سمير طنوس
الكمالُ لله.
مَعْ أنِّي لا أتَذَكَّرُ يومًا بأنَّني قد جَرَحْتُ مَشاعِرَكِ بِكلمة، وها أنا أرى نَفسي أمامَ حَنانِكِ وتَضحياتِكِ واهتِمامِكِ وطِيبَتِكِ وكَرَمِكِ، قَد أخطأتُ بالتَّقصيرِ بِحَقِّكِ، ولسْتُ مُسامِحًا نَفسي، فَسامِحيني يا أُمّي، وكيفَ لا؟ أمامَ قَلْبِ الأمِّ الَّذي إذا نَبَضَ يَنبُضُ حُبًّا وعطاء، هذهِ الصِّفاتُ الجَميلةُ الَّتي امتَدَّتْ للقَريبِ والبَعيد، كما أنَّني أذْكُرُ حينَ كُنْتِ تَخبُزِينَ، فلا يَهونُ عَليكِ مُرورُ أحدٍ، ولا يَتَفَضَّلُ لمُشارَكَتِنا في النِّعمَةِ (رغيفْ سْخِن)، وتَطلُبينَ مِنّي الحِفاظَ على المياهِ الجاريَةِ لِتَصِلَ نِظيفَةً وصافيَةً لِمَنْ هُم مِنْ بَعْدِنا، لا تَمُدَّ يَدَكَ على ما ليسَ (حَقٌّ لكَ)، واللهُ يَرى الجَميع، عَينُهُ تُشاهِدُ المَنْظورَ وغَيرَ المَنْظور، لا تُفْشِ أسرارًا، وكُنْ أمينًا…
الفِراقُ مُؤلِمٌ جِدًّا، ولكنّي فَرِحْتُ كثيرًا لأنَّ اللهَ استَجابَ لصَلاتِكِ وصَلاتي، وأبْلغَني بأنَّكِ في السَّعادَةِ الأبديّةِ في مَلَكوتِهِ المُقَدَّس، الشُّكرُ لله، صلّي لأجلنا…