كلمة النقيب البروفسور شرف أبو شرف في المؤتمر الصحفي
حول اللقاحات لفيروس كورونا
بيت الطبيب – 15/2/2021
🔸نرحب بكم في “بيت الطبيب” ،هذا البيت الذي تشده الى الصحافيين والاعلاميين علاقات وثيقة قائمة على التعاون، في كل ما يعود على وطننا ومجتمعنا بالخير والفائدة، خصوصا في الاستحقاقات الكبرى. وان هذه المرحلة شهدت تعاونا في ما بيننا في مواجهة جائحة الكورونا، والتنبيه الى مخاطرها، وسبل الوقاية منها، وتزويد الرأي العام اللبناني بالمعلومات والارشادات ليتمكن من الافادة منها، وتكييف سلوكه الصحي اليومي على اساسها لحماية نفسه مع وصول اللقاح ضد وباء كورونا، آمل ان يكون العد العكسي لهذا الوباء قد بدأ.
🔸ان أكثر من 200 مليون انسان حتى الآن وأنا أحدهم ، تلقوا العلاج ضد وباء كورونا . ان اللقاحات المتداولة في السوق العالمية ضد فيروس كورونا (فايزر،موديرنا، استرازنيكا، سبوتنيك ٧ وغيرها) أظهرت قدرتها بشكل كبير، على تخفيف خطر الإصابة بحالات المرض القاسية والخطيرة، في اميركا واوروبا، وخلقت مناعة عند الأشخاص الحاصلين عليها الى ما يزيد عن 90% كما أن نسبة العناية الاستشفائية والوفيات تدنت كثيرا.
🔸اننا، ومع استفحال الجائحة التي حصدت آلاف المصابين ومئات الضحايا، والتي زرعت الرعب والخوف، وشلت الحركة العامة في البلاد، وتسببت بخسائر اقتصادية فادحة فوق ما يعانيه لبنان من ازمات خانقة على كل الصعد، لاحظنا ان هناك من تبرع للحديث عنها، متوغلا في تفسير ظاهرتها. من المتحدثين الذبن اطلوا عبر وسائل الاعلام مجموعة من اهل الاختصاص والخبرة الذين وصفوا الجائحة بدقة علمية، واسدوا النصح الرشيد، وحددوا سبل الوقاية، والادوية التي تعزز جهاز المناعة لدى الناس، وكانت اطلالاتهم ذات فائدة كبرى.
واذ نشكر وسائل الاعلام كافة على تخصيص مساحات واسعة للاضاءة على الجائحة وطريقة مقاومتها وتطويق آثارها السلبية، فان ثمة من استغل ما وفرته من منابر للادلاء بمفاهيم مغلوطة وبلبلة افكار المواطنين، خصوصا من قام منهم بتحريضهم على عدم تلقي اللقاح مقدما نفسه كطبيب او باحث.
اما القرائن التي يقدمها هؤلاء وهم ليسوا من أهل الاختصاص فلا تستند إلى معطيات علمية، كما أن المعلومات التي يدلون بها هي دوما مجتزأة .
🔸الجدير بالذكر أيضا أن التاخير في إعطاء اللقاح سيؤدي إلى متحوّلات جديدة للفيروس قد لا تتأثر كليا باللقاح وتودي بنا الى ما لا يحمد عقباه. ان التقنية المستعملة RNA عمرها 20 سنة وتستخدم لعلاج الامراض السرطانية هي آمنة وفعالة ولا تبقى في الجسم بل تخرج منه خلال 3 أسابيع.
ان نقابة الاطباء في لبنان حثت على الاقبال على تلقي اللقاح. لذا من الضروري جدا إعطاء اللقاح في أقرب وقت ممكن ولأكبر عدد ممكن من الناس، حتى نحصل على مناعة مجتمعية تفوق ٨٠%، ونخفض نسبة المرضى و المضاعفات والوفيات ،ونعود تدريجيا إلى حياتنا الطبيعية. ان كميات اللقاح التي ستصلنا تدريجيا هذا العام تكفي لتلقيح 50% من المواطنين والباقون سيحصلون على اللقاح العام المقبل.
🔸الاسرّة في المستشفيات مليئة وكذلك الحال في الطوارىء، ولا خيار علاجي وعلمي، ولا خلاص لنا إلا باللقاح.
🔸ان نقابة الاطباء تدعو وسائل الاعلام كافة الى توخي الحذر في تقديمها وعرضها بعض مدعي الاختصاص ممن لم نطلع على دراسات او ابحاث لهم في مجلات عالمية موثوقة، ليعمموا معلومات غير مؤكدة ، ما يمعن في اخافة الناس او حثهم على الاستلشاق بالجائحة ، وهذا التضليل يؤدي بالتأكيد الى ضرر صحي فادح.
لذلك نرجو وسائل الاعلام، وبعد الذي شهدناه من اطلالات عبرها سواء من داخل لبنان وخارجه، عدم نشر أية أخبار حول اللقاح الا عبر الإختصاصيين في نقابة الأطباء، واللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا، والمصادر العلمية الموثوقة، تحاشيًا للفوضى والبلبلة والتردد الذي قد يسببها، و انعكاسها السلبي على المجتمع ، فيما نرى تراجعا في نسب الاصابات الخطرة عند المجتمعات التي اصبحت في مراحل متقدمة من التلقيح.
🔸ان نقابة الاطباء تكرر دعوتها المواطنين الى الاقبال على تلقي اللقاح وتحصين انفسهم ضد هذه الجائحة الخطيرة وعدم الاستماع الى الاراء المعاكسة لانها لم تقدم الذرائع المقنعة، وعدم المغامرة بصحتهم بسبب هذه الاراء التي تفتقر الى قراءة علمية صحيحة . وندعو الدولة الى اتخاذ الاجراءات التي تسمح بادخال المزيد من اللقاح وتوفيره في الاسواق، وفق المعايير والشروط المعتمدة عالميا، ليتم تلقيح اوسع الشرائح اللبنانية في اقرب وقت، لتحصين المواطنين في وجه جائحة الكورونا.
معا نحن في خندق واحد للدفاع عن صحة اللبنانيين، لان صحتهم من صحة لبنان.