ظاهرة الشموس الكاذبة “Barhelion” هي وهم بصري يتمثل في رؤية شمس اصطناعية ظاهرة عندما يتم تشتيت أشعة الشمس على شكل صفيحة سداسية من بلورات الجليد في الهواء الرطب المتجمد. تطفو البلورات بلطف للأسفل وينكسر الضوء الشمسي عليها أفقياً، مما يؤدي إلى ظهور شمس كاذبة يمكن رؤيتها على يسار ويمين الشمس.
تعرف الظاهرة باسم “كلب الشمس” أو “ملاك الشمس” ويحدث نادراً، ويمكن أن ترافقها هالات بزاوية 22 درجة. يمكن أن تكون الشمس الكاذبة حمراء اللون على الجانب القريب من الشمس وتتدرج الألوان الأبعد من خلال البرتقالي إلى الأزرق.
يعود تاريخ وصف ظاهرة الشموس الكاذبة إلى الفيلسوف اليوناني القديم أرسطو الذي عاش بين عامي 384 و322 قبل الميلاد، وأثناء حرب الورود في إنجلترا عام 1461، ظهرت هذه الظاهرة.
تشير الدراسات إلى أن ظاهرة الشموس الكاذبة تتكرر بشكل أكثر تواترًا في المناطق القطبية، حيث تكون كمية الرطوبة في الهواء أكبر. كما يمكن أن تحدث هذه الظاهرة في مناطق أخرى تعاني من تساقط الثلوج.
يشار إلى أن هذه الظاهرة ليست خطيرة ولا تؤثر على صحة الإنسان، إلا أنها قد تتسبب في إحداث ذعر لدى بعض الناس الذين لا يعرفون سببها. وتعد واحدة من الظواهر الجميلة التي يمكن مشاهدتها في الطبيعة، وتحظى بشعبية كبيرة بين المصورين وعشاق الفلك.
ويمكن الشموس الكاذبة أن تظهر بأشكال مختلفة حسب شكل البلورات وزاوية انعكاس الضوء، فقد يظهر الشموس الكاذبة على شكل نقاط صغيرة متفرقة أو على شكل دوائر أو أشكال غير منتظمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك تطبيقات لهذه الظاهرة في العلوم الفلكية والجيولوجية، حيث يتم استخدامها في دراسة الأجسام الفلكية وتحديد بعض خصائص الصخور والمعادن.
التفسير العلمي لتكوين كلاب الشمس
يكمن في التفاعل المعقد بين أشعة الشمس وبلورات الجليد والظروف الجوية. عندما تدخل أشعة الشمس بلورات الجليد على شكل سداسي، يتم انكسارها، أو الانحناء، بزوايا دقيقة تحددها هندسة البلورة. يقوم هذا الانكسار بفصل أشعة الشمس إلى ألوانها المكونة، تمامًا كما يحدث في البريزمة، مما ينتج عنه العرض البارز للألوان الذي غالبًا ما يُرى في كلاب الشمس.
علاوة على ذلك، تلعب توجيهات بلورات الجليد بالنسبة للمراقب دورًا حاسمًا في تحديد مظهر كلاب الشمس. عندما تكون البلورات موجهة أفقيًا، كما هو الحال غالبًا في السحب الرفيعة، تظهر كلاب الشمس على كلا جانبي الشمس، مما يخلق تأثيرًا شبيهًا بالهالة. تساهم التماثلية لهذه الظاهرة في جاذبيتها البصرية، مما يأسر المراقبين في جميع أنحاء العالم.
تنوع الشمس الزائفة:
بينما قد تكون كلاب الشمس هي الظاهرة الأكثر شهرة للشمس الزائفة، إلا أنها ليست الظاهرة البصرية الوحيدة المرتبطة بهذه الظاهرة المثيرة. تشمل الاختلافات الأخرى “الهالة على بعد 22 درجة” و “قوس السمت المحيط”، حيث تظهر كل منها خصائص وأنماط فريدة في السماء. تشكل الهالة على بعد 22 درجة حلقة دائرية حول الشمس على بعد حوالي 22 درجة، بينما يظهر قوس السمت المحيط مثل قوس قزح مقلوب بالقرب من الزنيث.
تُسبب هذه التباينات في الشموس الكاذبة الفروقات الدقيقة في الظروف الجوية وخصائص بلورات الجليد، مما يسهم في تنوع العروض البصرية الملاحظة في السماء. على الرغم من الاختلافات بينها، إلا أن هذه الظواهر تشترك في أصل مشترك يتمثل في انكسار أشعة الشمس بواسطة بلورات الجليد، مما يؤكد على المبادئ الأساسية للبصريات الجوية.
مراقبة الشمس الزائفة
بالنسبة لهواة البصريات الجوية، يوفر مشاهدة الشمس الزائفة تجربة مكافأة وجذابة. بينما تُلاحظ كلاب الشمس عادةً أثناء الشروق أو الغروب، يمكن أن تحدث أيضًا في أوقات أخرى من اليوم تحت الظروف الجوية المناسبة. لزيادة احتمالية رؤية هذه الظواهر، يُوصى بالنظر نحو السماء عند وجود سحب سيرس، وخاصةً عندما تكون الشمس منخفضة في الأفق.
تمثل الشمس الزائفة ظاهرة جذابة وعلميًا مثيرة تُلاحظ في السماء. من خلال تفاعل أشعة الشمس وبلورات الجليد والظروف الجوية، تتجسد هذه العروض البصرية بأشكال مختلفة، تستحوذ على اهتمام المراقبين في جميع أنحاء العالم. من خلال فهم المبادئ العلمية وراء الشمس الزائفة وتقدير أهميتها الثقافية، نكتسب تقديرًا أعمق لجمال وتعقيد العالم الطبيعي.
المراجع
- “The Solar System”، منظمة ناسا (NASA)، https://solarsystem.nasa.gov/
- “Planetary Fact Sheet”، وكالة الفضاء الأمريكية (NASA)، https://nssdc.gsfc.nasa.gov/planetary/factsheet/
- “The Solar System”، موقع ناشونال جيوغرافيك (National Geographic)، https://www.nationalgeographic.com/science/space/solar-system/