*لأريد أن أتذكّر ملامح وجهك لأتعرّف عليك مجددٱ عندما ألقاك في السّماء، فأشكرك مرّةً ثانية أمام اللّه*

آمال طربيه

 

في لقاءٍ تلفزيونيٍّ سأل المذيع ضيفه الملياردير ما أكثر شيءٍ أسعدك في الحياة؟

قال: مررت بأربع مراحل حتى تعرفت على السعادة الحقيقية:

*الأوّلى: اقتناء الأشياء…*

*الثّانية: اقتناء الأغلى والأنفس…*

*الثّالثة: امتلاك المشاريع الضّخمة* ، كشراء فرق رياضية أو منتجعاتٍ سياحيّةٍ بأكملها…

ولم أجد أبدا السّعادة الّتي كنت أشتريها…

 

وعندما اتت *الرّابعة، حين طلب منّي صديقٌ أن أساهم بشراء كراسي متحرّكةٍ لمجموعةٍ من الأطفال المعاقين* ، وتبرّعت فوراً بالمبلغ البسيط الكامل لشراء تلك الكراسي…

وأصرّ صديقي أن أذهب بنفسي معه وأقدّمهم للأطفال بعد ان كنت مترددا.

وعندها بالفعل رأيت الفرحة الّتي تعلو وجوههم… وكيف صاروا يتحرّكون في كلّ الاتجاهات بواسطة كراسي بسيطةٍ ويضحكون كأنّهم في الجنة…

 

ولم يتم إكتشافي للسعادة الحقيقية، إلا عندما تمسّك أحد الاطفال في رجلي وأنا أهمّ بالمغادرة… فحاولت أن أتهرب من يده برفق، لكنّه أصر وظلّ متمسكاً بي وعيناه لا تتركاني وتركّزان بشدّةٍ على وجهي…

عندئذ إنحنيت لأسأله:

هل تريد شيئا آخر منّي قبل أن أذهب؟

فكان الرّد الّذي لم أنتظره وغير حياتي:

 

*أريد أن أتذكّر ملامح وجهك لأتعرّف عليك مجددٱ عندما ألقاك في السّماء، فأشكرك مرّةً ثانية أمام اللّه*