تزخر اللغة العربية بملايين الكلمات التي تميزها عن باقي اللغات وتكشف مكامن قوتها وبلاغة أهلها، كما تتميز بغرائب وعجائب قد يجهلها البعض.
وتحتوي العربية “لغة القرآن الكريم” على أكثر من 12 مليون كلمة، وهي معروفة بالبلاغة والفصاحة والمرونة، ما جعلها ميدان التنافس والمبارزة بين عُشّاقها ومريديها.
وبمناسبة يومها العالمي، تسلط “العين الإخبارية” الضوء على غرائب اللغة العربية وأغرب الكلمات والمصطلحات غير الدارجة في اللغة.
ويصادف اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، وفي هذا التاريخ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 عام 1973، وبموجبه أصبحت “لغة الضاد” ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
عجائب لغة القرآن
من عجائب لغة القرآن أنَّ ارتباط أقل عدد من حروفها يعطينا معنىً متكاملاً، مثل أحرف الجواب: لا، ونعَمْ، وبلى، وأجَلْ.
أيضا أحرف الشرط: إنْ، ولو، ولولا، ولوما، وأمّا، وأحرف التنبيه: ألا، وإما، وها، ويا، وأحرف التوكيد: إنّ، وأنّ، ولام الابتداء، وقد إذا اقترنت بالفعل الماضي.
هناك أيضا أحرف التحضيض: ألا، وألاّ، وهلاّ، والأحرف المصدرية: أنّ، وأن، وكي، ولو، وما، وأحرف الاستقبال: حرف السين، وسوف، وأحرف النفي: لم، ولن، وما، ولا.
تزخر لغتنا الأم بعشرات الكلمات التي توضح بلاغة “العربية”، مثل: فأسقيناكموه وهي لفظة واحدة احتوت على حرف عطفٍ، وفعلٍ، وفاعلٍ، ومفعول به أول، ومفعول به ثانٍ.
وهناك كلماتٌ تُقرأ من اليمين واليسار، مثل: ليل، توت، خوخ، وليبيا، ما يدل على مرونة اللغة وطلاقتها.
وهذه أبياتٌ من القصيدة “الرجبية” تُقرأ من اليمين فتُعطي معنى المدح:
حلموا فما ساءَت لهم شيم سمحوا فما شحّت لهم مننُ سلـموا فـلا زلّت لهم قدمُ رشـدوا فــلا ضـلّت لهم سـننُ.
وإذا قرأت من اليسار معكوسة تعطينا معنى الهجاء: مننٌ لهم شحّت فما سمحوا شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا سننٌ لهم ضلّت فلا رشـدوا قـدمٌ لهم زلّت فــلا سلموا.
من عجائب اللُّغة العربية وجود أفعالٌ مكونةٌ من حرف واحد، مثل “عِ” بمعنى وعي القول وإدراكه، و”قِ” من الوقاية، و”رَ” بمعنى انظر، و”مِ” من الإيماء.
أغرب الكلمات في اللغة العربية
ضمت الكتب القديمة بعضا من أغرب كلمات “لغة الضاد” التي عرفها لسان العرب منذ قرون وتكاد تكون اندثرت نهائياً.
وصنف علماء اللغة بعض الكلمات على أنها مذمومة ولا يفضل استخدامها مثل: الكسكسة، الشنشنة، العجعجة، الفحفحة، الطمطمانية وغيرها.
الكلمات الغريبة السابقة كانت تستخدم للتعبير عن لفظ مفردات محددة في اللغة العربية ذاتها، وكيف كانت تنطق في هذا الشكل الغريب أو ذاك عند هذه الجهة أو تلك، حيث إن نطق الكلام في شكله الفصيح لم يكن موحداً بل كان لهجات.
هذه المصطلحات التي تمثل “خروج” على الفصحى لم يحدد واضعها أو جامعها تماما, لكن جرى تداولها مؤخرا باعتبارها “أدوات معرفية لوصف لفظ الكلام لدى بعض قبائل العرب في فترات سابقة.
تبلغ عدد الكلمات التي صنّفها علماء العربية على أنها من الرديء والمذموم في اللغة أكثر من 12 مصطلحا، يشير كل واحد منها إلى العيب اللغوي ومصدره، وهي
الكشكشة، الكسكسة، العنعنة، الفحفحة، الوكم، الوهَم، العجعجة، الاستنطاء، الوتم، الشنشنة، اللخلخانية، والطمطمانية.
فيما يخص الشعر، فيعتبر هذا البيت من عجائب اللغة العربية حيث لا يتحرك اللسان بقراءته:
آب همي وهم بي أحبابي همهم ما بهم وهمي مابي
أما هذا البيت فلا تتحرك بقراءته الشفتان:
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعا على الخيل العتاق اللاحقي
من غرائب اللغة العربية أيضا خطبتان للإمام علي واحدة بدون حرف الألف الذي يقال إنه الحرف الأكثر شيوعاً بالكلام، والأخرى بدون نقط.
خطبة بدون حرف الألف:
حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه، وتمت كلمته، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته، حمدته حمد مُقرٍ بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، متفرد بتوحده، مؤمل منه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه وشهدت له شهود مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه ولم يكن له ولي في صنعه، جلَّ عن مشير ووزير، وعن عون ومعين ونصير ونظير علم ولن يزول كمثله شيءٌ وهو بعد كل شيءٍ.
رب معتز بعزته، متمكن بقوته، متقدس بعلوّه متكبر بسموّه ليس يدركه بصر، ولم يحط به نظر قوي منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم، عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه، قرب فبعد وبَعُد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزقه ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة، وشهدت ببعث محمد رسوله وعبده وصفيه ونبيه ونجيه وحبيبه وخليله.
خطبة بدون نقط:
الحمد لله الملك المحمود، المالك الودود مصور كل مولود، مآل كل مطرود ساطع المهاد وموطد الأوطاد ومرسل الأمطار، ومسهل الأوطار وعالم الأسرار ومدركها ومدمر الأملاك ومهلكها ومكور الدهور ومكررها ومورد الأمور ومصدرها عم سماحه وكمل ركامه وهمل وطاوع السؤال والأمل أوسع الرمل وأرمل أحمده حمدا ممدودا وأوحده كما وحد الأواه وهو الله لا إله للأمم سواه ولا صادع لما عدله وسواه، أرسل محمدا علما للإسلام ، وإماما للحكام ، ومسددا.
المترادفات عربية تختلف في معانيها
اللغة العربية غنية بالمفردات والتراكيب المعبرة، ومن أهم ما يميزها وجود بعض المترادفات التي تختلف في معانيها واستخداماتها، مثل:
– الكأس لا تُسمَّى كأساً إلا إذا كان فيها ما يُشرب، وإلّا فهي القدح.
– المائدةُ لا تُسمَّى مائدةً حتى يكون الطعام فوقها، وإلا فتُسمَّى الخوان.
– الحديقة لا تُسمَّى بالحديقة إلا مع وجود السُّور، وإلّا فتُسمى بستاناً.
– الوجيف يعني زيادة ضربات القلب بسبب الفرحة، أما الرجيف فهو يحدث بسبب الخوف.
– السبط: هو ابن البنت، لذلك الحسن والحسين عليهما السلام سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله، أما الحفيد: فهو ابن الابن.
– يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً”، المختال: في هيئته، أما الفخور: في قوله.
– الغُدوة والروحة والدلجة كل منها معنى واستخدام كالتالي: الغدوة: أول النهار، الروحة: آخر النهار، والدّلجة: آخر الليل.
– المغفرة: لما مضى من الذنوب، أما الرحمة: السلامة من الذنوب في المستقبل.
– جَنازة: بالفتح اسم للميّت، أما جِنازة: بالكسر اسم للنعش الذي يُحمل عليه الميت.
– المعتدي والأثيم بينهما فرق، فالمعتدي: في أفعاله، أما الأثيم: من يرتكب خطأً في أقواله وفي كسبه.
– الأوثان والأصنام مختلفان في المعني، فالصنم: ما جُعل على صورة إنسان يُعبد من دون الله، والوثن: ما عُبِدَ من دون الله على أي وجه كان.
هناك مترادفات تختلف طبقا للكم، مثل:
– الفرقة أقلُّها ثلاثة.
– الطائفة أقلُّها أربعة.
– الرَّهط من الخمسة إلى العشرة.
– العصابة من العشرة إلى الأربعين.
– العُصبة من العشرة إلى التسعين.
-البضع من الثلاثة إلى التسع.
– الفوج الجماعة المارَّة.