المجد لله
الله يُسعِدُ صَباحَكُم جميعًا
نعملُ لمجدِ اللهِ وخيرِ الوطنِ والمواطن.
ما أروَعَك يا لبنان…
كانَ صَباحًا مُشرِقًا بِالشَّمسِ الدَّافِئَةِ، وَقَفْتُ أتَأمَّلُ مِنْ نَافِذَتي أشجارَ الصَّنوبَرِ والشَّربِيْن، الصَّفصافِ والسِّنديان، تُغَطِّي الجَبَلَ والوادي وصولًا إلى البَحر، شَعَرْتُ كَنَسْرٍ يُحَلِّقُ فَوقَها، وإذا بالمياهِ تَجرِي في ذَلِكَ الوادي الجَميل، مُلتَمِسَةً طَريقَها إلى البَحر، حَامِلةً عَواطِفَ الجَبَلِ وكَرَمَ السَّماء، خَريِرُها سِيمْفُونيَّةٌ طَبِيعيَّةٌ، تُقَدِّمُ ألحانَها للطُّيورِ، فَتُنشِدُ أنغامًا راقية.
مَا أجمَلَكَ يا لُبنانُ، مُتعَةً للعُيون، شِفاءً للكَثيرِينَ، لوحَةً مِنْ كَرَمِ الخالق. نَسِيمٌ مُنعِشٌ نَقِيٌّ، يُقَدِّمُهُ طَبيبُ السَّماءِ في مُستَشفى الطَّبيعة، بِصورةٍ دائِمةٍ مَجَّانيَّة.
تَارةً أنظُرُ إلى البَحرِ، وتارةً إلى الجَبَلِ، حَيثُ تَرْسُو على قَدَمَيْهِ الأمواجُ، مُرورًا في ذَلِكَ الوادي، الّذي يَحْضُنُ ذكرياتِ الشِّتاء، ومُلتَقى الأحبابِ في الرَّبيعِ والصَّيف، حَيثُ أكَلْنا وشَرِبْنا تَحتَ ظِلالِ الأشجارِ ، الَّتي كانتْ لنا كَأُمٍّ، تَحتَضِنُنا وتَحمِينا مِنْ حَرارةِ الشَّمس.
تَفرَحُ ولا تَشبَعُ مِنْ تِلكَ المَناظِرِ الطَّبيعيَّةِ الجَميلة…!