بِقَلَم المحامي: وليد يونس
نعيش اياماً بلغت الذروة في السقوط المجتمعي و الاقتصادي و الأخلاقي، معطوفة على هوةٍ عميقة بات من المستحيل ردمها، واقعة بين الطبقة السياسية، الحاكمة استطراداً وبين شعوب لبنان منقسمة كانت أم مجتمعة .
أمام هذا الواقع انتظرت كما الكثيرين من اللبنانيين الخائفين على و طنهم، كلمة رئيس الجمهورية في ذكرى استقلالٍ مضى…. على امل سماع ما يشير الى تصدي فخامة الرئيس الى ازماتٍ خطيرة من خلال خارطة طريق ساهم في رسمها مجتمع دولي منكفئ بواسطة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تبدأ بتشكيل
حكومة مهمة تحظى بثقة المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي و دول الخليج الصديقة.
تكون مهمتها وقف الفساد الذي ساهم بافلاس الدولة، وسرقة اموال المودعين، وانهيار النقد الوطني مقدمةً لتفككٍ وشيك للمؤسسات سوف يؤدي حتمًا الى تفلتٍ امني خطير لا ضوابط له.
انتظرنا ان يعلن فخامة الرئيس إصراره على تحقق المبادرة الفرنسية التي تبدأ بتشكيل الحكومة من خارج الآلية التقليدية التي تسببت الى حدٍ كبير بما نحن فيه.
انتظرنا ان يشدّ فخامة الرئيس على يد الرئيس المكلف من خلال حثه على ان يكون أمينًا على تنفيذ الم بادرة الفرنسية وإعداد تشكيلة اختصاصيين، مستقلين ذوي مصداقية داخليًا وخارجيًا قادرين على اصلاح القطاعات المنهوبة وفي الوقت ذاته مهيئين لاقناع الصناديق الدولية بقدرتهم على الاصلاح و وقف الفساد والسرقة والهدر و بالتالي استقطاب المساعدات الدولية والعربية الجدية التي تأتي على شكل قروضٍ طويلة بفوائد رمزية وهباتٍ من دول صديقة قادرة وارغبة ان ترى لبنان استعاد ذاته .
انتظرنا ان نسمع خطابا» مطمئنا» من رجلٍ مسؤول اقسم على حماية الدستور وصون الحدود، يقول لنا و نصدّقه : لا تخافوا سوف انتشلكم من هذا القعر .
نرجوك يا فخامة الرئيس ان تذكرّ المطالبين بحقائب و حصص في الحكومة العتيدة و يعرقلون تشكيلها بحجة انتفاص حقوقهم، ذكّرهم فخامتك انهم اخذوا على مدى ثلاثين عامًا وأكثر كل الحقوق التي لهم و ليست لهم .
ذكّرهم يا فخامة الرئيس ماذا جرى في ١٧ تشرين
ذكّرهم كيف سُرقت الدولة وقطاعاتها وامواله
ذكّرهم كيف سُرقت مدخرات الناس واموالهم
ذكّرهم كيف تسببوا بانهيار النقد الوطني والنظام المصرفي ذكّرهم ماذا جرى في ٤ آب وكيف تفجرت بيروت واهلها بسلاحهم
ذكّرهم يا فخامة الرئيس انه لم يتبقى وقت متاح ولا فرص أخرى للمحافظة على وطنٍ يكاد يذوب و يتحلل
ذكّرهم ان كل من حاول صادقاً مساعدتنا من دول العالم و مؤسساتها اقفل عائداً مشمئزًا من عمالتهم الرخيصة و سع رهم البخس انطق يا فخامة الرئيس بالحق، فالوقت متاحٌ الآن، وقل لهم ان المسؤولية
واجب قبل ان تكون حقًا فأنت الأولى باتخاذ مبادرة شجاعة، ابوية، صادقة يحتاجها لبنان في اصعب لحظات وجوده.