آمال البيروتي طربيه
أحبائي، جميعنا دون استثناء كنّا أعداء في الفكر لله:
“وأنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء في الفكر…” (كولوسي 21:1).
أي أنهُ كان صعباً كثيراً – حتّى لا أقول مستحيلاً – علينا أن نحفظ وصاياه ونعمل بها، ونقبل توجيهاته ونهتم بأموره، وكان سهلاً كثيراً علينا أن نُحب ونهتمّ بأمور العالم والجسد وننشغل بها، إلى أن قَبِلنا المسيح مخلّصاً شخصياً لنا، فوُلِدْنا من جديد وسكن روحه فينا، وبدأنا نُحبه وننشغل بأموره، لكنّ الأمر لن يقف هنا، فجميعنا جئنا نحمل في أذهاننا حصوناً وظنوناً وأفكاراً ونظريات ضد طرق الله ومشيئته لنا. والرسول بولس أخبرنا بذلك:
“إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون. هادمين ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة الله، ومستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح” (كورنثوس الثانية 10: 4-5).
وما دُمنا في هذا الجسد فإنّ الشيطان سيحاول جاهداً ومراراً كثيرة، أن يبني في أذهاننا الكثير من الأمور الصعبة التي تؤذينا وتؤذي علاقتنا بالرب والسلوك في مشيئته!!
لكن نتذكر وعد الرب المُشجّعة لنا اليوم:
“هكذا قال رب الجنود: هم يبنون وأنا أهدم” (ملاخي 4:1).
الرب يريد أن يهدم كل ما بناه ويبنيه العدو في ذهنك وفي حياتك.. وكيف يهدم الرب؟
“أليست هكذا كلمتي كنار، يقول الرب، وكمطرقة تُحطّم الصخر؟” (ارميا 29:23).
قال يسوع: الحاجة إلى واحد. فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزعَ منها (لوقا 42:10)، نعم يا أحبائي الحاجة إلى الجلوس كل يوم عند أقدام يسوع، نتمتّع بقراءة كلمته والشركة معه، وبقوة الروح القدس وقوة كلمة الرب، نهدم حصون وظنون وأفكار ومخاوف وتعب وقلق وصغر نفس وشعور بالرفض… كما يعلمنا الرسول بولس..
هادمين الصخور التي تمنعنا أن نكون في مشيئة الرب لحياتنا بمطرقة الله.
وللذين ما زالوا أعداء في الفكر لله، لا يعرفونه، لا يُحبّون طرقه، أو لا يهتمون به وبطرقه، أو لا يؤمنون بوجود الله حتّى…
دعوة لكم اليوم من الله، فهو يقول لك إن كنت ما زلت غريباً عني، أنا صالحتك بابني يسوع الذي بذلته من أجلك خصيصاً، فقدّمَ لكَ على الصليب دمه الثمين لكي يغفر كل ذنوبك وخطاياك، ولكي يُمكّنك من الانضمام إلى عائلتي، إن أنت آمنتَ به، وبما فعله من أجلك.
“هادموك ومخربوك منك يخرجون” (إشعياء 17:49).