حوار مع الشاعرة د ياسمين العابد حاورها د علي ياسين غانم

هو الشعر من يعشقه يسير به إلى عروش الشعراء الذين يشار اليهم بالبنان هو الشعرالذي ما أن تتقنه بصدق وتنكب على معرفة كل تفاصيله بدقة وبإتقان وبشغف يرفعك إلىمراتب المميزين وهذا ما لقيته بشاعرتنا الساطعة التي عرفت كيف تمسك بزمام البديعإنها الشاعرة التي لمعت بسرعة قياسية ابنة فلسطين الأبية الدكتورة ياسمين نصر العابدولولا شغفها واحترامها للضاد وروعة هذه اللغة وسحرها لما تألقت بهذه السرعة

ولولا عشقها للشعر العمودي والانكباب على تعلم قواعده بكل صدق واحترام لما وصلتالى ما وصلت اليه بكل ثقة وتقدير وتميز لأنها تستحق ذلك

رغم عبورها دروب الشعر العمودي حديثا وتميزها وتألقها به وعدم تعثرها إلا أنها صنعتمن البديع وجماله حللا ساطعة ألقة يُشهد لها بذلك وتميزت بكل ما حبكته أحرفها منقطع والتي غلب عليها الطابع الوطني

كيف لا وهي ابنة فلسطين العصية على الاعادي والجبناء

كيف لا وهي ابنة غزة التي علّمت الناس كيف يكون الصمود والنضال وكيف تكوناصوات الحرية وكيف يكون الذود عن شرف العروبة والأمة العربية لا عن فلسطين فقط.

الدكتورة ياسمين العابد شاعرة قرأتُ لها واستمتعت بما قرأتْ

ولن اقول أنها لا تخطئ أو أنها لا تتعثر بكتاباتها لأننا جميعاً نتعثر مهما طال بنامشوار الشعر وليس ذلك بعيبٍ

بل العيب أن نتعالى ونتكبر بادعائنا أننا لا نخطئ ولا تقبل النصح من أحد

شاعرة فطنة تتحكم بتلك المفاتيح عبرت من باب البديع بهمة كبيرة لتسجل اسمها فيفهارس شعراء العمودي بكل حضور ساطع وشاهدها كل المواقع الالكترونية التي تنشرلها بشغف وكل المنتديات الادبية التي دعتها وتألقت بها شعراً والقاءً وحضورا مما حدابوزير الثقافة الفلسطيني الى طبع ديوان لها والأخذ بملاحظاتها حول مسيرة الشعرالمتعثرة وما يعاني منه شعراء الوطن المسلوب فأهلا بك دكتورة ياسمين ضيفة لمجلة غادةالعريقة المجلة الورقية والإلكترونية التي ما زالت صامدة من عشرات السنين رغم تعثرالكثير من الصحف والمجلات ودور النشر وكل ذلك بفضل همة رئيسة مجلس إدارتهاالشاعرة والاعلامية والكاتبة الصديقة غادة الخرسا فلها ولكل القيمين على هذه المجلةالتحايا الزاهرة العطرة

واليك أعود دكتورة ياسمين بسؤالي الطبيعي والبديهي

س ـ من هي الشاعرة المتألقة ياسمين العابد؟

ج ـ أنا ياسمين نصر العابد ابنة فلسطين، ابنة غزة التي تغنّى ببطولاتها وأمجادهاالشعراء، وسطَّر عنها التاريخ أعظم الملاحم والثورات، أنا ابنة الأرض التي لم تعرف أيمعنى للخضوع والانكسار فكانت رمزًا للشموخ والصمود والكبرياء.

ولدت في مدينة رفح ودرست في مدارسها الابتدائية والاعدادية والثانوية. كما أننيحصلت في الثانوية العامة على المرتبة الثانية على مستوى الوطن، مما فتح أمامي آفاقجديدة للحصول على شهادة الجامعة بمنحة دراسية طوال سنوات الدراسة. فتخصصتفي اللغة الانجليزية وأساليب تدريسها حيث حصلت على المركز الاول على كلية الآداب،وتخرجت في جامعة الأقصى عام 2010م.

تزوجت عام 2009م ورزقت بثلاثة من الأبناء (صبا وحسن و محمد) حفظهم الله.

أكتب الشعر العامودي وأسعى إلى إحيائه والنهوض به، كما أنني حاصلة على شهادةالدكتوراه الفخرية في الشعر والأدب وأترك باقي التفاصيل للأجابة عنها ضمن حوارنامع الشكر الوافر لمجلتكم العريقة التي ما زالت ترى بالشعر منصة يطلق منها المخزونالأدبي والثقافي في زمن فقدت فيه غالباً تلك المنصات والمواقع المؤثرة في عالم الشعر ولاشك الشكر موصول لصاحب الفضل الشاعر الكبير الذي يُشهد له بكل المنتديات ومنصاتالشعر والأدب على أنه شاعر خلوق متمكن لامع مترفع عن الصغائر يمد يده لكل من يريدقرض الشعر وسلوك دربه حتى صار مثلا يحتذى لشعراء الوطن العربي والاسلامي الذيترك في كل بلد بصمته في تعليم الشعر للعشرات منهم وهذا بشهادة الجميع علىاختلاف بلدانهم ومشاربهم

(شكرا لك دكتورة ياسمين على هذه المجاملة وهذا الإطراء المميز والثناء الجميل وبالعودإلى حوارنا)

س-كما علمنا من عدة مقابلات لك بأنك مدرسة لغة إنكليزية فكيف سلكت سمت الأدبالعربي والشعر خاصة ومن شجعك على ذلك ؟

ج ـ حقيقةً كنت أهوى الكتابة وقراءة الشعر منذ الطفولة وأحب المطالعة والقراءةولكنهاكانت مجرد هواية ليس إلّا، حيث أنني لم ادرس بحور الشعر ولم أكن على علم ودرايةبالعروض.

منذ عامين تقريباً نشرت إحدى كتاباتي على وسائل التواصل الاجتماعي،فلفتت كتاباتيانتباه (الشاعر اللبناني الكبير الدكتور علي ياسين غانم )ورأى أنها قريبة إلى الشعرالعامودي ولكنها غير سليمة عروضيًا،فطلبت منه أن يعلمني بحور الشعر وعلمالعروض،كما يفعل العشرات ممن يتوجهون إليه ليعلمهم الشعر فلم يبخل ولم يتوان عنأي جهد وعلم فكان خيرَ معلم وخير ناصح ومرشد .

علمني البحور فتجاوبت معه في فترة قياسية مما أثار انتباهه، فزاد في اهتمامهوتشجيعه لي. فألف ألف شكر لك معلمي وأعلم أن ما وصلت إليه هو بفضل اهتمامهوتشجيعه.

لم يكن لدراستي اللغة الانجليزية أي دور في كتابة الشعر العربي. وصراحة أنني تمنيتلو درست اللغة العربية لعلّ مداركي تفتحت وسلكت دروب الشعر منذ زمن ولكنها مشيئةالله تعالى

ولقد شجعني أهلي على الكتابة منذ الصغر، وكان لزوجي (كمال أبو سالم) دورًا كبيرًافي تسلق سلم النجاح وكان لي العضد القوي بالرغم من بعض القيود الاجتماعية.

س – هل القصيدة مسار الشاعر

التي تُدخله إلى عالم الشعر الساحر أم أنه مجرد سبيل ليزج بنفسه في زحمة الشعراء؟

ج ـ القصيدة هي روح الشاعر وخفقات قلبه، هي حديث نفسه وابتهالاته، هي نظرته حولنفسه والوطن، هي جرحه النازف، هي صوت الفرح والحزن صوت الأمل واليأس.

القصيدة هي البصمة التي تُبقي الشاعر في ذاكرة التاريخ.

القصيدة هي من تصنع من الشاعر إنساناً ليبقى ذكره حتى بعد مماته.

س – الشعر كما أي أدب مساحة للأديب الذي يريد أن يترجم ما بدواخله قريضاً فهلتجدين في تلك المساحة القدر الكافي لقول كل ما تريدينه حتى لو يخالف آراء البعض اولكثير من الشعراء ولو المقربين ؟

ج ـ الشعر هو الهواء الذي أتنفسه، هو الروح التي أنبض لأجلها، هو اختلاجات قلبيوعواصفه، هو دموع تكتب نفسها على سطور القصيدة. الشعر هو آهات مختنقة تصرخعبر الكلمات.

فالقصيدة هي أفق واسع، كون لا ينتهي، به تسافر النفس وترفرف في سماء المجاز لتكتبنفسها.

س – هل يجب على متابعيك شعراً أن يبحثوا عن أمرٍ ما تتعمدين اخفاءه بحكمة كعشقاو كهجاء لأحدهم أو مديح وما الى هنالك

ج ـ للشاعر أسراره الخاصة، ومن حقه على متابعيه الحفاظ على شخصيته وأسراره فمنالعيب التدخل في ذلك إلا إن أفصح الشاعر عن ذلك بنفسه.

س – كيف تتجلّى صورة الوضع العربي المزري في قصائدك؟

ج ـ لقد كان للوضع العربي وثورات شعوبهم حظًا وافرًا في قصائدي،فكتبت عن فلسطينومعاناتها وكذلك عن معاناة الشعوب المنكوبة مثل العراق وسوريا ولبنان واليمنوالسودان وتونس. وكتبت عن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني بشتى صوره وعنتواطئ العديد من الحكومات العربية مع هذا الاحتلال.والكلام في هذا الموضوع لاينتهي.

س – كيف ترين العالم بدون شعر وقد قال الشاعر الفرنسي لويس أَراغون “لولا الشعرلأُصبنا جميعًا… بالسكتة القلبية ؟

ج ـ لقد صدق في مقولته وأنا أقول ان الحياة بلا شعر تكون بلا لون ولا رائحة ولا معنىولا نكهة. الشعر هو الجمال هو الحياة على قيد القصيدة.

س- داخل كل شاعر طفل ما، هل طفلك الذي في أعماقك هادئ ام انه مشاغب وفوضوي ؟

ج ـ الطفل الذي في قصيدتي حزين في معظم الأحيان يبكي طفولته الضائعة، يبكي وطنه المسلوب ، وفي أحيان أخرى تجده سعيدا يبحث عن الحياة ويسعىإليها.

طفل قصيدتي يحبو ويمشي ويسافر ويغرد ويبكي ويحزن. في كل قصيدة لي هناكطفلها الذي يسطرها .

س – كيف تختارين عناوين كتبك ؟

ج ـ يكون عنوان ديواني بعنوان أكثر قصيدة أحبها وقريبة إلى قلبي.

س – من هو مثالك الأول في الشعر ؟

ج ـ مثالي في الشعر هو محمود سامي البارودي وانا أسير على خطاه في إحياء المدرسةالكلاسيكية.

س- لمن تحبين ان تقرئي ؟

ج ـ أحب أن أقرأ لصفي الدين الحلي وأبو البقاء الرندي والمتنبي والبارودي وأحب أن أقرألك شاعرنا.

س – كيف تُبنى القصيدة

لديك وما هي أسسها ؟

ج ـ تبنى القصيدة لدي على وجود الفكرة وتأثيرها بي. فإذا ماخرج المطلع تنتهي عنديالقصيدة. وتجسد كيانها من روحي ودموعي وأفكاري. أنفخ فيها من مشاعري المتدفقةلكي تنبض القصيدة

ويصرخ مولودها من جديد.

س-ما هي احب القصائد

لديك ؟

ج ـ أحب القصائد لدي قصيدة أذاب التبر لصفي الدين الحلي، وأرقٌ على أرقٍ للمتنبي.

س- ما هو شعورك بعد الانتهاء من كتابة قصيدة؟

ج ـ أشعر بالسعادة والرضا. وأشعر أن القصيدة قطعة مني. مولود على قيد الحروف، ينبض بأفكاري ومشاعري ليحيا في عقول القراء.

س- هل شبكات التواصل عوضت عن الكتاب الورقي؟ وما مصير الكتاب الورقي برأيك ؟

ج ـ للكتاب الورقي نكهة لذيذة لا يعرف قيمتها إلا الذي يتخذه صديقًا له. ومع ذلك سيطرتوسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر والانستجرام على ذلك فأصبحتالقصيدة تسافر عبر هذا الفضاء الأزرق. ويتداولها النقاد والشعراء وهذا من إيجابياتوسائل التواصل. وخاصة بعد النشر الإلكتروني وطباعة الدواوين ونشرها الكترونيا.

س ١٦ – هل من إنتاجات شعرية جديدة ؟

ج ـ نعم بالتأكيد.فأنا في الطريق للانتهاء من ديواني الشعري الثالث وان شاء الله سيتمطباعته في القريب العاجل.

س ١٧ – هل يولد الإنسان شاعراً أو أديباً وما تأثير بيئته في عمله الادبي ؟

ج ـ لا يولد الإنسان شاعرًا أو أديبًا، ولكنه يولد عنده ملكة الكتابة فإن وجد البيئةالمناسبة والتربة الخصبة لكي تنمو هذه الموهبة وتترعرع بالعلم والمعرفة والتشجيعسيصبح شاعرًا عظيمًا، فالشاعر كالنبتة إن وجدت المناخ والبيئة المناسبة ستنمو ويفوحعطرها ويعبق في المدى.

س ١٨-كم ديواناً ورقياً لديك وهل من دواوين جاهزة للطباعة ؟

ج ـ لدي ديوانان ورقيان مطبوعان الاول بعنوان وردة لم تكتمل والثاني بعنوان عزفالياسمين. وان شاءالله العمل الثالث سيجد النور عمّا قريب.

س ١٩- هل كلفة الطباعة العالية تحد من تكثيف القصائد عند الشاعر وعدم التشجيععلى المتابعة بهمة عالية ويقتصر موضوع الكتابة بالمناسبات فقط؟

ج ـ بالتأكيد تكلفة الطباعة تشكل مانعًا من نشر الدواوين الورقية ولذلك يجب على وزارةالثقافة المساعدة في تشجيع النتاجات الأدبية وتحمل تكلفتها، وهذا الرأي طرحته علىوزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف في مقابلة معه ووافق على هذا الطلب حتىأنه امر بطباعة إصدار جديد من ديواني عزف الياسمين، ولكن الطباعة وتكلفتها لا تحدمن الكتابة فالنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تخطت هذه المشكلات.

س ٢٠ – كيف اكتشفت انك تقرضين الشعر ؟

ج ـ حقيقة أنني أحب الشعر منذ الطفولة ولم يكن على صورته الحالية فكنت أكتبمواضيع التعبير بصورة تثير انتباه المعلمات والمعلمين.

ولكنني حققت هذه الأمنية حينما تتلمذت على يد شاعرنا الكبير الدكتور علي ياسينغانم فأيقنت أنني أسير في الطريق الصحيح.

س ٢١- ما نوع الشعر المفضل لديك؟

ج ـ الشعر المفضل لدي هو الشعر العمودي بالتأكيد فالشعر لايكون شعرا إذا لم يركبصهوة بحور الخليل وترنّم على موسيقى عروضه.

س ٢٢- ما هي كلمتك للمبتدئين الذي يضعون اول خطوة على درب الشعر

ج ـ نصيحتي للمبتدئين في البداية عليهم دراسة العروض وليس بالضرورة الكتابة علىجميع البحور فيبدؤون بالكامل ثم الوافر او البسيط على سبيل المثال. ثانيًا عليهم بتعلمقواعد النحو والصرف الضرورية في كتابة الشعر. ثالثًا عليهم القراءة ومحاكاة قصائدالشعراء. وعليهم عدم الاستسلام لأراء النقاد الهادمة فلم يولد شاعر على هذه القوة. كلنا بدأنا من أخطائنا فالوقوع في الخطأ يعلمنا الصواب وبين قوسين أقول (اكتبوقطع ووزن واخطئ وصوب ولاتكرر أخطاءك مرة ثانية).

س ٢٣- هل تهابين أقلام النقاد؟

ج ـ بالنسبة لي كياسمين لا أهاب هذه الأقلام رغم قسوتها احيانًا لأنني أسعى لأن أحققكينونتي في عالم الشعر وتحت سماء الابداع.

س ٢٤- ما هي مساحة فلسطين وشعبها الصامد بقصائدك؟

ج ـ لفلسطين الحيز الأكبر في كتاباتي فهي الجرح النازف الذي لايلتئم أبدا.كتبت عنهاعشرات القصائد عن جراح القدس وسطوة الغاصب، عن الأسرى ومعاناتهم، عنالمهاجرين إلى ديار الموت.

كتبت عن الظلم واليأس وعن التطبيع والتصهين مع المحتل الغاصب.ففلسطين بحر منالمواجع لايجف أبدا على سطور قصائدي يهدر دائمًا وتعصفه رياح الموت.

س ٢٥- مما يخاف شعراء اليوم وما هاجس ابتعادهم عن الكتابة؟

ج ـ الشاعر يخاف مثله مثل اي إنسان عادي ولكن يكون أكثر حساسية لبعض الأمور منغيره، يخاف الشاعر من الرفض وعدم القبول، كرفضه لنفسه ورفض الآخرين له مما يؤديإلى الإقصاء والعزلة الاجتماعية.

يخاف الشاعر من فقدان المعنى وعدم تذوقه للجمال وعدم القدرة على التعبير والسفر عبرالمجاز. ويخاف الشاعر من الموت والفناء كأي إنسان على وجه البسيطة.

س ٢٦- خذي مكاني واسألي نفسك سؤال لم يسأله لك احد من قبل، ؟

أسأل نفسي وأقول إلى ما تسعين من وراء الشعر ما هي غاياتك وطموحاتك؟

ج ـ طموحاتي من وراء الشعر أولا الرضا عن ذاتي وتلبية نداء النفس. التحدث بصوتالأمة والثورة لأجلها عبر القصيدة. أرغب في أن أكون شاعرة لها ميراث شعري هادفتتغنى به الأجيال وأن أحيا بقصائدي حتى بعد الموت.

س ٢٧-كيف تأتي فكرة القصيدة لديك ؟

ج ـ 27 أنا لا ابحث عن الفكرة،بل الفكرة هي من تسعى ورائي، ولكن ما أن أمسك بهاتحلق وتصحبني فوق أجنحتها لأحلق في سماء البديع لأرسم بها أبهى الحلل البديعية.

ولكن محاولة استحضار الفكرة من الشاعر ترهق القصيدة والفكرة لذلك اجعل الفكرة هيمن تسعى إليك وليس العكس.

س ٢٨- هل تكتبين النثر أم أنك لا تنسجين إلا على نول العمودي وأي مدرسة تفضلين ؟

ج ـ أنا لا أكتب النثر مع أنني أستطيع ذلك ولكن المتعة الحقيقية أجدها في الشعرالعمودي وبحور الفراهيدي والاستمتاع بموسيقى الحروف.وقد تأثرت كثيرا بشعراءالعصر العباسي وكذلك بمدرسة الإحياء والبعث التي أسسها محمود سامي البارودي.

س ٢٩- يقول الشاعر الفرنسي ستيفان مالارميه: “القصيدة سرّ، وعلى القارئ أن يبحثعن مفتاح”. هل للقصيدة أسرارها الخاصة ؟

ج ـ لكل قصيدة قصتها وأسرارها وحكمتها وذلك حسب غرض القصيدة ونوعها فإن كانتالقصيدة في الرثاء أو الهجاء فسأبتعد عن الرمزية في الكتابة ولكنني أقدمها بأسلوببليغ بعيد عن التكلف. وهذا على عكس شعر الغزل مثلا أو شعر الطبيعة ولكنني لا أكونغارقة في الرمزية ولا سطحية أيضا. أكون بين هذا وذاك، وأحاول بقدر المستطاع الابتعادعن التكلف.

س ـ هل من كلمة اخيرة أو هل تودين اضافة شيء ؟

ج ـ أحب أن اتوجه بوافر الشكر والتقدير لك دكتوري الرائع علي ياسين غانم على هذااللقاء الطيب وأقول إن ماحققته من نجاح فهو بفضلك وانا أهديك كل نجاح حققته فيمجال الشعر، وكذلك أتقدم بالشكر لأهلي وزوجي واولادي على دعمهم لي وكذلك وافرالشكر لإخوة الضاد ورعاة الابداع والشكر موصول كما أسلفت لهذه المجلة الرائدةالعريقة ولإدارتها الغراء

من كتاباتها

في الوطنيات

تجثو البلادُ على جمارِ المحرقه

ومدامعي من هولها متدفقه

والقهرُ يبني في الصدور مقابرًا

كفُّوا الهيامَ ترى الرؤوس مُحلِقه

وطني ضياعٌ ضمَّهُ لحدُ الأسى

والغدرُ نابٌ مستبدٌّ مزَّقه

وسماؤهُ من لجَّةِ الأهوالِ كمْ

تبكي على وجعِ العروبةِ مشفقه

وتقول بالفخر

أنا شهقةُ الإعصارِ من فوق الذرى

أنا سلسبيلٌ قد أكونُ وأنهُرا

أنا يقْظةُ الإصباحِ من غَفَواتهِ

حلمٌ جميلٌ كم يتيهُ به الكرى

فالشمسُ تسطعُ في فضاءِ قصائدي

والحبُّ أورقَ باليراع وأزهرا

والشوقُ عبَّقَ سحرَنا بربيعهِ

والليلُ يرقبُ وصلَنا ما إن سرى

إنِّي تراتيلُ المساء ونجمتي

نثرتْ بريقًا في العيونِ فأسحرا

البحرُ متني والبواخرُ أقلعتْ

بمدادِ شعري كم سفينٍ قد جرى

وتقول برثاء طفلها

نَضبتْ دموعي واحترقتُ من الأسى

والحزنُ فوقَ الحرفِ خيَّمَ مُذْ رسى

كفكفتُ بثِّي واحتملتُ تَأوّهي

من فيضِ قهري كم جَرعتُ الأكؤسا

رباهُ سؤلكَ أن تُخففَ حُرقتي

فارأفْ بقلبٍ جفَّ غيضَ تَيبُّسا

ولدي صغيري نبضُ قلبي مهجتي

الآن أضحى في الجنائنِ مؤنِسا

نثروا الترابَ على فؤاديَ كبَّروا

ما نفع عيشٍ إذْ هجرتَ الأنفسا؟

وفي الغزل

نهرٌ من الحبِّ أم نهرٌ من الماءِ

يجري بصدري فتزهو فيهِ أفيائي

كم استطابَ جَناني من عذوبتهِ

والثغرُ يقطرُ من طيبٍ و أنداءِ

والصبُّ أورقَ آمالًا معتَّقةً

تُذري الشقاءَ وتمحو بؤسَ صحرائي

أغرى عبيرُكَ أنفاسي فأثملها

من فوح ودَّك ضجَّت كلَّ أنحائي

و اللحظُ يلهجُ مفتونًا بنظرتهِ

فاحضنْ حنينيَ واخمدْ صبوة النائي