آمال البيروتي طربيه
في ذلك اليوم الهادئ، حيث لم يُسمع صوت أيّ قنبلة أو قذيفة، وكان الجندي الشاب يعلم أنّه يوم الأحد، يوم الربّ، وفيما كان جالسًا، أخرج من جيبه ورق اللعب ووضعه أمامه على المقعد. فاجأه القائد وقال له: “لماذا أنتَ قابعٌ لوحدك، بعيدًا عن فرقتك؟”
أجابه الجندي: “فكّرتُ أن أنزوي قليلاً لأقضي بعض الوقت مع الربّ”.
قال له القائد: “ولكن، يبدو لي أنَّكَ تتلهّى بورق اللعب”.
فردّ الجندي: “عفوًا سيّدي، من اليوم الذي حرمتُ فيه في هذا البلد من اقتناء كتاب الانجيل أو أيّ كتاب للصلاة المسيحيّة، قررتُ أن أتكلّم مع الربّ بواسطة أوراق اللعب”.
قال القائد: “هلمّ علّمني طريقتك”.
وفتح الجندي ورق اللعب وقال للقائد:
– هل ترى ورقة ال AS يا سيّدي؟ فهي تذكّرني بأن إلهنا واحد.
– ورقة ال2 تذكّرني بالعهدين القديم والجديد في الكتاب المقدّس، وبالطبيعتين الإلهيّة والانسانيّة في شخص المسيح.
– ورقة ال3 تذكّرني بالثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس.
– ورقة ال4 تذكّرني بالانجليّين الأربعة، متّى ومرقس ولوقا ويوحنا.
– ورقة ال5 تذكّرني بالعذارى الخمس اللواتي دخلن قاعة العرس لأنهنّ جلبن الزيت معهنّ (متى 1:25-13).
– ورقة ال6 تذكّرني بالأيّام التي خلق فيها الله الكون وكلّ ما فيه، وبالأخصّ باليوم السادس حيث خلق الإنسان على صورته كمثاله (تك1).
– ورقة ال7 تذكّرني باليوم السابع الذي استراح فيه الله، وبمواهب الروح القدس السبع.
– ورقة ال8 تذكّرني بعائلة نوح: زوجته، أولاده الثلاثة وزوجاتهم، وتذكّرني خصوصًا باليوم الثامن انطلاقة العهد الجديد المبني على حدث قيامة الربّ يسوع من بين الأموات.
– ورقة ال9 تذكّرني بالبرص التسعة الذين لم يشكروا يسوع بعد أن شفاهم، وحده العاشر جاء ليسجد له.
– ورقة ال10 تذكّرني بالوصايا التي أعطاها الربّ لموسى على لوحين من حجر.
– ورقة الValet ترمز إلى لوسيفورس الذي كان ملاك النور وفقد مكانته وها هو اليوم يلعب دور جوكر الضياع.
– الملكة ترمز إلى بابل العظيمة، “أُمِّ الفاجرات وأرجاس الأرض، والتي زنى معها ملوك الأرض، وسَكِرَ القاطنون في الأرض من خَمرِ فجورِها” (رؤيا1:17-2)
– الملك يمثّل يسوع المسيح ملكَ الملوكِ.
إذا جمعنا أرقام الأوراق حصلنا على العدد 364، أيّ ما يوازي ورقة لكلّ يوم من أيّام السنة.
عدد أوراق اللعب 52 ورقة لأسابيع السنة الاثنين والخمسين.
الفئات الأربع تمثّل الفصول الأربعة التي خلقها الله: الربيع والصيف والخريف والشتاء.
والآن، عندما أُريد التكلّم مع الله، ليس أمامي إلاّ أن أسحب ورقة واحدة، وأسترسل معه بالحديث انطلاقًا من رمز الورقة ولونها.
وظلّ قائد الفرقة واقفًا والدموع في عينيه، فقال للجنديّ: “هلاّ أعرتني ورقك من وقت لأخر