارنا، ونستأسرها إلى طاعة المسيح. فأفكارُ الشهوة وأفكارُ الغضب وأفكارُ الخوف والقلق وأفكارُ الجشع وأفكارُ المرارة وأفكارُ الشرّ وأفكارُ الزنى والنجاسة والأفكار الخادعة والمُضلَّة…
يتوجَّبُ أن نستأسرها إلى طاعة المسيح. ونحنُ قادرين بالله، على هدم هذه الحصون والظنون، وإنهاء النشاط الشيطاني..
وبكل تأكيد ستأخذ بعدها، نقلة نوعيَّة في رؤيتك ونظرتك للظروف وللأحداث.. ستنفتح عيناك على أبعاد جديدة للمشاكل والتحدِّيات التي تُواجهك.. والتي كانت محجوبة عنك!!
نقلة نوعيَّة في تفكيرك.. لن تُخدع بسهولة.. لن تُغوى بسهولة.. لم تعد تجهل أفكار العدو، ولم تعد تسمح للشيطان أن يطمع فيك (كورنثوس الثانية 11:2)، ولم تعد تُعطي إبليس مكانًا (أفسس 27:4)، وأصحبتَ مُدركًا أنَّه يجب أن تصحى وتسهر. لأنَّ إبليس خصمك كأسدٍ زائر، يجول مُلتمسًا أن يبتلعك. لذا قاومه، راسخًا في الإيمان، وعالمًا أنَّ نفس هذه الآلام، تُجرى على إخوتك الذين في العالم” (بطرس الأولى 5: 8-9).
ذهنك سيتجدَّد.. وفكر المسيح الذي لنا، ستعرفهُ اختباريًّا بكل تأكيد!
ترنيمة كتابية مُعبِّرة، استمعت إليها.. تقول:
هل تُسلب من الجبَّار غنيمة؟ هل يُفلت سبي المنصور وقوَّته عظيمة؟
نعم نعم نعم نعم.. قد جاء الأقوى يُنادي بالعتقِ.. قد جاء الأقوى يُخرج من السجنِ..
قد جاء الأقوى يُنير الظلام.. يسوع المسيح يُحيي العظام.
وجواب الرب: حَتَّى سَبْيُ الْجَبَّارِ يُسْلَبُ، وَغَنِيمَةُ الْعَاتِي تُفْلِتُ. وَأَنَا أُخَاصِمُ مُخَاصِمَكِ وَأُخَلِّصُ أَوْلاَدَكِ (من إشعياء 49).
ونعم قد جاء الأقوى.. جاء ملك الملوك ورب الأرباب، يسوع المسيح، وسحق رأس الشيطان!!
“لأنَّهُ حينما يحفظ القويّ (إبليس) دارهُ مُتسلِّحًا، تكون أموالهُ في أمان. ولكن متى جاء مَنْ هُوَ أقوى منهُ فإنَّه يغلبهُ، وينزع سلاحه الكامل، الذي اتَّكل عليه، ويُوزِّع غنائمه”.
(لوقا 11: 21-22).
ثِقْ.. أنَّ كل ما سلبهُ العدو مِنْكَ، دون استثناء.. سيسترجعهُ الرب من أجلك.. ونفوس كثيرة غالية على قلب الرب، وعلى قلبك، ستُخطف من مملكة الظلمة، وتُنقل إلى ملكوت الله.
وأخيرًا: استخدم دائمًا دائمًا دائمًا أسلحة التسبيح والهتاف، سبِّح الرب واهتف لهُ.. قدِّم لهُ ذبيحة التسبيح.. بالدرجة الأولى، لأنَّهُ مستحق أن يأخذ كل المجد والإكرام.. سبِّح الرب واهتف لهُ وعظِّم دمهُ.. والنتيجة: رُعب لمملكة الظلمة، والأرواح الشريرة سترتبك وتهرب مذعورة.. فتسقط الأسوار وتنفك القيود، وتنفتح أبواب السجون.. فتتمتَّع بحياتك، وبما أعدَّهُ الرب لكَ.. وتتمتَّع مُنتصرًا بخطف النفوس التي كان إبليس يأسرها.