سَأَلَتْ! بِقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار
سَأَلَتْ، لَهْفَى، وبِالقَولِ الصَّرِيحْ، ومَدَى اللَّحْظِ ظُنُونٌ لا تُرِيحْ
وضَياعٌ غامَ في أَلحاظِها، بَلبَلَ النَّضْرَةَ في الوَجهِ الصَّبِيحْ
ما شُجُونُ الحُبِّ، يا شاعِرَهُ، مَن تُغَنِّيهِ بِإِبداعٍ فَصِيحْ؟!
أَنتَ إِنْ هَبَّ ارتَخَت مِنكَ القُوَى، ونَزا فِيكَ اليَراعُ المُستَرِيحْ
قُلتُ: يا حَسناءُ، ما أَنتِ بِهِ حُرْتِ، يَحتارُ بِهِ العَقلُ الرَّجِيحْ
هو بَرْقٌ صاعِقٌ عَيَّ بِهِ صَبْرُ مِقحامٍ، وعَقلٌ مُستَمِيحْ*
هو سِرٌّ ضاقَ عَن عُجْمَتِهُ عالَمُ اللهِ، ومَغناهُ الفَسِيحْ
هو تَوقُ القَلبِ أَضناهُ الجَوَى، تاهَ لا يَعرِفُ بُطْلًا مِنْ صَحِيحْ
فَإِذا المُضْنَى، على آهاتِهِ، قَشَّةٌ لاعَبَها العَصْفُ الجَمُوحْ
خَلِّ عَنكِ السُّؤْلَ، فَالحُبُّ كَما ـــــــ الآلُ في البِيْدِ غُمُوضٌ لا يُبِيحْ
هو أَشواقٌ، وسُخْطٌ، ورِضًى، هو، في البالِ، خَيالاتٌ ورُوْحْ
هو رِيحٌ هَزَّتِ الدَّوْحَ فَهَل سُئِلَ الدَّوْحُ بِما تَبغِيهِ رِيحْ؟!
هو دِفْءٌ في الحَنايا، وعلى مَنبَتِ الأَهدابِ دَمْعٌ وقُرُوحْ
هو كَالجُرْحِ فَهَل يُسْأَلُ عَن جُرحِهِ ــــــــ المُوْجِعِ في القَلبِ الجَرِيحْ؟!
فَذَرِي عَنكِ السُّؤَالاتِ فَما أَدرَكَ الحُبَّ سِوَى قَلبٍ ذَبِيحْ
ثُمَّ قُولِي مَرحَبًا حَتَّى وَلَو جاءَ بِالعُسْرِ، وتَكسُوهُ المُسُوحْ!
فَغِناهُ، في فُؤَادٍ هائِمٍ، دُونَهُ اليُسْرُ مع البَذْلِ، شَحِيحْ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مُستَمِيح: إِسم فاعِل مِن استَماحَ / استَماحَ الشَّخصَ: طَلَبَ مِنهُ أَن يَشفَعَ لَهُ