إِيْهِ… يا حُلوَةَ اللَّيالِي!

إِيْهِ… يا حُلوَةَ اللَّيالِي! بِقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

أَمعَنُوا في افتِرائِهِم، فَالخَلِيلُ، بَعدَ أَن عَمَّ إِفْكُهُم، مَذهُولُ

والصَّدِيقُ الوَفِيُّ مِن زَيْفِهِم غاوٍ ــــــــــــ يُجارِي ضَلالَهُم، وَغَفُولُ

كُلَّما رَفَّتِ القُلُوبُ تَمادَى حاسِدٌ في ضَلالِهِ، وعَذُولُ

كَيفَ يَجنِي الخُلَّانُ حُلْوَ الأَمانِي، وحُسامٌ يَصُدُّهُم، مَصقُولُ؟!

كَيفَ يَزهُو في المَرْجِ نَوْرٌ إِذا ما ضَرَبَتهُ هَجِيرَةٌ وغَلِيلُ؟!

أَوشَكُوا أَن يُلَفِّعُوا قَمَرَ اللَّيلِ ــــــــــــ لِما في ضِيائِهِ تَأْمِيلُ

وَنَدَى الصُّبْحِ لَو تَمَلَّكَهُ الكَيْدُ ــــــــــــ لَأَضحَى عَنِ البُكُورِ يَمِيلُ

إِيْهِ… يا حُلوَةَ اللَّيالِي، دَعِينا نَتَمَلَّى مِن سانِحاتٍ تَدُولُ

مِن زَمانٍ إِذا غَفَلنا نَداهُ طَبَّقَت حُلكَةٌ، وَسادَ أُفُولُ

لا تَخافِي، وَلَو تَمَكَّنَ مِنَّا مَكْرُهُم، لَن يَنالَنا التَّبدِيلُ

فَالحَنايا طَوَت مِنَ الذِّكْرِ ذُخْرًا ــــــــــــ باقِيًا، والرُّؤَى مَلاذٌ جَمِيلُ

وسَيَبقَى الضُّحَى يَفِيضُ على ــــــــــــ الأَرضِ، فَتَغفُو على سَناهُ الحُقُولُ

فَمَسارُ الحَياةِ بَعدَ سُباتٍ ــــــــــــ عابِرٍ تَستَفِيقُ فِيهِ الفُصُولُ

لا تَمَلِّي فَقَد حَضَنَّا كَثِيرًا مِن شَذا العُمرِ، والعَطاءُ جَزِيلُ

وَرُجُوعٌ، والقَلبُ يَعصِرُهُ الشَّوقُ، ــــــــــــ وجِنْحٌ ذاوٍ، وَجَفْنٌ كَلِيلُ

سَفَرٌ، في الخَيالِ، نَحوَ مَغانٍ، طابَ في فَيئِها الدَّفِيءِ الحُلُولُ

خَدَرٌ في الحَواسِ، رَجْعُ تَسابِيْحَ، مَطافٌ على المَدَى، تَرتِيلُ

إِيْهِ… يا دُرَّةَ اللَّيالِي الغَوالِي، لا انكِفاءٌ عَنِ الجَوَى، وَبَدِيلُ

لا تُبالِي إِذا الرِّياحُ تَمادَت، فَلَنا التَّمْرُ إِذْ يُهَزُّ النَّخِيلُ

إِنَّ فَجرَ الحَياةِ شَيءٌ جَمِيلٌ، وَجَمِيلٌ غُرُوبُها والأَصِيلُ

قَد يَعِيثُ الزَّمانُ فِينا، وَفِينا خالِصُ الوَجْدِ ثابِتٌ، وأَثِيْلُ

حَسبُنا أَن نَمُرَّ والزَّادُ كَنْزٌ مِن جَنَى الذِّكرَياتِ لَيسَ يَزُولُ!