بقلم الشّاعر جورج شكُّور
ضمير لبنان: العميد ريمون إدّه
عَــمِـيدُ لبنـان ريمون إدِّه
رَجُـــلُ العَـبْـقريَّــة والآدمِــيَّــة.
ورَجُـل الضَّـميـر الحَـيِّ
والمواقِـــفِ المُـشَـرِّفــة.
وَهُـو قَــبْـلَ كُــلِّ شيءٍ، وبَـعْـدَ كُـلِّ شيء
رَجُــلُ الحَــقِّ والعَـدالة، والـرُّؤْيــا الَّـتي لم تُـخْـطِـىءْ.
وَلَــكَـمْ كـان وَطنيًّـا شرِيفًـا بـﭑمْتـياز… وَمِـثالاً في الصراحة والجُــرْأة.
وبَـقِـي ما قاله في حياته وبَـعْـد مماته هو الأعْــلَــمُ والأَصْـوَبُ والأشْــرَف.
ولا تَـزالُ آراؤُهُ مِـحَـكًّـا لِـلِّـرجالِ والآدميَّـة.
وَكَـمْ يَـصِـحُّ فيه قول صديقه سعيد عقـل القائل:
وما هَـمَّ أَنْ مُـتْـنا، وَلَـمْ نَـبْـلُغ المُـنَى كَفَـى أَنْ مَـشَـيْنـا لا الْـتواءَ ولا هَـدْنُ
غَـــدًا في خُطـانا يَـجْـبَـهُ الصَّـعْـبَ نَفْـسَـهُ بنون هم الأَسْيـاف مِـقْـبَـضُها نَـحْـنُ
ولقد عَرَفـت العَمِـيد، وَأنـا في الثَّـالثة عَشْـرَة مِـنْ عمري وكُنْـتُ مِـنْ مُـنْتخبِيـهِ بِـفَـخْـر واقْـتِـناعٍ واعْـتِـزاز…
وَأنـا القائــلُ:
بَعْـضُ مـا أَوْرَثَـنِيـهِ والدِي قَـبْـلَ المَـنِـيَّــةْ أَنْ أُحِـبَّ الـعَـدْلَ والنُّـبْـلَ، وَرُوحَ الآدَمِيَّــــةْ….
وَكَمْ مِـنْ مَــرَّةٍ قَـبِــلَ ما اقترَحْـتُهُ عليه من آراء في السِّياسـةِ وانتقاء المُـرَشَّحِـينَ على لوائحه الانتخابيَّـة,
كالقاضي الـنَّـزيه الشَّـريف إميل روحانا صقر والأستاذ الخطيب الّلامِـع أَحْمَـد إِسْـبِـر.
أوَّلُ خطـاب في حياتي:
وأَوَّلُ خِطـابٍ في حياتي كان خطابي باسم أهْــل قريـة “شيخـان” بلدة الأدباء والشُّعـراء لَـدَى استقبالنا للعميد إدِّه في إحدى جولاته الانتخابيَّـة وكُنت في الـرَّابعـة عَشْـرَة مِـنْ عُـمْـري. وبَعْـد إعجابه بخطابي, أَصْبَـحْتُ صديقًـــا مُمَـيَّـزًا بين أصدقائِـه الأَقْـرَبين الذين كثـــــــيرًا ما كان يَسْـتَقْـبِلُهُـم صَبـاحًـا في غرفة نومه وَيُـناقشهم في قضايا وطنية وسياسيَّـة هامّـة.
والعَمِـيدُ رَجُـلُ رُؤْيـا مِـنْ طِـراز أوَّل، وقد سارَ على خُـطَـى والِـدِه، الـرَّئيس إميل إدَّه الَّـذي حَـقَّـــــق أَعمـالاً وطنيَّـة أَوْصَـلَـتْ إلى اعْـتِـرافِ العالم بالكِـيان اللُّبنـانيِّ مُسْـتَـقِـلاً وَحُــرًّا.
ويَـوْمَ نَـوَى ” كِسِـنجِـرْ ” شَـرَّا للقضاء على لُـبْنـان، جابَهَـهُ العَمِـيدُ العَـنِـيدُ. وأوَّل حكومة بعد حَـرْب سنة 1958 في عَـهْـد الـرَّئيس فؤاد شهاب كانت من تأليف ريمون إدٍّه يَـوْمَ اقْــترح على الرَّئيس شهاب
وزارة رباعيَّــة الـرَّئيس رَشيد كرامة: وعضوية ريمون إدَّه وبيار الجميِّـل والحاج حسين العويني وكانت من أفضل الحكومات.
ويَـوْمَ أَحْـيَتْ نِـقابة المحامين في لبنان احْتفـالاً ضخمًـا في ذكرى وفاة العميد كُنْتُ في عِـداد المُتَـكَلِّميـن وأَلْـقَـيْتُ هذه القصيدة التي أَجْـمَـع الحضور على أنَّهـار ر ائعة؛