شَرَفُ الحَياةِ بِعِزِّها!

بِقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

لَو عُدتُ أَرفُلُ بِالشَّبابِ، وجاءَنِي العَرْضُ الرَّطِيبُ
مِ الحُسنِ يَبرُقُ بِالسَّنا، وتَزِينُ هالَتَهُ الطُّيُوبُ
وحَمَلتُ أَشواقِي وطِرْتُ، يَشُدُّنِي الأَمَلُ العَجِيبُ
وتَحُمُّ أَورِدَتِي الدِّماءُ، يَثُورُ في صَدرِي اللَّهِيبُ
وَرَأَيتُ أَنَّ جَنَى المَحاسِنِ دُونَهُ الذُّلُّ المُرِيبُ
لَأَبَيتُ، حَتَّى لا أُقارِبُهُ، وأَنفُرُ لا أُجِيبُ
وكَبَحتُ تَوْقَ جَوارِحِي، والجُوعُ يَصرُخُ، والوَجِيبُ
ولَجَمتُ مُهْرَةَ أَضلُعِي الحَرَّى يُدَغدِغُها الوُثُوبُ
فَأَنا، إِذا هانَ الوُجُودُ، تَلُفُّ نِعمَتَهُ الذُّنُوبُ،
عِفْتُ الوُجُودَ، ورِفْدَهُ، فَعَطاؤُهُ مُرٌّ خَلُوبُ
وعَصَى الإِباءُ على غَوايَتِهِ، فَبِي شَمَمٌ رَقِيبُ
وإِذا دَعا قَلبِي الحَبِيبُ، وشُرِّعَتْ دُونِي الدُّرُوبِ
وَأَتَت تَدِلُّ الفِتنَةُ الشَّهَّاءُ، والمَرْعَى خَصِيبُ
فَلَمَحتُ أَنَّ غِوَى الوِصالِ تَشُوبُ لَذَّتَهُ العُيُوبُ
لَرَفَضتُ نَعْماءَ الحَبِيبِ، وقُلتُ: لا كانَ الحَبِيبُ
شَرَفُ الحَياةِ بِعِزِّها، وخَلاهُ لا عاشَت قُلُوبُ
وأَنا أَرُودُ غِمارَهُ، وأَطُوفُ، لَو حاقَت خُطُوبُ
وأَصُونُهُ، وَلَو انَّ في لَمَساتِهِ النَّارُ الشَّبُوبُ!