أميركا تكشف عن مشكلات “قيادة وسيطرة” لدى اسرائيل!

كشفت مجلّة “فورين بوليسي” الأميركية، اليوم  عن وجود مشكلة في “القيادة والسيطرة” لدى الجيش الإسرائيلي، مشيرةً إلى أنّه على الرغم من سمعته كـ”جيش محترف” يفتخر بكونه “المؤسسة العسكرية الأكثر أخلاقية في العالم”، إلا أنّ الحملة التي شنّها في غزة أظهرت وجود مشكلات خطيرة.

وبينما تواصل “إسرائيل” عملياتها في رفح، وتتوغّل في وسط المدينة، سوف تستمر التساؤلات بشأن استخدام المعدات العسكرية الأميركية، كما حصل في الغارة الجوية الإسرائيلية الكارثية، في 26 أيار الماضي، على مخيم في رفح، والتي أسفرت عن مقتل 45 شخصاً على الأقل، والتي تمّ تنفيذها باستخدام الذخائر الأميركية، وذلك بحسب المجلة.

ومن الناحية الاستراتيجية، لا يزال الوضع الإقليمي “محفوفاً بالمخاطر”، إذ كانت هجمات حزب الله على إسرائيل في أيار الماضي هي الأكثر كثافة منذ تشرين الأوّل 2023، ليحذر “الجيش” الإسرائيلي لاحقاً من عمل عسكري هجومي ضد لبنان.


وفي أوائل حزيران الماضي، أدّت غارة جوية إسرائيلية بالقرب من حلب في سوريا إلى “مقتل” مستشار عسكري إيراني كبير.

ومن الواضح، وفقاً لـ”فورين بوليسي”، فإنّ هناك “مجالاً واسعاً للتصعيد”. وهذا يجعل الافتقار الواضح إلى التسلسل القيادي المناسب في “إسرائيل” مشكلة أكثر إلحاحاً وهي مشكلة يتشابك فيها الدعم والأسلحة الأميركية.

وذكرت المجلة عدداً من الحالات التي تشير بوضوح إلى مشكلات القيادة والتحكّم في الجيش الإسرائيلي.

أولّاً، ألقى الجيش الإسرائيلي باللوم على ضباط من المستوى المتوسط ​​في مقتل 7 من المتطوّعين من المطبخ المركزي العالمي في غارة جوية بطائرة مسيّرة في أوائل نيسان، ما يشير إلى أنّ هياكل القيادة والسيطرة في الجيش الإسرائيلي “ليست قوية” كما ينبغي.

ثانياً، في أواخر شباط، حثّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، جنوده علناً على عدم تصوير أنفسهم وهم يرتكبون جرائم حرب، ويشير هذا إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي “يواجه مشكلات كبيرة في الحفاظ على الانضباط”، وحقيقة أنّ مثل هذا السلوك استمر، على الرغم من تحذيرات هاليفي، لا تؤدي إلا إلى تعزيز هذا التفسير.

ثالثاً، تمّ اتهام “الجيش الإسرائيلي بشكل موثوق من قِبل المعتقلين وجماعات حقوق الإنسان بتعذيب الأسرى الفلسطينيين طوال الحرب.

وتابعت أنّ أفراد “الجيش” الإسرائيلي، كانوا، وما زالوا، منخرطين في أنشطة تشير إلى وجود مشكلة خطيرة في التسلسل القيادي للجيش، معدّدةً 3 عوامل تفسّر هذه الظاهرة وهي: “وجود بيئة سياسية عسكرية متساهلة، والعقيدة العسكرية الإسرائيلية، وحقيقة أنّ الجيش الإسرائيلي عبارة عن جيش يعتمد التجنيد الإجباري”.

وبناءً على ما سبق، تساءلت “فورين بوليسي” إن كانت إسرائيل مسؤولة عن الفظائع التي يرتكبها أفرادها العسكريون.

وأشارت المجلة إلى أنّ البعض سوف يجادل بأنّ الأمر ليس كذلك، وأنّ الفظائع الموضحة أعلاه هي نتيجة لعدد قليل من الجهات الفاعلة السيئة و/أو الأخطاء، لكنّ “الدول” مسؤولة قانونياً عن تصرفات جنودها. ويشير هذا الموقف أيضاً إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية “غير فعّالة في إدارة القوات وبالتالي الحرب”.

ولذلك، “لا يمكن الوثوق بها” فيما يتعلق بالأسلحة الأميركية، سواء بسبب خطر ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب، أو بسبب تصرفاتها المتهورة التي يمكن أن “تزيد من توسيع الصراع” في جميع أنحاء المنطقة، كما حصل في نيسان من تصعيد مع إيران، والتصعيد المستمر مع حزب الله.

ولكن، بحسب “فورين بوليسي”، إذا كانت الحكومة الإسرائيلية “تسيطر بشكل كامل على ما يحدث – أي توجيه هذه الفظائع أو السماح بها – فإنّ ذلك يعدّ، بدرجة أكبر، انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي وقانون النزاعات المسلحة”.

وفي كلتا الحالتين، يمثّل هذا مشكلة لصانعي السياسات الأميركيين، الذين استمروا في تزويد الجيش الإسرائيلي بالعتاد، مما يجعل الولايات المتحدة “متواطئة” في أي انتهاكات لحقوق الإنسان تُرتكب باستخدام هذه الأسلحة والإمدادات.

وختمت المجلة مقالها بتساؤل: “إذا كان الجيش الإسرائيلي لا يستطيع السيطرة على أفراده، فكيف يمكن أن نتوقّع من الشعب الأميركي أن يستمرّ في تمويله وتسليحه؟”.