محمد سلوم
في احدى زيارات عميد الأدب العربي طه حسين لبيروت دعاه صديق له لحضور حفلة زجل لفرقة شحرور الوادي .
ولما دخل القاعة وكانت الحفلة حامية الوطيس , رحب أحد الحاضرين من الجمهور بعميد الأدب العربي الكفيف قائلا “أهلا وسهلا بطه حسين”.
هنا ارتجل الشحرور على الفور :
أهلا وسهلا بطه حسين
ربــي أعطـانـي عينـيـن
العين الوحـدة بتكفينـي
خد لك عين وخلي عين
كان طه حسين يبتسم لتلقائية هذه الردة وظرافتها بينما كان الحضور هائجا ومائجا , واذا بالشاعر علي الحاج يرتجل :
أهلا وسهلا بطه حسين
بيلزم لك عينيـن اتنيـن
تكـرّم شحـرور الـوادي
منـو عيـن ومنـي عيـن
هنا كبرت البسمة على شفتي طه حسين , بينما أصوات الجمهور تتعالى وتكاد تهد القاعة , واذا بأنيس روحانا يفاجئ الجميع بارتجاله هذه
لا تقبـل يـا طـه حسيـن
من كل واحد تاخذ عين
بقدم لـك جـوز عيونـي
هدية لا قرضة ولا دين
ضحك طه حسين وضجت القاعة أكثر ولكن بخوف اذ ماذا بقي للشاعر الرابع ليقول . لكن طانيوس عبده الشاعر الرابع في جوقة الشحرور فاجأ طه حسين والجمهور بقوله
ما بيلزملو طه حسيـن
عين ولا أكثر من عين
الله اختصّه بعين العقل
بيقشع فيهـا عالميليـن