موسوعة المرأة والإسلام المرأة عبر التّاريخ

بِقَلَم الباحِثَة: غادة الخرسا

تقديم: أمين عام البحوث الإسلامية في الأزهر الشّريف الدكتور أحمد شلبي
العلاّمة: الدكتور عبد الله العلايلي
الاستاذ الدكتور مصطفى محمود.

منذُ بداية الخَليقة أو بالأحرى منذ هبَط آدم وحواء إلى الأرض. وأصبَحا خَلقًا كثيرًا رجالاً ونساءً. ومشكلةُ المرأة قد طغت عَلى قَضايا كثيرة حيويّة ومصيريّة. إنّها القَضيّة رقم واحِد المطروحةُ للمناقشةِ والمداولةِ في كلِّ زمانٍ ومكان.
تتأرجَحُ بينَ معارضةٍ لحقوقِها او تأييدِها.
ليسَ هناكَ من عجَب ولا غرابَة في ذلك. فالمرأةُ هي نصف البشريّة من حيثُ العدَد وربّما أكثر! المرأةُ بتكوينها أضعفُ بِحكمِ مَجيئها مِن آدم. رُغمَ أنّها جاءَت بعد ذلك بكلِّ أبناءِ آدم.
إنّها الأُمُّ، الأختُ، الزّوجةُ، العاملةُ، والطَبِيْبَة…

المرأةُ أساس حضارة الأُمَم ونَهضاتِها    
فأيُ خَللٍ أو قُصورٍ أو عَجزٍ، إنَّما ينعكِسُ أوّلَ ما ينعَكِسُ عَلى المرأةِ. وليسَ هناك أبدًا ذنب للرّجُل. كما يدَّعي دائِمًا مَعَ أنَّ العكسَ هُوَ الصَّحيح.

«فَتِّش عن المرأة»
«وراءَ كلّ عظيمٍ امرأة». ولَم يَقُل وراءَ كُلِّ صَعْلوكٍ امرَأة».
و«إنّ المرأةَ التي تَهزُّ السرير بيمينها تَهُزُّ العالم بِيَسارِها».
فإذا وُجدَتْ في شَعب، امرأةً عاملةً شريفَةً، فثِق أنّكَ أمامَ شعبٍ مُتَحَضّرٍ وأُمَّةٍ مُتَقدِّمةٍ. هناك مغالطة للحقيقة عندما تُذكرُ كلَّ جَريمة ينسبونها إلى المرأة مستندين إلى قول نابليون: «فَتِّش عن المرأة»!

آراء كبار المفكرين والفلاسفة:
• بولان دي لابار: «ما كتبَه الرّجُل عن المرأةِ يَجب أن يؤخَذَ بِشَيءٍ منَ الحذَر. فَقد كان الرَّجُل هو الخَصم والحكَم».
• الأديب الفرنسي الأشْهَر جان جاك روسّو: «إذا أردتُم رجالاً عُظماء، فعلّموا المرأةَ ما هي العَظَمَةُ.
• وما هِيَ الفَضيلةُ.
• شاعِر النيل حافِظ إبراهيم قال:
«الأُمُّ مدرسةٌ إذا أعدَدتَها
أعْدَدْتَ شَعْبًّا طَيِّبَ الأَعْراقِ.
• المصلِحُ الدّيني لوثِر يَرى:
«أن تُحْرمَ المَرأةُ مِنَ التَّعليم لأنَّهُ مُضِرٌ بها»

• اللاهوتي اليوناني كليهان الإسكندراني يَقول:
«لا بُدَّ أن تشعُرَ كلُّ امرأةٍ بالسّعادة لمجرّد كَوْنها امرأةً.
• كونفوشيوس الحكيم الصيني في كتاب «المنتخبات» يقول: «المرأةُ هي أكثَرُ ما في العالم فسادًا وإفسادًا».
• وجونسون هو القائِل: «لقد أغدقت الطّبيعةُ على المرأة. ما أخافَ الشّرائِع والقَوانينَ من بَطْشِها. فَعَمِلَت عَلى أن تحُدّ من حُقوقِها».
هذا المَديحُ والإطراءُ، يُقابِله استهتارٌ وظلمٌ وحرصٌ على تَحطيمِ المرأة وحبسِها وراءَ القُضْبان. من ذلك مثل يوناني يقول: «إنّ أبشَعَ جَريمةٍ ارتكبتها المرأة أنّها ولدت الرَّجُل الّذي يَهجوها» ومثلٌ آخرٌ يقول: «المرأةُ أخذت من الوَحشِيَّةِ صِفة التِنّين، ومنَ المَكْرِ صِفَةَ الأفعى».
وهناكَ مَثَلٌ أثْيوي يَقول: العَصا للحِمارِ وللنِّساءِ»
• ويقول أديسون: «المرأةُ الّتي تُفَكِّر وتَتَأمّل لَيْسَتْ بِنت حَواء».
• ويقول ديماس: « المرأة مصدرُ إلهامٍ للقيام بجلائل الأعمال التي نعدّها عيبًا».

• ويقول برناردشو: «المرأة كل شيء في حياة الرجل، فبينما يكون هدفه إلى الأمام، يكون هدفها إلى الوراء».
ومثلٌ هنديٌ يقول: يستطيع الرّجل منّا أن يُحلّق بتفكيره، إلى السّماء السّابعة، تكفي نظرة من المرأة تسقطه إلى الأرض.

• ويقول هوميروس:
«آهٍ منك أيتُها المرأة، حينما ينزع عقلك إلى الشّرّ، لا يكون في الجحيم شيطان أكثر خسّةً وبشاعةً منكِ».

• وأفلاطون:
عندما وصل إلى القمة قال: نشكر الآلهة على أنها خلقتني حرًّا لا عبدًا، خلقتني رجلاً لا إمرأة»

• الكاتب الفرنسي دينيرو يقول: «المرأة لا مكان لها في المجتمع».

• لامرتين الشاعر الفرنسي الرقيق يقول: المرأة كتابٌ أبدع الخالق رسم غلافه للناظرين، ووضع مقدّمته فجاءت باسمة كزهر الرّبيع، وكتبّ الشّيطانُ فُصولَه. فكانت خِداعًا وشقاءً وأحزانًا.

• الفيلسوف الألماني شوبنهور يقول:
المرأة حيوانٌ، لها شعرٌ طويلٌ ورأسٌ صغير.
غوته، شاعر ألمانيا الأوّل: ينصحُ المرأةَ بقوله: يجب علينا أن نتعلّم منذ الصِغر، القيام بدور الخادِم الذي خُلِقت له!
برناردشو: سُئِل مرّة: «ماذا يحدُث لو حكمت المرأة العالم؟ فقال: «من حسن حظي أنّني في عالمٍ يحكمه الرّجال لولا هذا لكنت أوّل من فقدَ رأسَهُ، بينَ أٌلوفِ الرٍّجال الّذينَ ستُقيمُ لهم المرأة المشانق في الميادين لإعدامهم بالجملة.

• أمّا الإنكليزي شيلي فيقول:
أيًَّتها المرأة، أنتِ نورٌ ونارٌ، أنت السّماء مقترنَةٌ بجهنّم.
الحُبُّ خادِمُكِ، وسيِّدُكِ، أنتِ أقوى من الرّجل أنت الغريزة وهو العقل.
• فيثاغورس، الفيلسوف اليوناني، يؤكد هذه الحقيقة: مبدأُ الخير يَخلق النظام النّور والرجل ومبدأ الشّرّ يختلق الفوضى والظلام والمرأة.
• يورينيدس من أعظم شعراء المأساة اليونانيّة، يعتقِد:
«أنّ الرّجُل الذي يكفّ عن ذمّ المرأة مجنون»

• سُقراط، الفيلسوف اليوناني: «المرأةُ هي مصدرُ كلّ شّرٍّ».
كان السياسي الروماني الأكبر يُحذِّرُ الرومان بقوله: لو حقّقنا للمرأة مساواتها بنا، فسوف تتفوّق علينا، أي سوف تعتقد أنّها متفوّقة علينا نحنُ معشرُ الرِّجال».

• جان جاك روسّو، الفيلسوف الفرنسي، يقول في اعترافاتِه: «المرأةُ ما خلِقت كي تخضَعَ للرَّجُل بل كي تتحمّل ظلمه».
• لعلّ رفض المعري الشّديد للمرأة: وكراهيتََه لها، يعودُ إلى أنّه لم يرَها بِعَينيهِ، فقد أُصيبَ بداء الجدري في طفولته وفقدَ بصرَه.

بسمارك محرّر المانيا يقول: «المرأة خلقت لثلاث كلمات تبدأ بحرف الكاف يقابله بالألمانية K K K، أي خلقت: للإنجاب والصَّلاة والطَّبخ – كيرخِن – كيرشِن – كوخَه»

• أمّا الشّاعر عُمر بن أبي ربيعه فهو رُغمَ شغف النّساء به يقسو عليهنّ، فيقول:
«إنّ النّساءَ شياطينٌ خُلقنَ لنا
أَعوذُ بـ اللهِ من شرِّ الشَّياطين».
و قد عارضَهُ أحد الشعراء المعاصرين بالقول:
«إنّ النّساءَ رياحينٌ خُلقنَ لنا
ومن لا يشتهي سُمَّ الرَّياحينِ!

عن مؤسس الدَّولةِ الأمويَّةِ وَأوّل خليفة أُمَوي
• مُعاويّة بن أبي سُفْيان يقول:
« إنّهُنّ يَغلِبْنَ الكِرام ويَغْلِبنّ اللّئام».
الشّاعر الأموي جرير يقول في النّساء: «هُنَّ أضعَفُ خَلقِ اللهِ إنْسانًا»

• كاتِبَنا الكَبير عَبّاس مَحْمود العَقّاد يقول:
« إنّ الرَّجُل هُوَ المقْصودُ في الخَلقِ وهُوَ المقَدَّم في نيّة الطّبيعة. بذلك تَشْهَدُ الغَرائِز الجِنْسِيَّة الّتي تُشيرُ إلَيْها مَقاصِدِ الحُبِّ!
الرَّجُلِ لا يَعْشَق المرأة لِيَأتي بامرأةٍ ويُكَرّرها. إنّما يَعْشَقهُا ليُكَرّر نفسَهُ وَيَأتي بولد عَلى مِثالهِ وهَواه.
المرأة تَعْشَقُ لِتسلِّم نَفْسَها، فدورُها في العِشْقِ هُوَ التَّسليم، أمّا الرَّجُل فيَعْشَقُ لِيَظْفَرَ بالمرْأةِ، فدورُهُ في العِشْقِ هُوَ دورُ الظّافِر دائِمًا».
ويُتابِع العَقّاد: « إنّ المرأة قُوّةٌ مَسوِّقَهٌ. فيما الرَّجُل هُوَ القُوَّةُ العامِلة».
ويَصِفُها:
« إنَها تَفْعَل ما تُنْهى عَنْهُ، تُغري الرَّجُل إلى أن يُؤَكِّد لَها أنَّهُ سَيِّدها. فالرّجُل مَخْلوقٌ مُسْتَقِّل، والمرأةُ مَخْلوقٌ تابِع». إذن، الرَّجُل عِنْدَ العَقّاد هُوَ كُلّ شَيْء، والمرأةُ مُجَرَّدْ شَيْءٌ. ويستمر هذا الجدل البيزنطي، بينَ مُهاجِم ومُؤَيِّد دونَ أن يَتَمكّن فَريقٌ مِنَ التَغَلُّب عَلى فريق، حَتّى قالَ بعض الفَلاسِفَة: الرَّجُل الَّذي يَمْدَح المرأة، لا يَعْرِفُها إلا قليلاً، والّذي يَهجوها لا يعرّفها إطلاقًا!
بظهورِ المرحوم قاسم أمين الرَّجل الأوّل الّذي دافَعَ عَن المرأة وحُقوقِها. وقَد دَعا إلى تحريرها وتثقيفها. وكرّس كتاباتِه لِرَفع مَكانتها، بَعْدَ أن بَدأ حَياتَهُ الأدبيّةَ كواحِدٍ من أكبر أعداءِ المرأة.
لكنَّه، بعد حين تَفَهَّم واقِعَها. وانقَلْبَ مِن عَدوٍّ إلى صَديقٍ. ومن مُناهِضٍ إلى حليف.
يقولُ قاسِم أمين: « مَتّى تَهَذّبَ العقلُ ورقّ الشُّعور، أدرَكَ الرَّجُل أنَّ المرأةَ إنسانٌ من نوعِهِ لَها ما له وعليها ما عليه. وأنّ لا حقّ لأحدِهما أكثر من الآخر».
وقد كانَ وراءَ تحوّل قاسِم أَمين من مهاجَمةِ المرأة إلى تأييدِها حينَ قالَ: « يتلازمُ انحطاطُ الأُمَّةِ مع انحطاطِ المرأة والعَكْسُ غيرُ صَحيح فمن عاشَ في الاستعمارِ لا يُمْكِنُ إلاّ أن يكونَ ظالمًا مُسْتَبدًا».
• المفكّر توفيق الحكيم، الملقّب بعدوِّ المرأة.
يقول بلهجتِهِ السّاخرة: « إنّ المرأة لا تصلحُ أكثر من صانِعةٍ لألوانِ الطّعام. يرتبطُ قدْرُها في اتِّفاقِ صينيّة البطاطِس!

• الزّعيم الإسلامي الإمام محمّد عبده: من أكبر المدافِعين عن المرأة وقد كرَّسَ خُطبَهُ ونشاطَهُ الاجتماعيين للدّفاع عنها. والتركيز على أنّها لا تقلُّ عن الرَّجُل في فهمِهِ للأمور. ودَعا إلى تَعليمِها وتَلقينَها أصول الحياة. لِتَقومُ بِدَورِها البارزِ في المجتمَع. وقد أشادَ بسَماحَةِ الإسلامِ وتَكريمهِ للمرأة.
• عميد الأدب العربي طه حسين: يعتبر أنّ المرأة هي مناخُ أرض الشّدائد.
وأنّ الأم هي البذرة العُليا الّتي تجتمع فيها الخلاصة الصّافية.
ما تكونُ الخلاصَه لخصائص الَحنان والرِّقةِ في الوجدانِ البشري.

• الأديب الكبير نجيب محفوظ:
يصف المرأة بأنّها الحازمةُ والمسؤولةُ والأُمُّ الكفوءةُ للقيادة في الملّماتِ. ويتحدَّثُ عن النهضَةِ، فتُيشيرُ إلى أنّها المارد الّذي خَرَج من القُمْقُم. وأنّهُ لَم يكُن ذَكَرًا فَحَسب، بل كانَ مَعَهُ أيضًا مارد مُؤَنّث»

• الشّيخ الجليل المرحوم مصطفى عبد الرّزاق:
يقول للمرأة خَواصٌ تَجعَل أثَرَها في تَشييد صَرْح الحَياةِ وتَزيينِهِ أقوى من أثرِ الرَّجُلِ فالمرأة بحُكمِ وظيفتها الطّبيعيّة في حمل الجَنين هي التي تبرزُ للحياةِ الإنسان الحيّ.
كأنّما تمُدّهُ من كيانِها. فالمرأة هِي المبدأ الظّاهر المباشر بحياة الإنسانيّة.
وبعد،
فإنّ ما عرضته من الأراء هُوَ النذّر اليَسير مِمّا قيلَ في المرأة، إن هي إلاّ نماذج قليلة من أسلحةِ الجدَل حَوْل المرأة لكِّن الطّريف في الأمر. أنّ هَذا الجدَل قد تَخَطّى الآراء النظريةً إلى الأدلّةُ العلميّة والاحصائيّة.
لقد دلّت الأبحاثُ على أنّ مَنْح الذّكر أكبر من مُنَح الأنثى بمقدار 12 بالمئه، ورُغم ذلك، فهي ليست أقل ذَكاءً من الذّكر كما أنّ ذاكرتها ليست أضعف من ذاكرته!
كما أثبت عُلماء النَّفس أنّ المرأة ينتابُها القلق وتتهيّجُ أعصابُها منَ الرَّجل وأنّها أكثر حساسيّة منه. وهِيَ أكثر ثرثرة وأسرعُ إلى تَقليدِ غيرها، وهي أسبقُ من الرِّجال في التَّعلُّق والحُبّ والجنس.
كما أثبت علماء النَّفس، أنّ الرَّجل أسرع من المرأة في المساهمَةِ بعملِ الخير.
أمّا الكَذِب فإنّ الرّجل والمرأة يتساويان فيه، ومن بين الدّراسات العلميّة الّتي ظهرت، دِراسه المرأة مُشتَّتة الأفكار، وهي لا تستطيع أن تَحِلُّ عُقدَةً إلاّ بشقِّ النَّفس.
والآن،
لِنَعُد إلى كِتاب الله
ففيهِ كلّ التَكريم للمرأة، على أنّها شقيقةُ الرَّجُل.
و « أنَّ الجنّة تحتَ أقدامِ الأُمّهات».
وقوله صلّى الله عليهِ وسلّم: ((مَن كانَ لدَيْهِ كَريمةٌ فأحسنَ تغذيَتَها وتربيتَها وتعليمَها، كانت لَهُ عِصْمَةٌ مِنَ النّار)).

• وفي الحَديث الشّريف:
((ما استفاد المؤْمِنُ بَعْدَ تَوقِهِ لله خَيْرًا لَهُ مِن زوجَةٍ صالحةٍ، إنْ أمَرَها أطاعَتْهُ وإن نَظَرَ إلَيْها أسَرَّتْهُ، وإن غابَ عَنها حَفِظَتْهُ في نفسِهِ وفي مالِهِ)).