سمير طنوس
تولدُ الفَتاةُ ويولدُ معها الحنانُ وتَجلِبُ السَّعادَةَ لذَويها، وهي طِفلةٌ تَملأُ البيتَ حَياةً، عِندَما تَكبُرُ قليلًا تُصبِحُ سَنَدًا لِأمِّها، كلَّما كَبُِرَتْ، كَبُِرَ مَعْها الفَرَحُ، عِندَما تَصبحُ صَبيَّةً نَعتَزُّ بِها، وتَبدأُ بِمشارَكةِ الآراءِ الجَميلة، تَخوضُ مَعارِكَ الحَياةِ الشَّرِسة، وتواجِهُ التَّحدِّياتِ، ولكن، يبقى الخوفُ الوحيدُ في طيبَتِها وقَلبِها الَّذي يُحِبُّ بِعَطاءٍ كَبير، هذا يَتَطَلَّبُ مَنْ أخلاقِ الآخَرين، الاحترامَ والتَّقدير، ثُمَّ تَقبَلُ بِمُشارَكةِ شابٍّ في الحَياة، فَتُقَدِّمُ لَهُ الحُبَّ والعِنايةَ والاحتِرامَ على أملِ أنْ تَلقى التَّقدير، تَعمَلُ جاهِدةً لبِناءِ عائلةٍ، تُقَدِّمُ الكَثيرَ مِنَ الخِدمَةِ والعَطاء، تَتَقَبَّلُ مَراحِلَ الحَمْلِ بِفَرَحٍ، لِتَلِدَ طِفلَها بالصُّعوبَةِ والألم، فَتُشارِكَ الرَّبَّ بِعَمَليَّةِ الخَلْقِ واسْتِمرارِ الحَياة، تُعطي ذاتَها لأولادِها ليَنموا بِسَعادةٍ، فَيَزيدُها الرَّبُّ عاطِفةً وحَنانًا، وبَعدَ هذا كُلِّهِ، تَسعى خَلْفَ أولادِها لِتُساعِدَهُم وتُشارِكَهُم في تَربيَةِ أولادِهِم(أحفادِها)… هذا ما شاهَدْتُهُ في والدتي وزوجتي. رَحِمَ اللهُ أُمَّهاتِنا، وبارَكَ زوجاتِنا، وحَفِظَ بَناتَنا وأولادَنا مِنْ كلِّ شَرٍّ. آمين