آمال البيروتي طربيه
الرب يسمع صلاتك ويرى دموعك، إن كانت دموعًا داخلية أو خارجية، يرى خوفك وقلقك، يرى تعبك ومعاناتك.. يرى كل شيء.. وهو يريد أن يستجيب صلواتك ويُخرجك من كل ضيقة تمرّ بها، مهما كان نوعها لأنّه يحبّك محبة غير مشروطة.. تمسّك بهذا الكلام، وتعال نتأمّل معًا بقصة من الكتاب المقدّس، تؤكّد لنا صحة ما أقوله لك.
تخبرنا كلمة الله أنّ الملك حزقيا مرض ذات يوم مرضًا للموت، وجاء إليه النبي إشعياء وقال له أنّه سيموت.. ولن ندخل هنا في الأسباب التي أوصلت حزقيا إلى هذا الوضع، لكن ما يهمّنا كيف أنّ الرب أنقذ حزقيا.
لكنّ حزقيا الملك لم يستسلم، بل صلّى إلى الرب وبكى بكاءً عظيمًا.. وإذ كان النبي إشعياء ما زال في طريق عودته إلى بيته، أوقفه الرب وطلب منه الرجوع إلى الملك حزقيا لكي يقول له هذه الكلمات العظيمة:
قد سمعت صلاتك يا حزقيا، قد رأيت دموعك. هأنذا أشفيك.
(الملوك الثاني 20: 1-6).
والرب اليوم يُريد من خلال هذه الرسالة أن يقول لكثيرين: مهما كان ما تمرُ به: أمراض نفسية صعبة، أمراض جسدية صعبة وخطيرة، ضيقة مادية، قيود قاسية تريد التحرّر منها ولا تستطيع، مشاكل عائلية صعبة ومعقّدة، أولادك يمرّون في أزمات صعبة، وربّما أنت خادم للرب، لكن خدمتك تتراجع وتنهار…
الرب يسمع صلاتك ويرى دموعك ويريد أن يشفيك، ويُخرجك ويُخرج عائلتك من الضيقة إلى رحب لا حصر فيه (أيوب 16:36).
افعل كما فعل الملك حزقيا، لا تستسلم لتقارير الأطباء، ولا إلى حالتك النفسية أو الجسدية، ولا إلى ما تراه عيناك من صعوبات وظروف معاكسة، ولا إلى اختبارات الفشل مهما كان عددها، ولا تستمع إلى أكاذيب الشيطان والمخاوف التي يأتي بها إلى ذهنك، بل تعال إلى الرب وتواضع أمامه، تعال إليه بقلبك المكسور والتائب، واصرخ إليه واسكب قلبك أمامه، وبدموع تضرّع له، وهو سيتدخّل بكل تأكيد..
إن كان قد فعل ذلك مع حزقيا فهو سيفعل معك أيضًا.. ولا تنسى أنّنا اليوم في العهد الجديد، العهد الأفضل (عبرانيين 22:7)، لنا شفيع عند الآب الرب يسوع المسيح، يشفع فينا دائمًا.. تمسّك بالرب وبمحبته غير المشروطة وبشفاعته، ولا تُوقف الصلاة حتى تسمع ما قاله إشعياء النبي للملك حزقيا:
قد سمعت صلاتك، قد رأيت دموعك. هأنذا أشفيك.
الأمراض النفسية والجسدية مؤلمة جدًا، وقد تكون خطيرة أحيانًا كثيرة.. لكن هناك مرض روحي أخطر بكثير من هذه الأمراض.. مرض البُعد عن الرب.. مرض تجاهلك للرب وما فعله من أجلك على الصليب، عندما مات بديلاً عنك ليدفع عقاب خطاياك، وَسَفَكَ دمه الثمين لكي يغسلك ويغفر لك خطاياك ويُعطيك الحياة الأبدية..
هذا المرض الروحي مُميت، موت وهلاك أبدي.. لكن الباب ما زال مفتوحًا حتّى هذه الساعة لكي تأتي إلى الرب وتؤمن به، وتسلّمه حياتك وتنال الحياة الأبدية..
دعه يسمع صلاتك ويرى دموعك، لكي يشفيك من هذا المرض الخطير، من هذا الموت الأبدي..
الرب اليوم يريد أن يقول لكثيرين.. هأنذا أريد أن أشفيكم..
فلنأتِ إليه بالصلاة والتضرّع والدموع وننال ما نحتاجه منه.