تشكل الأعمال الأدبية ذات الطابع الغامض والسحري جاذبية خاصة للقراء، حيث تأخذهم في رحلة مثيرة إلى عوالم مجهولة وتكشف لهم أسرارًا خفية. ومن بين هذه الأعمال الغامضة كتاب العزيف أو “نيكرونوميكون” ، كتاب يروي قصة مثيرة تشمل السحر والجن والكواكب. في هذا المقال، سنستكشف بشكل موسع عن هذا الكتاب المثير للجدل ومؤلفه عبد الله الحظرد، ونسلط الضوء على المواضيع السحرية والأسرار الغامضة التي يحملها.
الكتاب المثير للجدل
- الكتاب المشهور المعروف باسم “نيكرونوميكون” أو “العزيف”. وهو كتاب خيالي ظهر في عدة قصص للكاتب الأمريكي هوارد لافكرافت، ولكنه يعود في الأصل إلى الشاعر العربي عبد الله الحظرد من صنعاء.
- يُقال إن لافكرافت تلقى اسم “نيكرونوميكون” في حلم، وقد أرجع معناه إلى اللغة اليونانية، حيث يعني “صورة عن قانون الموتى”. لكن فيما بعد تم تفسير الكلمة بطرق مختلفة، وأصبح للكتاب أكثر من معنى وتفسير.
- وقد ذكر أن الكتاب الأصلي كان له غلاف خارجي مصنوع من جلود الموتى. وقد وصفت النسخة التي كتبها الحظرد باسم “العزيف”، وتعني الأصوات التي تصدر ليلاً عن الحشرات التي كان يعتقد العرب في الماضي أنها منشأة من الشياطين والجن.
- تم ترجمة الكتاب إلى اليونانية على يد ثيودور فيلاتاس وأطلق عليه اسم “نيكرونوميكون”. ثم تم ترجمته إلى اللاتينية والإسبانية، وقد تم حرق النسخ اللاتينية ولكن ظهرت نسخة لاتينية أخرى في القرن الخامس عشر في ألمانيا. وظهرت النسخة اليونانية في القرن السادس عشر في إيطاليا.
أسرار العوالم الغامضة والبعد الآخر:
يذكر الكتاب فكرة تزاوج الجن مع البشر وإنجابهم لثلة من الشياطين التي أفسدت الأرض قبل الطوفان العظيم. وعلى الرغم من أن الكتاب لم يتم العثور عليه بشكل رسمي ولا يمكن التأكد من صحة محتوياته، إلا أنه يعتبر جزءًا من التراث الأدبي الشفهي الشعبي وقد انتشر بشكل مخيف بين الناس.
وفقًا لما ورد في الكتاب، يزعم أن الجن قادرون على التزاوج مع البشر وإنجاب نسل يتمتع بصفات خارقة وشريرة. يتم وصف هؤلاء النسل بأنهم شياطين وأنهم تسببوا في الفساد والشر على وجه الأرض قبل حدوث الطوفان العظيم الذي طهر الأرض منهم.
يقدم الكتاب أيضًا تفاصيل حول الصفات والقدرات المزعومة لهؤلاء الشياطين الناشئة من تزاوج الجن والبشر. ومن بين الألغاز التاريخية الغامضة التي يدعي الكتاب أنها تحتوي عليها، هناك معلومات عن العصور البعيدة والأماكن الغامضة والأحداث غير المعروفة في التاريخ. يزعم الكتاب أنه يحتوي على مفاتيح لفهم الأسرار المدفونة وراء العديد من الأحداث التاريخية المهمة.
ومن الجدير بالذكر أن “كتاب العزيف” يشبه في انتشاره الكتاب المشهور “شمس المعارف”، ولكن هناك اختلاف في طبيعتهما. حيث كان “شمس المعارف” يُعتبر بشكل واضح كتابًا سحريًا يحتوي على معلومات وتعاليم خاصة بالسحر والعلوم الغامضة. بينما يزعم “كتاب العزيف” أنه كتاب تاريخي حقيقي يحمل الكثير من الألغاز والأسرار التاريخية.
كتاب العزيف وغموضه القاتل:
يعتبر “كتاب العزيف” من بين الكتب الأكثر غموضًا وجدلاً في تاريخ الأدب. بدايةً، كانت نية الحظرد هي تأليف كتاب تاريخي يوثق للعالم السفلي والسحر، وكان يأمل في أن يكون هذا الكتاب تراثًا معرفيًا للأجيال اللاحقة. وبالفعل، تم ترجمة الكتاب إلى العديد من اللغات وانتشر بسرعة في أرجاء العالم.
ومع ذلك، تم حظر الكتاب بسبب طبيعته الغامضة وتأثيره السلبي على القراء. يقال إن قراءة “كتاب العزيف” تترك آثارًا سلبية على العقل والنفس، وتؤثر في الصحة العقلية للأفراد. لذلك، تم تجميع النسخ الموجودة من الكتاب وحرقها في محاولة للحد من تأثيره السلبي.
الحياة والأعمال الأدبية لعبد الله الحظرد:
يُعرَف عبد الله الحظرد، المعروف أيضًا بلقب “المجنون”، بأنه كاتب يمني عاش في العصور الوسطى خلال فترة الدولة الأموية. عاش الحظرد حياة مليئة بالغموض والمغامرات، حيث سافر في الجزيرة العربية واستكشف الربع الخالي لمدة عشر سنوات. يُزعم أنه خلال رحلاته هناك، التقى بالجن والكائنات الغريبة التي تسكن الأرض قبل ظهور البشر. وفي النهاية، استقر الحظرد في دمشق وألف كتابه الشهير “العزيف” في عام 730 ميلادي.
تأثير الكتاب ومكانته في التاريخ:
رغم حظره وتأثيره السلبي المزعوم، لا يمكن إنكار أن “العزيف” لا يزال يشكل جزءًا من تاريخ الأدب والسحر. فهو يثير الفضول والاهتمام بين القراء الذين يبحثون عن المغامرة والغموض. يمتاز الكتاب بالتشويق والإثارة، حيث يسرد قصة حياة الشاعر اليمني عبد الله الحظرد واكتشافاته الغريبة في عوالم موازية. وعلى الرغم من جدله وتأثيره السلبي المزعوم، يظل “العزيف” قطعة أدبية فريدة من نوعها تستحق الاكتشاف والتعمق فيها.
الخلاصة:
باعتباره كتابًا غامضًا ومحظورًا، يثير “العزيف” فضول القراء ويشد انتباههم إلى العوالم الغامضة والأسرار الخفية. تاريخ الكتاب ومؤلفه الغامض عبد الله الحظرد يضفي عليه نكهة خاصة، مما يزيد من قيمته الثقافية والأدبية. على الرغم من المخاطر المحتملة لقراءة الكتاب، يبقى “العزيف” موروثًا ثقافيًا يستحق البحث والاستكشاف لأولئك الذين يسعون إلى استكشاف أسرار الكون والعوالم الغامضة.
وعلى الرغم من القصص والأساطير التي قد يحويها “كتاب العزيف”، يجب أن ننظر إليه بعقلانية ونقدية. فالكتاب لا يتمتع بأي دليل تاريخي قوي يؤكد صحة محتوياته، ولذلك يجب التعامل معه كقصص خيالية أو أساطير تاريخية. قد يكون له قيمة في فهم الثقافة والتصورات الشعبية في بعض الثقافات، ولكنه لا يمثل حقائق تاريخية مثبتة.