في مشهد غير مألوف, أقدم أحد المزارعين في البقاع منذ عدّة أيام على رمي الخضار على الطرقات, وذلك تعبيراً عن غضبه على اعتبار أن كلفة القطاف أصبحت تساوي ضعفي سعر المبيع, إذ أن سعر كيلو البندورة على سبيل المثال بـ 8 آلاف ليرة لبنانية, في حين أن كلفته في الحد الأدنى تصل إلى 25 ألف ليرة لبنانية.
في هذا الإطار, رأى رئيس تجمع الفلاحين والمزارعين في البقاع ابراهيم الترشيشي, أن “المزراع اللبناني في وضع لا يحسد عليه, خصوصاً في البقاع, إذ أننا في ذروة الإنتاج والكميات كبيرة, وهذا أكبر من أن يستوعبه السوق”.
واعتبر أن “الرياح تجري بما لا تشتهي السفن, إذ أن الموسم ضُرب, على اعتبار أنه لا يمكننا التصدير إلى أي دولة عربية, باستثناء العراق, وهذا السوق يستوعب كمية معيّنة وله تجار معينين”. وكشف عن أنه “في السابق كان التصدير يصل يومياً إلى أكثر من 3 آلاف طن من المنتوجات الزراعية, بينما اليوم لا يمكننا التصدير أكثر من 200 – 300 طن يومياً, وهذا يعدّ كارثة على لبنان, وعلى المصدّر, وعلى المزارع اللبناني, والقطاع الزراعي بشكل عام”. ولفت إلى أن “الكساد الذي نراه في الكرز والمشمش والدراق وغيره, سببه يعود لعدم التصدير, لا سيّما أن لبنان لا يمكنه استيعاب الكميات الكبيرة”. وعن الأسباب التي أوصلت الحال إلى ما هو عليه اليوم؟ أكّد أنها كثيرة, ومنها: إغلاق الأسواق أمام المزارع, وإغلاق أسواق المملكة العربية السعودية, وتوقيف مؤسسة إيدال (المؤسسة العامة لتشجيع الإستثمارات في لبنان) عن العمل, وغيرها. وأكّد الترشيشي, أن “كل ذلك سيؤدي حتماً إلى تكبيد المزارع خسائر كبيرة, فسيخر رأسماله ولن يستطيع تجديد زراعته من جديد, وبالتالي المساحة الزراعية ستتراجع, وسيجبر لبنان على استيراد المنتوجات الأجنبية إلى السوق اللبناني بدلاً من أن يصدّره, وهذا ما نخاف أن نصل إليه يوم من الأيام”. |